ايمن موفق النعيمي
تمثّل الهويّة الوطنيّة الأردنيّة إحدى الركائز الأساسية في بناء الدولة الحديثة، وهي ليست مجرّد انتماء جغرافي أو رابطة قانونيّة، بل منظومة قيم متكاملة تشكّلت عبر التاريخ، وامتزجت فيها جذور الانتماء العربي والإسلامي مع خصوصيّة التجربة الأردنيّة القائمة على الاعتدال، وسيادة القانون، والولاء للقيادة الهاشميّة الحكيمة، والحفاظ على وحدة المجتمع وتماسكه في وجه التحديات.
منذ تأسيس الدولة الأردنيّة الحديثة، جسّد الأردنيون نموذجًا فريدًا في الانتماء والولاء، قائمًا على الثقة المتبادلة بين القيادة والشعب، والإيمان العميق بالرسالة الهاشميّة في الدفاع عن الأمة وقضاياها، وفي مقدّمتها القضية الفلسطينيّة والوصاية الهاشميّة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، بوصفها امتدادًا تاريخيًا ودينيًا وحضاريًا لا ينفصل عن هويّة الأردن ووجدانه.
الهويّة الوطنيّة الأردنيّة ليست شعارًا يُرفع، بل ممارسة يوميّة في العمل والإنتاج والاحترام المتبادل، وفي صون التنوّع الاجتماعي والثقافي الذي يُعد مصدر قوة وغنى، لا سببًا للتفرقة. فالأردنيون بمختلف أصولهم ومنابتهم يجتمعون تحت راية واحدة، يشاركون المصير ذاته، ويحملون همّ الوطن وكرامته وأمنه واستقراره.
وفي ظل المتغيرات الإقليميّة والدوليّة، يزداد الوعي الوطني الأردني رسوخًا، مؤمنًا بأن حماية الوطن واجب، والدفاع عن وحدته مسؤولية تاريخية لا تقبل التهاون. فالهويّة الأردنيّة تتجدّد باستمرار عبر تعزيز المشاركة المجتمعيّة، وترسيخ قيم المواطنة الفاعلة، واحترام سيادة القانون، ودعم مسيرة الإصلاح والبناء والتنمية.
ختامًا، تبقى الهويّة الوطنيّة الأردنيّة صرحًا ثابتًا، تبنيه الأجيال المتعاقبة بعزيمة وإيمان، مستمدّة قوتها من قيم الثورة العربيّة الكبرى، ومن رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، في الحفاظ على الأردن دولةً قويةً،
شامخةً بمبادئها، قادرةً على مواجهة التحديات، ومتجذّرةً في وجدان أبنائها الذين لم ولن يبخلوا في سبيلها بالتضحية والعطاء
حمى الله الوطن و قائد الوطن و جيشه و أبناؤه




