فايز شبيكات الدعجه
حتى لا ندفن رؤوسنا في التراب يجب علينا الاعتراف بالحقيقة ومواجهة الواقع ووضع الأمور في نصابها الصحيح .نحن بالعربي الفصيح نعاني من مشكلة كبيره اسمها ظاهرة السلب والسطو المسلح على البنوك ومحطات المحروقات .
امس نفذ مجهولون جريمة سلب على محطة محروقات في سحاب وسرقة نحو 20 ألف دينار ،.بالتزامن مع قيام اخرين بسلب 44 ألف دينار، من محطة محروقات في ناعور تحت تهديد السلاح.
نرجو الله ان تنتهي قيادة مديرية الامن العام سريعا مرحلة الهيكلة والتنقلات والاحالات المربكة الجارية حاليا وتتفرغ لما هو أهم.
فنحن الان بحاجة لحركة إنقاذ عاجلة من شر الجريمة والانحراف خاصة بعد الإعلان عن فيضان السجون وبلوغ نسبة اشغال النزلاء 152 %. وعدد السجناء زاد عن عشرين الف سجين وهو رقم فلكي مفزع يشير الى قرب ظهور العلامات الكبرى لحالة انفلات امني غير مسبوقة لا قدر الله.
آن الأوان للاعتراف بالواقع الجنائي واستغلال مرحلة الدمج الامني لإعادة ترتيب الأولويات الأمنية ، ومن الضرورة بمكان ملاحظة ان نسبة العاملين في أجهزة منع وملاحقة الجريمة قد لا تتجاوز العشرة بالمئة من مجموع العاملين في الامن العام ،وهي أجهزة البحث الجنائي والدوريات والنجدة والمخدرات على وجه التحديد.
رغم محاولات التخفيف من حجم المشكلة الا ان المملكة تواجه في حقيقة الامر هجمة جنائية غير مسبوقة، وسبق وان شهدت عدة مناطق وقطاعات اقتصادية موجه احتجاجات واسعة شملت التجار وأصحاب المحلات التجارية للمطالبة بوقف سيطرة الزعران والبلطجية من فرض الإتاوات والخاوات على التجار. وحذرت مختلف المؤسسات والنشطاء والنواب من خطر انتشار المواد المخدرة التي انتشرت بين الشباب انتشار النار بالهشيم ومطالبة "الحكومة بتطبيق سياسة الحزم والقوة لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة، للمحافظة على أجيال الوطن في مدارسهم وجامعاتهم وشوارعهم، وتخوفهم من كارثة اجتماعية وأخلاقية وشيكه.
نحن على ثقة تامة بقدرة الإدارة الجديدة في التحكم بمقود الامن ونأمل ان يتم في المرحلة القادمة تحويل التحديات إلى فرص، من خلال اعتماد خارطة طريق للإصلاح الأمني واتخاذ إجراءات أكثر حزما وفعالية لمواجهة خطر الجريمة المحدق والكشف المستمر عن الحجم الحقيقي للظاهرة، وبشكل خاص عمليات السطو والسلب المسلح والتنامي المثير لتعاطي وتجارة المخدرات وكسر الحصار المفروض على الحقيقة .واخضاع الظواهر الكبرى للبحث والتحليل العلمي الدقيق لتأسيس مشروع شمولي متكامل يضع استراتيجية وطنية تتسم بالاستمرارية والثبات بعيدا عن التفسيرات والاجتهادات الارتجالية التي تأتي كرد فعل على الاحداث الجسام ثم سرعان ما تخبو وتزول. .