شريط الأخبار
العرموطي: لتصمت صالونات النميمة .. وسياسة الملك راشدة وحكيمة الظهراوي: المدينة الجديدة زي الكرسي الدوار لحتى تخلص اراضي غوار نفاع تدافع عن أمين حزب عزم: خلط بين الصلاحيات والحوار السياسي النائب بني ملحم يستجوب الحكومة عن اسطوانات الغاز البلاستيكية وزير الإدارة المحلية: 8 آلاف عامل مياومة نصفهم في غير عملهم الفعلي لجنة الطاقة النيابية تثمن استجابة الحكومة لتوصية اللجنة بأعفاء المشتركين من رسوم إعادة توصيل الكهرباء لأول مرة توقيف مدير سابق لإحدى جمعيات المساعدات بجناية الاختلاس المياه تضبط عدة اعتداءات في جرش والكرك والمفرق اقتصاديون: مراجعة حسابات الناتج المحلي الإجمالي سيعزز التصنيف الائتمانيللأردن إحباط محاولة تهريب مليون ومئتي ألف حبة مخدرة لإحدى دول الجوار منتدى التواصل الحكومي يستضيف أمين عام سلطة وادي الأردن غدا مشروع مدينة عمرة ... رؤية جديدة للاقتصاد الرقمي الأردني سويسرا واليونيسف تتعاونان لتحسين خدمات المياه والصرف الصحي للاجئين في الأردن انخفاض أسعار الذهب وارتفاع النفط مع تراجع الدولار عالميا البابا يزور لبنان في لحظة فارقة عوائد سندات اليابان ترتفع إلى أعلى مستوى في 17 عاماً روسيا تتصدر بطولة "غراند سلام" للجودو في أبوظبي طقس مائل للبرودة في المرتفعات ولطيف حتى الخميس الاحتلال يحوّل المياه إلى سلاح.. 90% من محطات غزة مدمّرة الصادرات التجارية لمدينة الزرقاء تتجاوز 40 مليوناً في تشرين ثاني

