
هو سبط الرسول الكريم، والإمام الثالث عند «الشيعة الإثني عشرية»، أطلق عليه النبي الكريم لقب «سيد شباب أهل الجنة»، وهو خامس «أصحاب الكساء».
صنع نموذجا استثنائيا في التضحية والشجاعة، وطهارة ونقاء الروح، وأثبت بحسب الفيلسوف البريطاني توماس كارليل «أن التفوق العددي لا أهمية له حين تكون المواجهة بين الحق والباطل».
كان بإمكانه النجاة بنفسه وبآل بيته والاكتفاء بنعيم الدنيا لكنه آثر مواصلة القتال وعدم النزول على رغبة الحاكم.
كان الرسول الكريم يأخذ الحسين بن علي بن أبي طالب، المولود في الثالث أو في الرابع من شعبان سنة 4 للهجرة، الموافق الثامن من كانون الثاني/ يناير 626 ميلادية، معه إلى المسجد فيصلي بالناس، فكان إذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا أراد أن يرفع رأسه أخذهما بيده فوضعهما وضعا رفيقا، فإذا عاد عادا، حتى إذا صلى صلاته وضع واحدا على فخذ والآخر على الفخذ الأخرى، وكان يقول: «اللهم إنك تعلم أني أحبهما فأحبهما».
لا يذكر عن الحسين الكثير في خلافة أبي بكر الصديق لصغر سنه حينها، أما في عهد الخليفة عمر بن الخطاب فقد كانت سياسته أن يُجل السبطين: الحسن والحسين، وجعل عطاءهما مثل عطاء أبيهما علي بن أبي طالب، وألحقهما بفريضة أهل بدر.
وفي عهد الخليفة عثمان بن عفان التحق الحسين بالجهاد، وذكر ابن خلدون أن عبد الله بن أبي السرح استأذن الخليفة عثمان في أن يذهب لفتح إفريقية، فأرسل له جيشا، فيه الحسن والحسين، ففتحوا إفريقيا. كما فتح الحسن والحسين طبرستان (تقع في شمال إيران وفي جنوب غرب تركمانستان اليوم) تحت قيادة سعيد بن العاص.
كانت إقامة الحسين بالمدينة المنورة حتى بويع الإمام علي بن أبي طالب بالخلافة، وحين عزم على الخروج للعراق، خرج الحسن والحسين إلى الكوفة، ثم حدثت معركة «الجمل» فحضرها، وكذلك حضرا معركة «صفين» وقتال «الخوارج» في معركة «النهروان».
بينما جاء في «نهج البلاغة» رواية تقول إن علياً منع الحسن والحسين من المشاركة في المعارك، وقال: «املكوا عني هذين الغلامين؛ لئلا ينقطع بهما نسل رسول الله».
وحين قتل الإمام علي على يد عبد الرحمن بن ملجم، حيث ضربه أثناء الصلاة بسيف مسموم، حمل على الأكتاف إلى بيته وقال: «أبصروا ضاربي أطعموه من طعامي، واسقوه من شرابي، النفس بالنفس، إن هلكت، فاقتلوه كما قتلني، وإن بقيت رأيت فيه رأيي».
وتذكر بعض المصادر أن الحسين لم يكن حاضرا بالكوفة حينما قتل الإمام علي إنما كان في معسكر «النخيلة» قائدا لفرقة من الجيش، فأرسل الحسن رسولا إليه ليخبره، فقفل راجعا إلى الكوفة.
بويع أخوه الحسن بالخلافة، واستمر خليفة للمسلمين نحو ثمانية أشهر، ثم تنازل عنها لصالح معاوية بن أبي سفيان بعد أن صالحه وأطلق على ذلك العام «عام الجماعة».
وانتقل الحسن والحسين من الكوفة إلى المدينة المنورة، وبعد وفاة الحسن استمر الحسين في الحفاظ على عهد أخيه مع معاوية طوال حياة معاوية.
ولما أخذت البيعة ليزيد في حياة معاوية كان الحسين ممن امتنعوا من مبايعته، وكان معه ابن الزبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وابن عمر، وابن عباس.
