من المستفيد من تقزيمها؟
هذه السطور اكتبها للأمانة ولا اريد منها الا رضا الله ومصلحة البلد ..الذي احبه واعشق ترابه وآمل ان تصل لأصحاب القرار للوقوف على حقيقة ما يحاك ويدٌبر لهذه الدائرة
هل بقاء الأرصاد الجوية مستقله يشكل عبئ على الموازنه؟ لماذا دائرة الارصاد الجوية..؟ وما هي الأعباء التي أثقلت بها هذه الدائرة موازنة الدولة؟ علما ان رواتب موظفين هذه الدائرة يتبع لنظام الخدمة المدنية مثلها مثل اي دائرة حكومية فهي ليست هيئة مستقله كما يتبادر لذهن المواطن. اذن لماذا دائرة الأرصاد الجوية؟ لقد أهملت الحكومات المتعاقبة هذه الموسسة الرسمية التي كانت على الدوام تتوسل للحكومات بزيادة موازنتها لرفع سويتها تقنيا، وفي غفلة من الزمان قامت الجهات الرسميه نفسها بدعم جهات غير مهنية ليست لها علاقة بالرصد والتنبؤ الجوي وتم تهميش الدائرة الرسمية ومحاربتها من قبل بعض وسائل الاعلام بشكل ممنهج ومدروس. والسؤال الذي يطرح نفسة . تهميش الأرصاد الجويه لصالح من؟ ومن المستفيد؟.
هذه الموسسة حقيقة لم تشكل اي عبئ على الموازنه في يوم من الأيام، وهي تقوم بعملها بشكل مؤسسي ومهني، وهي ليست من الهيئات المستقلة، ومهما اختلفنا على آداء هذا الدائرة، هناك خبرات متوارثه جيل بعد جيل وتبقى مهنيتها افضل آلاف المرات من الجهات غير المهنية وغير المختصة واتحدث هنا كخبير وبروفيسور في مجال هندسة الأرصاد الجوية . هذه الدائرة يجب الإبقاء عليها مستقله بعيده عن اي تجاذبات وتنفيعات لجهات هنا وهناك وهي بحاجه ماسه لدعم كبير واستغرب تحويلها الى مديرية بوزارة النقل. وحتى نضع النقاط على الحروف بخصوص هذه الموسسة لا بد من وضع أصحاب القرار أمام مجموعه من النقاط التي تنير لهم الدرب .
ويجب وضع صاحب القرار أمام بعض النقاط الرئيسيه التالية:
1- هذه الدائرة سيتم القضاء عليها لصالح جهات خاصة ويبدو أن الامور تسير بهذا الاتجاه وبشكل ممنهج.
2- هذه الدائرة لا تشكل أي عبئ على موازنه الدولة على الاطلاق، واذا ما تم تنفيع جهات خاصة بهذا المجال، ستقوم هذه الجهات الخاصة ببيع خدمات الارصاد الجوية من نشرات جويه وخدمات المطارات على الدولة باسعار اضعاف ما تصرفه الدولة على هذه الدائرة، فعن اي توفير نتحدث بهذا المجال.
3- هذه الدائرة تحتوي على سجل مناخي يعتبر كنزا كبيرا بحيث ان الكثير من المشاريع البيئيه والهيدرولوجية والزراعية ومشاريع الطاقة البديله كلها تعتمد على هذا السجل المناخي . وهناك ما يزيد عن ثلاثين محطة منتشره في عرض البلاد وطولها لها سجلات مناخية يدرك اهميتها العلماء والباحثين، فمن غير المعقول ان تقوم جهات غير مهنية بتسلم هذا الملف.
4- اذا تم تجيير هذا الملف الى القطاع الخاص فسوف يتم المتاجرة به وبيعه على الدولة التي انتجته وهو انجاز للدولة الاردنية ولا يجوز باي حال تسليمه لأي جهة ، فاي توفير تقصده هذه الحكومه بتجميد هذه الدائرة.
5- كان يجب تحويل هذه الموسسة الى وزارة البيئة حيث ان الارصاد الجوية موضوع بيئي، واستغرب اشراف وزارة البيئة على موضوع التغير المناخي. ان علماء الارصاد الجوي هم الأولى بهذا المجال .
6- ان مباني الأرصاد الجوية في المطارات تقوم بتزويد كل الطائرات بكل خدمات الارصاد فهل تريد الدولة ان تبيع بنيتها التحتية لتشتري خدمات الارصاد، اي توفير هذا الذي تتحدث عنه البلد.
7- ايجاد تشريع خاص بالأرصاد الجوية والعمل بها بحيث يمنع غير المختصين العمل بهذا المجال.
8- اذا كان لا بد من القطاع الخاص في هذه المجال فيجب فتح المجال لخصصة هذا القطاع ضمن شروط فنية تشرف عليها نقابة المهندسين حيث ان هذا التخصص هندسي ومسجل في نقابة المهندسين، بحيث يصار الىتشريع خاص بهذا المجال. فعلى سبيل المثال انا كمختص او غيري في مجال الأرصاد الجوية اود فتح شركة بهذا المجال.
9- ان من يعمل بهذا المجال يجب ان يتحمل مسؤولية ما يصدر عنه من نشرات، فلا يعقل ان تقوم هذه الجهات الخاصة باصدار نشرة جوية عن عاصفة ثلجية تؤثر على العاصمه بحيث يتهافت الناس على شراء كميات كبيرة من الخبز ويتم تحويل هذا الخبز الى حاويات القمامه في حال عدم حصول هذه العاصفه ولقد حدث هذا غير مرة. او ان يتم تعطيل المدارس والدوائر وما يترتب عل ذلك من خسائر.
10- في الولايات المتحدة تتحمل الجهات الخاصة اي مسؤولية واي ضرر يترتب على خطا النشرة الجوية، فعلى سبيل المثال تضررت بعض المواد في بعض الموانئ نتيجه تركها مكشوفة وتعرضها للبلل حيث لم تقم الشركة الخاصة بالتنبؤ بحالة المطر فتحملت الضرر الناتج.
ومن الغريب انه عند النظر لبعض النشرات الخاصة التي تصدر عن بعض الجهات غير الرسمية تكتب عبارة ان النشرة الرسميه المعتمده هي نشرة الارصاد الجوية ..اذا لم تكن واثق من نشرتك لماذا تكتب نشرة جوية.
د. قاسم يحيى الطراونة
