استضاف المركز الثقافي الملكي، إشهار كتاب «عبقرية السعادة والتميز» للدكتور صالح الهلالات، في حفل ضم نخبة من المثقفين والأدباء وإعلاميين وأكاديميين وجمهور متنوع من مختلف شرائح المجتمع الأردني، وقدم كل من : الأستاذ الدكتور منذر عصفور كلية الفنون الجامعة الاردنية، والإعلامية القديرة رندا عازر، وتضمن الحفل قراءات حول الكتاب، فيما أدارت الحفل الزميلة الإعلامية نسرين ابو صالحة.
وحول كتابه الجديد يقول د. الهلالات: كتاب غير تقليدي، يناقش الأنموذج الابتكاري للسعادة والتميّز، كل فكرة إنما هي صدى لعادة أو سلوك أو حاجة أو تساؤل يطرح بين الفينة والأخرى هنا وهناك، فمن داخل كل فرد استلهمت فكرة، فمرجعي الرئيسي الذي استندت إليه هو: أنا، أنتَ، وأنتِ، بما تحمل من أفكار ومشاعر وأحاسيس وسلوكيات، لأحاكي بمضمونه حالة السعادة والتميز التي نتلهف لها جميعا، مع حرصي الكامل على أن أشعرك وأنت تقرأ كلماته وتطوي صفحاته، كأنني أتحدث من داخلك وإليك شخصيا، وكأنك أنت الحالة المقصودة فيه.
الهلالات في تفاصيل الكتاب يبين مفهوم السعادة وأسبابها وأنواعها وكيفية ان تكون سعيدا ومتميزاً، وقدم أنموذجا للسعادة والتميز والذي يعدّ خارطة طريق علمية ومنهجية قابلة للتطبيق تمكن كل شخص من الانتقال من الحالة التي يعيش بها الان الى الحالة التي يتخيلها ويتمناها والتي عندها سينعم بالسعادة والتميز، فالسعداء والمتميزون متشابهون بالشعور كونهم أصحاب ضمائر نقية ونفوس هادئة وقلوب بيضاء، فهم يعيشون الاحساس العميق ويتمتعون ببساطة وبتوافق الفكر مع القول والفعل وانسجام العقل والقلب والجوارح ، والشعور بمتعة ونشوة الانجاز بعد مجهود ابداعي.
وأشار الكاتب إلى أن الرفاهية لا تعني السعادة ولا الألم يحرمهم منها لكن يوضح لهم قيمتها ، كما ان السعداء لا يستوردون السعادة بل من داخلهم يولدونها وهم دائمي الميل نحو السعادة والتميز لانهم مقتنعون انهما ثروة نفيسة ويرون السعادة كالعروس التي لا تزف الا لمن يدفع مهرها بالجد والجهد والصبر لذلك فان السعادة هي التي تبحث عمن يستحقها وتتحرك باتجاهه، ويؤكد أن الهدف من تأليفه للكتاب هو جعل الفرد كالعطر الفواح يشتم رائحته الزكية لكل من يقترب منه ليصنع بعبقرتيه السعادة والتميز التي تساهم في دفع ورفع الآخرين بعيدا عن الأنانية والغرور ولصنع بعد كل قاعدة نجاح قاعدة للانطلاق نحو نجاح أكبر ويقول: إن تطبيق نموذج السعادة والتميز سيغير في الفرد الكثير وحسب درجة اهتمامه فقد يشكل نقطة تحول خطيرة في حياته على الصعيد الشخصي والمهني والنفسي.
عنوان مميز ومحتوى واسع ومتنوع ومنهجية موفقة في الطرح والكتابة وتنوع في المصادر وحداثتها، واستطاع الباحث ان يجمع بين معظم العلوم المتداخلة في موضوع السعادة من علم نفس وفلسفة وعلم اجتماع وسياسة واقتصاد وطب وكيمياء ونجح في التوفيق بين هذا التداخل البيني بين العلوم وموضوع السعادة، وكيف نتاثر نفسيا وفسيولوجيا وحتى ما يحصل في كيمياء الجسم وما يفرز من هرمونات مفيدة للجسم حال شعورنا بالسعادة والتميز والعكس صحيح، والأهم من ذلك تنبيه المؤلف بمؤلفه لمكامن السعادة وطرق الحصول والسعي اليها.