وبعد موت معاوية رفض الحسين بيعة يزيد بن معاوية، ويُرجع المؤرخون والباحثون رفض الحسين لبيعة يزيد إلى عدة أسباب، منها الحرص على مبدأ الشورى والاعتراض على طريقة بيعة يزيد، وأن هذه الطريقة في أخذ البيعة لا تشابه طريقة بيعة الخلفاء الراشدين، وأيضا عدم وجود الأفضلية في يزيد، وأن هناك من هو أفضل منه، فيما يرى بعضهم أن السبب هو عدم التزام معاوية بشروط الحسن في الصلح، والتي من ضمنها ما ذكره المؤرخون «أن يكون الأمر من بعده شورى بين المسلمين».
مكث الحسين في مكة زمناً، فأرسل له أنصاره بالكوفة يطالبون بحضوره ومبايعته، فقام بإرسال ابن عمه مسلم بن عقيل، وأمره أن ينظر في أهل الكوفة وأن يستجلي حقيقة الأمر، ولكن والي الكوفة الجديد عبيد الله بن زياد استطاع الإيقاع بمسلم فلما أتي به إليه أخبره أنه سيقلته، وعندما أحس ابن عقيل بحزمه خشي على الحسين الذي كان في طريقه إلى الكوفة، وطلب منه أن يوصي، فنظر ابن عقيل في جلسائه وفيهم عمر بن سعد بن أبي وقاص، فدعاه إلى ناحية القصر، وطلب منه أن يبعث إلى الحسين فقال: «يا عمر، إن حسينا قدم ومعه تسعون بين رجل وامرأة في الطريق إلى الكوفة، فاكتب إليه بما أصابني».
وقال كلمته المشهورة: «ارجع بأهلك، ولا يغرنك أهل الكوفة؛ فإن أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني، وليس لكاذب رأي». وطلب منه أن يدفن جثته، ويقضي عنه دينه. ثم أمر ابن زياد به فقُتل.
لما انتشر أن الحسين قد عزم على الخروج إلى الكوفة، وعرف الصحابة والتابعون بالأمر، قامت مجموعة كبيرة منهم بتقديم النصح له بعدم الخروج؛ لعدم ثقتهم في نوايا أهل الكوفة، لكن الحسين رفض وواصل مسيره.
ويرى «الشيعة» أن خروج الحسين كان «بأمر إلهي»؛ حيث إنه الإمام بعد أبيه وأخيه، وأنه التزم بـ»التقية» والعهد الذي قطعه على نفسه في صلح الحسن مع معاوية، ولم يدع إلى مبايعته ولم يعلن عن إمامته، ووضح للناس عن مكانته عند الله وعظم مقامه، وخرج لمكة بعد انتهاء الهدنة التي كانت بينه وبين معاوية والتي انتهت بموته.
يشير بعض الباحثين إلى سبب إصرار الحسين على رأيه بالرغم من نصائح الصحابة وكبار التابعين، أن الحسين أدرك أن يزيد بن معاوية لن يرضى إلا بحمله بالقوة على البيعة، وكذلك خشية الحسين من وقوع مجابهة بينه وبين أتباعه من جهة وبين الأمويين من جهة أخرى في مكة المكرمة؛ مما جعله يفكر في الخروج سريعا خوفا من استحلال حرمتها، بالإضافة إلى ما نقله له ابن عقيل لحالة الكوفة بناء على ما سمعه ورآه من أهلها، ولاستثمار هذا الإنجاز فلا بد من أن يسارع الحسين بالذهاب إلى هناك.
خرج الحسين إلى الكوفة ومعه آل بيته من نساء وأطفال، وفي الطريق وصله خبر مقتل ابن عقيل، وخذلان أهل الكوفة، وتوجه إليه أحد قادة يزيد بن معاوية، وهو الحر بن يزيد الرياحي، ومعه ألف فارس ليلازمه حتى يصل إلى الكوفة، فلما وصلوا إلى كربلاء، قال: أي منزل نحن به؟ فقال: كربلاء، فقال: يوم كرب وبلاء.
