القلعة نيوز- تواصل كلية عمّون الجامعية التطبيقية تنفيذ برنامجها التدريبي الميداني ضمن دورة الدلالة السياحية (30)، التي تُعقد بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، وذلك استكمالًا للأنشطة الميدانية التي انطلقت قبل أسبوعين بزيارة مدينة جرش الأثرية.
وتشمل الدورة ما يزيد عن مئة متدرب ومتدربة يمثلون مجموعة من اللغات العالمية من بينها الإنجليزية، والإيطالية، والروسية، والفرنسية، ولغات أخرى، بما يعكس تنوع الخلفيات الثقافية للمشاركين واتساع نطاق الإعداد المهني الذي تقدمه الكلية لتأهيل الأدلاء السياحيين في مختلف اللغات.
وشهدت الأيام الماضية استمرار هذه الطلعات التدريبية، حيث نفذت الكلية عددًا من الزيارات الميدانية إلى جبل القلعة والمدرج الروماني ومتحف الأردن في العاصمة عمّان، بهدف تعزيز المعرفة الميدانية للطلبة وإكسابهم مهارات التعامل المباشر مع المواقع الأثرية والسياحية.
كما نُفذت زيارتان تدريبيتان يومي الجمعة والسبت، 24 و25 تشرين الأول، إلى مدينة السلط ومنطقة عراق الأمير، حيث تعرّف المشاركون إلى أبرز المعالم التاريخية والمعمارية في المنطقتين، واستمعوا إلى شروح حول تاريخ المنطقة ودورها الحضاري، في إطار التدريب العملي على مهارات الدلالة السياحية الميدانية.
وفي مدينة السلط، كان لمشاركة مؤسسة إعمار السلط أثرٌ واضح في إثراء التجربة الميدانية، إذ رافق الوفد دليل محلي من موظفي المؤسسة ممن تخرجوا في السنوات السابقة من برامج تأهيلية مشابهة , قدّم للزوار شرحًا تفصيليًا عن المدينة بعاداتها وتقاليدها وتاريخها، إضافة إلى التعريف بأبرز مواقعها ومتاحفها الدينية والاجتماعية والتعليمية، ما أتاح للمشاركين فرصة التعرّف على روح المدينة وطابعها الإنساني والتراثي الأصيل.
ويشار إلى أن البرنامج التدريبي اشتمل أيضًا على زيارة مقام النبي يوشع بن نون عليه السلام، الذي ورد ذكره في القرآن الكريم في سورة الكهف ضمن قصته مع نبي الله موسى عليه السلام، حيث تلقّى المشاركون شرحًا حول أهمية المقام ومكانته الدينية والتاريخية.
كما تضمنت الجولة زيارة مدينة السلط التاريخية، والتوقف عند أبرز معالمها الرئيسية التي تشكل نقاطًا هامة في مسيرة المدينة وتاريخها العريق، تلتها وقفة عند كهوف توبيا التي تمثل حقبة زمنية مميزة من تاريخ المنطقة، واختُتم البرنامج بزيارة آثار القصر التاريخي المعروف باسم قصر العبد في منطقة عراق الأمير، الذي يعد من أهم المعالم الأثرية في العصور الهلنستية.
وفي حديثها لـ"القلعة نيوز"، أكدت الدكتورة نهى مبيضين، مدرسة الإرشاد السياحي في كلية عمّون والمرافقة للدورة في برنامجها التدريبي، أهمية هذه الزيارات في صقل قدرات الأدلاء السياحيين المستقبليين، قائلة:
"إن دور الدليل السياحي لا يقتصر على مرافقة الزوار فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى تعريفهم بتاريخ المنطقة وأهميتها السياحية والحضارية، ونقل الصورة الحقيقية عن الأردن عبر مختلف الحقب التاريخية."
وأضافت مبيضين أن "الدليل السياحي يتحمل مسؤولية كبيرة في إبراز الدور الهاشمي في الحفاظ على الإرث التاريخي والثقافي الأردني، وصون الهوية الوطنية التي تتجلى في هذه المواقع التي تزخر بها البلاد."
وأكدت المبيضين أن الدلالة السياحية هي لسان ناطق يعكس حال المملكة الأردنية الهاشمية ليطّلع الزائر على صورتها من جميع جوانبها، معرفًا بكل ما من شأنه الارتقاء بالصورة المشرقة للأردن وواقعه الحديث، وليس التركيز على الأماكن التاريخية فحسب، بل على الإنسان والأصالة والتنمية التي تمتد في أرجاء الوطن.
كما رافق هذا اليوم التدريبي الدليل السياحي السيد حسام البطاط، عضو جمعية أدلاء السياح الأردنيين، الذي قدم للمشاركين خلاصة خبرته في مجال الإرشاد السياحي، مبينًا أهمية الإعداد الميداني والاطلاع المباشر على المواقع الأثرية في بناء دليل سياحي مؤهل يمتلك المعرفة والثقة.
وتواصل كلية عمّون الجامعية التطبيقية تنفيذ هذه الأنشطة الميدانية ضمن منهجها التدريبي التطبيقي، الذي يهدف إلى الربط بين الدراسة النظرية والخبرة العملية، وإعداد جيل من الأدلاء السياحيين القادرين على تمثيل الأردن بأفضل صورة أمام الزوار من مختلف دول العالم.




