القلعة نيوز-أبوظبي، الثلاثاء 25 فبراير 2020
نظّم مكتب شؤون المجالس بديوان ولي عهد أبوظبي، بالتعاون مع مدرسة الريم حلقة ثانية للبنات،مساءالاثنين، محاضرة في مجلس محمد خلف بمنطقة الكرامة، تحت عنوان "منظومة غرس القيم التربوية لدى الأبناء"، ألقاها المستشار خليفة المحرزي، خبير العلاقات الأسريّة، وأدار الحوار فيها الإعلامي يوسف الكعبي.
شهد المحاضرة عبيد خلفان المزروعي مدير إدارة التخطيط والمشاريع،وعبدالله بطي القبيسي مدير إدارة الفعاليات والاتصال في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، وآمنة الزعابي من مدرسة الريم حلقة ثانية للبنات إلى جانب نُخبة من المثقفين والكتاب والشعراء والفنانين والإعلاميين وعدد من أبناء المنطقة.
وأكد المستشار خليفة المحرزي، خلال المحاضرة، أن مهارة التواصل مع الطفل تعتبر أهم مهارة في عالم التربية، ويجب أن يتمتّع بها الأبوان، حيث إن الطفل يحتاج إلى 15 دقيقة من التواصل اليومي، و20 دقيقة من المشاركة في اللعب، مشيراً إلى بعض النقاط السلبية والتحديات التي تُواجه الأسرة في التعامل مع الأبناء، على سبيل المثال فإن الكثير من الآباء لا يعرفون مهارة الاستماع الى أطفالهم، ما يُسبّب فجوة كبيرة بين الأبناء، تظل مفتوحة حتى يكبرالطفل.
وتناول المحرزي عدداً من الموضوعات، بين من خلالها الفرق بين التربية والرعاية، والفرق بين الانتقاد والتوجيه التربوي، وأقوى أسلوب تربوي في غرس المفاهيم، متطرقاً إلى التاءات المدمرة للجهاز العاطفي وهي (التهديد، التجريح، التشكيك، الترهيب، التسميم، التهويل، التخويف).
وأشار المحرزي إلى أن الطفل يمتص كل ما يضاف له ويحيط به، وبالرغم من حِرص الوالدين على تعليم أبنائهم القيم والأخلاقياتِ إلا أن هناك عواملَ أخرى يجب أخذها بعين الاعتبار، فالأطفال قابلون للتّشكيل مثل قوالب الطين الصّلصَال، مشيراً إلى أنه يمكن للأهلصقل شخصيات أطفالهم بأي طريقة يريدونها من أجل المضي قُدُماً في الحياة، ولكنهم يحتاجون إلى تعلّم بعض القيم التي تساعدهم في حياتهم، حيث إن هناك فرقاً بين تعليم القيم وغرس القيم، فتعليم القيم هو تحويل القيم إلى معلومات ومعارفَ، وتلقينها للطفل بشكل لفظي فحسب، وهوعلى شكل تلقين لفظي، أما غرس القيم فيتجاوز مرحلة نقل المعلومة إلى مخاطبة الجانب الوجداني، ثم نقل هذه القيمة إلى الجانب السلوكي، كما أن عملية الغرس تتطلب جهداً ووقتاً أطول.
وأضاف خبيرالعلاقات الأُسريّة المستشار خليفة المحرزي، أن غرس القيم في مرحلة الطفولة أسهل من غرسها بعد ذلك، وأن الكثير من الآباء لا يتفطّن للتربية إلا بعد أن يبدأ في معاناة مشاكل ابنه في مرحلة المراهقة، وكثير من شكاوى الآباء سببُها غيابُ القِيَم، حيث يشكو الأب مثلاً من سهر ابنه خارج المنزل، والسبب غياب قيمة حفظ الوقت، وقيمة الجدّية، وقد يشكو من هربه عن المدرسة، والسبب غياب قيمة تقدير العلم والحرص عليه وغيرها من الأمثلة.