ولما وصل الحسين كربلاء لقي عمر بن سعد في جيش مكون من أربعة آلاف مقاتل، وكان وجهة هذا الجيش في الأصل إلى الري، لكن والي الكوفة ابن زياد أمر الجيش أن يتوجه لملاقاة الحسين في كربلاء، في المنطقة التي يُطلق عليها «الطف»، وتقول بعض الروايات إن عمر بن سعد كره الخروج للحسين، وطلب من ابن زياد أن يعفيه من ذلك، لكن ابن زياد هدده بضرب عنقه إن لم يفعل.
فتوجه عمر بن سعد إلى الحسين، فلما أتاه، بين له الحسين أنه لم يأت إلى الكوفة إلا بطلب من أهلها، ومعه كتب أهل الكوفة وأسماء المبايعين له.
قدم الحسين عرضاً لعمر بن سعد يحقن دماء المسلمين، فكتب إلى ابن زياد يخبره بعرض الحسين، لكن ابن زياد رفض العرض حتى يقبل الحسين أن ينزل على حكمه، وأرسل رسالته إلى ابن سعد قائلا: «لا ولا كرامة حتى يضع يده في يدي»، فقام ابن سعد وعرض على الحسين أن ينزل على حكم ابن زياد وإلا القتال، وكان ذلك يوم الخميس التاسع من محرم سنة 61 هـ، فطلب منه الحسين مهلة حتى الصباح، وأخبر الحسين أصحابه أنهم في حل من طاعته، لكن أصحابه، وهم قلة، أصروا على القتال معه حتى النهاية.
وبعد فشل المفاوضات دارت معركة «كربلاء» وقتل في المعركة 72 رجلاً من أصحاب الحسين، و88 رجلاً من جيش ابن سعد، ولَمَّا قُتل أصحاب الحسين لم يجرؤ أحد على قتل الحسين؛ خشية أن يبوء بقتله، فقام شمر بن ذي الجوشن وصاح في الجنود وأمرهم بقتل الحسين، فضربه زرعة بن شريك التميمي، وطعنه سنان بن أنس، واحتز رأسه، وقيل إن الذي قطع رأس الحسين هو شمر بن ذي الجوشن، ويقال إن الذي قتله عمرو بن بطار التغلبي، وزيد بن رقادة الحيني، وأرسل ابن سعد برأس الحسين ونسائه ومن كان معه من الفتية إلى عبيد الله بن زياد.
كتب ابن زياد إلى يزيد يخبره بما حدث، ويستشيره في شأن أبناء الحسين ونسائه، وحسب روايات «السنة» فإن يزيد بكى، وأن يزيد رد على ابن زياد أن يرسل أهل بيت الحسين إليه، فأعطاهم عشرة آلاف درهم يتجهزوا بها.
واختلف علماء السنة في رأس الحسين هل سيره ابن زياد من الكوفة إلى يزيد بالشام أم لا، والذي جاء في «صحيح البخاري» أن رأس الحسين حمل إلى ابن زياد، فعن أنس بن مالك قال: «أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين عليه السلام، فجعل في طست، فجعل ينكت، وقال في حسنه شيئا، فقال أنس: كان أشبههم برسول الله وكان مخضوبا بالوسمة».
وحسب روايات «السنة» أيضا، فإن فاطمة بنت الحسين لما دخلت على يزيد قالت: «يا يزيد، أبنات رسول الله سبايا!!» فقال: «بل حرائر كرام، أدخلي على بنات عمك تجديهن قد فعلن ما فعلن». ثم بعث يزيد بهم إلى المدينة المنورة، ويقول ابن كثير الدمشقي: «وأكرم آل بيت الحسين، ورد عليهم جميع ما فقد لهم وأضعافه، وردهم إلى المدينة في تجمل وأبهة عظيمة، وقد ناح أهله في منزله على الحسين مع آله - حين كانوا عندهم - ثلاثة أيام».
أما حسب روايات «الشيعة» فإن من بقي من النساء والأطفال وعلي بن الحسين السجاد المعروف بـ»زين العابدين» أخذوا كأسرى مقيدين بالسلاسل إلى بلاد الشام، حيث يقيم يزيد، وأحضروهم إلى مجلسه، وكان قد وضع رأس الحسين في إناء أمامه، ضاربا إياه بعصاه، شامتا فيه، فخطبت زينب بنت علي بن أبي طالب الخطبة المعروفة في التراث الشيعي بـ»خطبة زينب في مجلس يزيد».
