
الكاتب نضال أنور المجالي
في سجل الوطن المشرّف، تقف أسماء رجال سكبوا من جهدهم وعرقهم لبنة في صرح أمنه واستقراره، ليصبحوا علامات فارقة تستحق الإجلال ورفع القبعات. ومن هذه الأسماء اللامعة، يبرز اسم اللواء الركن المتقاعد معتصم باشا أبو شتال، الذي لم يكن مجرد ضابط في سلك الأمن العام، بل كان مهندساً في الميدان وشريكاً فاعلاً في تحقيق الرؤى الملكية السامية لتطوير المؤسسة الأمنية.
إن الحديث عن معتصم باشا هو حديث عن نموذج لرجل الولاء والانتماء الصادق، الذي آمن بأن خدمة الأردن تكمن في الجدية والإخلاص والاحترافية. خلال مسيرته الطويلة في جهاز الأمن العام، كان له دور وبصمة واضحة في مختلف المواقع القيادية التي شغلها، حيث أسهم في عمليات التحديث والتطوير التي شهدها الجهاز، مواكباً بذلك تطلعات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني في الارتقاء بمستوى الأداء الأمني ليكون في مصاف الأجهزة المتقدمة عالمياً.
لقد تجسدت إسهامات أبو شتال في تطوير الاستراتيجيات الأمنية، ورفع كفاءة مرتبات الأمن العام، وتعزيز مفهوم الأمن الشامل الذي يجمع بين حفظ النظام، وخدمة المجتمع، والتصدي للتحديات المستجدة. كما كان لخبرته العسكرية والأمنية الواسعة أثر كبير في ترسيخ مبادئ الانضباط والاحترافية والعمل المؤسسي، مما عزز من قدرة الجهاز على حماية مسيرة التنمية والإصلاح في المملكة.
إن اللواء الركن المتقاعد معتصم باشا أبو شتال هو مثال لرجل الدولة الذي يرى في تقاعده محطة جديدة لخدمة الوطن بالخبرة والعطاء وهو بذلك رجل يستحق الذكر والتقدير لما قدمه من تفانٍ وتضحية، ليظل اسمه مرتبطاً بصفحات مشرقة من تاريخ الأمن العام الأردني.
ولهذا، فإن الرؤية الثاقبة تشير إلى أن مؤهلاته القيادية لا تقتصر على الميدان الأمني فحسب؛ بل إنه يستحق بامتياز أن يكون قائداً ومديراً في أي موقع تنفيذي أو إداري رفيع. فخبرته في وضع الاستراتيجيات، وإدارة الفرق الكبيرة، وقدرته على الإشراف على مشاريع التطوير والبناء، تجعل منه رصيداً وطنياً جاهزاً لاستلام مهام جديدة تتطلب الحكمة والنزاهة والقدرة على تحقيق الإنجاز.
حفظ الله الأردن، وحفظ رجاله الأوفياء الذين يقدمون أرواحهم وجهدهم ليبقى وطناً آمناً مستقراً تحت ظل قيادته الهاشمية الحكيمة.