الكتاب الفضاء الأوسع للتسامح.. والتسامح كتاب الإنسانية الخالد

الكتاب الفضاء الأوسع للتسامح.. والتسامح كتاب الإنسانية الخالد


القلعة نيوز-
د. بهيجة مصري إدلبي
لأننا أُنشئنا بالكلمة، فكنا، وسُقينا من المعنى حكمة وبيانا، كان الكتاب كينونتنا ووجودنا، ودليلنا إلى أحلامنا، لأنه يحمل سر الكلمة والمعنى، يورثنا الحكمة ويكشف عن أرواحنا غاشية الحجابْ، فالكتاب في معناه المطلق كون أُقيم بالحرف بناءً، وأُثثَ بالمعنى فضاءً، فكان مشيئة شاءت لتورثنا الضياءَ. بهذا المعنى كان شعار معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثامنة والثلاثين، ( افتح كتابا تفتح أذهانا) تأكيدا للعلاقة الوثيقة بين الكتاب وحضارة العقل وحضارة الفعل الثقافي، بل يؤكد على دور الثقافة في بناء العقل المعرفي للأجيال، وبالتالي ترسيخ القيم الإنسانية في الذاكرة، ليصبح الكتاب هو الدليل إلى معنى الوجود الثقافي، ومعنى الوجود الحضاري في الفعل الإنساني.
من هنا يصبح معنى الكتاب أوسع من شغاف الورقْ، لأنه بمنزلة اليقين من القلقْ، فهو الحامل لإرث الحضارات، وهو الذي يختصر المسافات، ويجمع الزمان بالمكان، ليصبح ماضيا وحاضرا ومستقبلا.
وحين تقيم الأمم معارض الكتب إنما تفسح لشهقة روحها الإنسانية أن تستوي في مقام الحوار، لأن معارض الكتب تعبير عن روح الأمة في التفاعل بين ماضيها وحاضرها ومستقبلها، وفي التفاعل بينها وبين الحضارات الأخرى
فحين تُختبر الأمم في حاضرها، وحضارتها، وموروثها الثقافي والحضاري، ومكانتها بين الأمم، وفاعليتها في الفعل الثقافي العالمي، لاشك يأتي الكتاب في قائمة تلك الاختبارات، لأنه رمز لوجودها وماضيها وحاضرها ومستقبلها، وعندما يصبح لهذا الكتاب موسمه، الذي تنجلي خلاله الرؤى، والفعاليات، والحوارات، تصبح الأمة في حاضرها على بوابة المستقبل الذي يتشكل عبر رؤاها، وحضارتها، ومعينها الثقافي، وإرثها الحضاري، الذي يسم وجودها، بسِمة الخلود.
ومن هنا فإن معرض الشارقة الدولي للكتاب ليس موسما لبيع الكتاب، وإنما هو موسم لحركة الفعل الثقافي داخل الذاكرة البشرية، موسم لحضارة الكتاب وحضارة الثقافة، وللعلاقة بين الإرث العميق، المتجذر في ذات الأمة، وبين المستقبل المشرق الذي تنهض به الأجيال المبدعة والمبتكرة لحاضرها ومستقبلها.
وحين نختبر الكتاب ومعارض الكتاب وعلى وجه الخصوص معرض الشارقة الدولي للكتاب في هذه الدورة في فضاء التسامح يمكننا القول إن الكتاب هو الفضاء الأوسع للتسامح والتسامح كتاب الإنسانية الخالد، لأنه يؤصل في الذاكرة البشرية قيم التعارف والتقارب والتعايش والتسامح، لتصبح معارض الكتب هي المختبر الانساني الذي تختبر فيها الانسانية طاقتها على الانحياز الى الكلمة كرابط اوثق بين البشر
لذلك عندما يكون الكتاب خيار الإنسانية الأول في بناء حضارتها ووجودها تصبح القيم هي التي تحكم العلاقة بين البشر، وبالتالي يصبح التسامح والتعايش أكثر القيم استجابة لهذا الخيار في منظومة القيم الإنسانية، لأن المعارض ترسخ السلوك الحضاري في الفعل الثقافي، مؤكدة أن الثقافة سلوك في الكلمة والفعل، وبالتالي هي سلوك في التفاعل الثقافي والتبادل المعرفي، وبالتالي يصبح المعرض ظاهرة ثقافية تؤكد العمق الثقافي لوجودنا الحضاري، ولعله سمة تسم أمارة الشارقة في عطائها الثقافي المتجدد، والراسخ في الذاكرة الإنسانية، ما يجعل المعرض فضاء للتفاعل الثقافي بين الطاقات الإبداعية، التي توافدت من الداخل والخارج ، لتشارك في هذه الفعالية ، ولتكون شاهدة على الفعل الثقافي العربي في المشهد العالمي.
فالمعرض فرصة ثقافية ومعرفية لدفع الطاقة الإبداعية إلى أقصى ما يمكن لها، كما هو تعزيز لمفهوم الثقافة المنبثقة من السؤال، والمبنية على الجدل والحوار. وتعزيز لثقافة التسامح والتعايش الذي تؤكدها الثقافة ذاتها.
وبالتالي يجسد المعرض حضور الأمة في مرآة الآخر وحضور الآخر في مرآة الأمة، ليشير بكل حمولته الثقافية والمعرفية والحضارية، إلى حيوية الفعل الثقافي والمعرفي في أمارة الشارقة استجابة لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حفظه الله الذي قال يوما «رهان الثقافة رابح» فأسس انطلاقا من هذه الرؤية فاعلية ثقافية مفتوحة على الأزمنة والأمكنة، لتؤكد القيم الإنسانية التي تنطلق منها أمارة الشارقة، لتصبح كتابا مفتوحا على الثقافات لأن الثقافة هي الفضاء الأوسع للتسامح بين البشرية كونها تنهض من رحلة العقل للعقل والقلب للقلب والروح للروح
وليصبح معرض الشارقة الدولي للكتاب هو العنوان الأهم في المشهد الثقافي الإنساني لأنه يقرب المسافات بين الحضارات والرؤى الإنسانية؛ ما يجعل الفضاء الإنساني متسعا للتسامح والتعايش بين البشر بهذا المعنى تصبح معارض الكتب هي المحرض الأول لإنتاج الفضاء الفكري وبالتالي تقارب الإنسانية بفكرها وعقلها وحضارتها وثقافتها وليكون المعرض بكل ما يحمل من حمولة ثقافية وكل ما يتسم به من حالة تواصل وحوار إنساني معنى وكينونة لمفردة التسامح التي تعززها دولة الإمارات العربية المتحدة في الإنسان الذي هو غاية الوجود ومعناه، لتبقى الكلمة وجودنا وخلودنا الذي كنا لأجله وليبقى الكتاب مرآة الإنسانية الأبدي.