وبحسب مرويات «الشيعة»، فإن رأس الحسين دفنت في كربلاء مع جسده عند عودة «سبايا» أهل البيت من الشام، وأن علي بن الحسين (زين العابدين) أخذه معه ورده إلى كربلاء بعد أربعين يوما من مقتله أي يوم 20 صفر، وهو ما يعرف بـ»ذكرى الأربعين».
بينما اختلف أهل «السنة» في الموضع الذي دفن فيه الرأس، فقيل في دمشق، وقيل في كربلاء مع الجسد، وقيل في القاهرة وعسقلان وأماكن أخرى؛ فتعددت المراقد.
كان مقتل الحسين يوم العاشر من محرم عام 61 هجرية الموافق 10 تشرين الأول / أكتوبر 680 ميلادية.
ويرجع المؤرخون والباحثون «السنة» و»الشيعة» مسؤولية مقتل الحسين إلى ثلاثة أطراف وهم: أهل الكوفة، وأصحاب القيادة وهم: عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد، والحاكم وهو يزيد بن معاوية، وتتفاوت الآراء حول مقدار مسؤولية كل منهم.
فأما أهل الكوفة فيرى باحثون أنهم كاتبوا الحسين، وطلبوه للبيعة ثم خذلوه ولم ينصروه، وأنكروا أنهم طلبوه، بينما يرى آخرون أن أهل الكوفة لم يكن بأيديهم شيء أمام الحكم الأموي القوي.
وأما قادة جيش الكوفة، فهم المنفذون المباشرون مقتل الحسين، فعبيد الله بن زياد هو الذي قتل مسلم بن عقيل ومستضيفه هانئ بن عروة.
ويحمل المؤرخون عمر بن سعد قسما كبيرا من مسؤولية مقتل الحسين، حيث إنه المنفذ والمتفاوض مع الحسين.
أما يزيد بن معاوية، فيحمله المؤرخون مسؤولية إرسال عبيد الله بن زياد إلى الكوفة للسيطرة عليها، وأنه لم ينتصر للحسين ويأخذ بثأره أو يقتل قاتله، واختلف الباحثون في إن كان يزيد قد أمر بقتل الحسين أم لا، فيرى ابن تيمية وفريق من أهل «السنة والجماعة» أن يزيد لم يأمر بقتل الحسين، ولم يُظهر الفرح بقتله، وأنه أظهر التوجع على ذلك، وظهر البكاء في داره، ولم يَسْبِ لهم حريما بل أكرم أهل بيته، وأجارهم حتى ردهم إلى بلادهم.
أما روايات التي في كتب «الشيعة» فأنه أهان نساء آل بيت رسول الله، وأنهن أُخذن إلى الشام مسبيات، وأُهِنّ هناك، «هذا كله كلام باطل». ثم يقول ابن تيمية: «لكنه مع ذلك ما انتصر للحسين، ولا أمر بقتل قاتله، ولا أخذ بثأره».
بينما يرى آخرون أن يزيداً هو المسؤول المباشر عن قتل الحسين، وأن رأس الحسين حُمِلَ إليه، وأنه أهان أهل بيته ونساءه.
وبعيدا عن جريمة قتل الحسين، فإن مكانة الإمام الحسين عند عموم المسلمين بمختلف طوائفهم لا توازيها مكانة، وذلك لأنه حفيد النبي الكريم وابن ابنته فاطمة، وحبه وريحانته، وخصه النبي بقوله إنه منه، وغيرها من الأوصاف التي تصفه بها الأحاديث النبوية، ولا تختلف طوائف المسلمين حول هذه النقاط.
وذكرت مصادر تاريخية الكثير من الروايات التي تذكر تبجيل الصحابة للحسين، مثل ابن عباس وأبي هريرة وعبد الله بن عمر وعمرو بن العاص وغيرهم. ويعتقد أهل «السنة» أن أهل البيت تجب محبتهم وموالاتهم ورعاية حقوقهم، وأن المسلمين مأمورون بالصلاة عليهم مع الصلاة على النبي.
