القلعة نيوز- محمد فؤاد زيد الكيلاني
الأوضاع الدائرة في أمريكا وهي على أبواب انتخابات، جعلت ترامب يبحث عن نصر، فقام باغتيال سليماني وأبو مهدي ورفاقهما بطريقة همجية، كي يقول للشعب الأمريكي بان يده طويلة وتصل إلى أي مكان وكائن من كان، وكانت النتيجة هي الاغتيال الأخير، هذا من وجهة نظر ترامب، لكن السحر انقلب على الساحر وبات الأمر اكبر من الاغتيال بهذا الشكل.
العراق كما عهدها العالم من قبل بدأ يحشد ضد الوجود الأمريكي في العراق، ومجلس النواب العراقي سن قانون بإخراج القوات الأمريكية من العراق، هذا الوضع جعل ساسة أمريكا في حالة فوضى سياسية غير ممنهجة، تارة يقولون إنهم سيخرجون من العراق، وتارة يقولون إنهم باقون، عملية الاغتيال جعلت فجوة كبيرة بين السياسيين في أمريكا، وعدم القدرة على اتخاذ أي قرار، فمنهم من يؤيد ومنهم رافض عملية الاغتيال.
ترامب قام بهذا العمل الإجرامي وكان قبله قصف الحشد الشعبي بالعراق، وكان الهدف منه هو أن يقوم الحشد بالرد عليهم بالمنطقة الخضراء، ومن ثم يقوم بقصف الحشد بحجة الاعتداء، لكن المفاجأة كانت أن الشعب هو الذي تحرك ضد القوات الأمريكية في العراق، واعتبرتها قوات غير مرغوب بها داخل العراق، وتبعها عملية الاغتيال وانتظر الجيش الأمريكي الرد من قبل المقاومة العراقية بطريقة أو بأخرى، ولكن كان له العكس بان الرد سيأتي من إيران بطريقة غير متوقعة على الإطلاق كما جاء على لسان القادة الإيرانيين.
في هذه الإثناء القوات الأمريكية في العراق أصبحت الآن في سجن كبير، والشعب العراقي لا يرغب بوجودهم داخل العراق، وبعد قصف الحشد الشعبي كُتب على السفارة الأمريكية في بغداد (مغلقة بأمر من الشعب)، هذه بداية مرحلة جديدا جداً في العراق، وهو دحر القوات الأمريكية وإخراجها من العراق، في هذه الإثناء لا نقول المقاومة أو النواب أو الجيش العراقي أو الحكومة أو أي جهة معنية بسن قانون لإخراج القوات الأمريكية من العراق، بل الشعب هو الذي يريد خروجهم من العراق، وكلمة الشعب كما هو معروف أنها الأقوى في هكذا موقف، فعندما يكون هناك محتل لدولة والشعب لا يريد وجودهم تبدأ المقاومة الشعبية بطرد هذا العدو.
هذا هو الوضع الآن في العراق، القوات الأمريكية باتت فعلاً في سجن كبير، في دولة كبيرة ومقاومة وشعب قوي كالشعب العراقي، قادر على إخراج هذا العدو من بلده، من يستطيع السيطرة على الشعب؟!
ينطبق عليهم كما قال الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي: (إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر)، هذا هو رأي الشعب العراقي باتخاذ قرار بإخراج المحتل من بلده بأي طريقة كانت، وهذه الرسالة العراقية وصلت أمريكا، والخسائر الفادحة التي ستلحق بأمريكا في حال خروجها من العراق، وخسارة موقعها المميز في العراق، مما زاد من إصرار الكونجرس الأمريكي على إزالة ترامب عن الحكم، لأنه في سياساته الفاشلة جلب أعداء إلى أمريكا وخسائر تقدر بالمليارات من عملية الاغتيال هذه. https://www.youtube.com/channel/UC50cN443bRtqU21s-X4qccg