ويعتبر علماء «السنة» الحسين شهيدا، ويلقبونه بالشهيد في ترجمتهم له.
وتؤمن «الشيعة» أن الحسين هو الإمام الثالث من «الأئمة الاثني عشر» بعد علي بن أبي طالب والحسن بن علي، وتنص المصادر «الشيعية» على أن النبي قد نص على «الأئمة» من بعده وعينهم بأسمائهم ومن بينهم الحسين، وتنص كذلك على أن علياً قد أوصى قبل وفاته بالخلافة إلى ولده الحسن، وقد أشهد على وصيته جميع أولاده وأهل شيعته وأهل بيته، وعهد إليه بكتابه وسلاحه وأمره بأن يدفعها لأخيه الحسين إذا حضرته الوفاة. وأن الحسين تولى إمامته بعد وفاة الحسن مباشرة، وبدأ دعوته، وكانت مدة إمامته إحدى عشرة سنة.
ويعتبر الحسين أبا لتسعة من «الأئمة الاثني عشر»، وجميع «الأئمة» من بعده من نسله، وأتى في كتب «الشيعة» عدد من المرويات في ذلك.
وهو أيضا من أصحاب «الكساء»؛ إذ يعتقد «الشيعة» أن النبي جمع علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين معه تحت كساء واحد بعد نزول ما يسمى بآية التطهير: }إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا{.
ويعتقد «الشيعة» بأن «الأئمة من المعصومين بالإضافة إلى النبي الكريم وفاطمة الزهراء»؛ بمعنى «عصمتهم من الذنوب والمعاصي صغائرها وكبائرها، وأنه لا يمكن صدور المعصية منهم حتى على نحو الغفلة أو السهو أو النسيان».
كما وافق يوم مقتل الحسين يوم العاشر من المحرم «عاشوراء»، وهو اليوم الذي نجّى الله فيه النبي موسى من فرعون، وصيامه مستحب عند «أهل السنة والجماعة»، بينما يتخذه «الشيعة» يوم حزن وعزاء وبكاء، كما تقام مجالس «العزاء»، وتقام المحاضرات لعرض حادثة مقتل الحسين على الناس من خلال الخطيب والذي غالبا ما يجلس على المنبر متوسطا الناس، ليبكي الناس على المقتل، ثم تبدأ شعائر أخرى حيث يجلس «الرادود» يردد المراثي على «المعزين».
كما تقام المواكب لزيارة «العتبة الحسينية» في كربلاء، ويقوم «الشيعة» بما يعرف بـ»الشعائر الحسينية»، وتستمر هذه «الشعائر» حتى 20 صفر وهو ما يُسمى بـ»زيارة الأربعين».
لقد أحدث استشهاد الإمام الحسين بهذ الطريقة الهمجية البشعة والتي تتنافى مع كل ما جاء به الإسلام شرخا عميقا بين أبناء الأمة، لم تنته نتائجه حتى اليوم رغم مرور نحو 1339 عاما على مذبحة كربلاء، كما أصبح الحسين رمزا لمقاومة الظلم والاستبداد بشجاعة ورفض الاستسلام المذل.
لكن كيف تحول المسلمون إلى التناحر والاقتتال بالحق وبالباطل باسم كربلاء وسيد الشهداء؟
كيف حول التابعون من «السنة» و»الشيعة» ثورة الحسين إلى صراع سياسي واستغلوا دم الحسين للتنافس على كرسي الحكم؟
كيف بالإمكان الخروج من الصدمة الدموية ودائرة الدم التي انفجرت في العشرين سنة الأخيرة؟
دم الحسين لن يسامح كل من رفع السلاح بوجه أخيه المسلم، دمه بريء منهم، وسيبقى يلعن كل ظالم وطاغية، وسيبقى كأنه كوكب دري، مضيء متلألئ.
متى بالضبط دخل مصطلح «السنة» و»الشيعة» في دائرة الصراع، وهل حقا أن «السنة» هم من قتلوا الحسين، ماذا عن أهل الكوفة «شيعة الحسين» الذين كانوا السبب في خروج الحسين وقتله؟
أسئلة تطل برؤوسها وكأن كربلاء حدثت بالأمس!