شريط الأخبار
وزير الخارجية يلتقي نظيرته النمساوية الأردن يعزي السودان بحادث انهيار منجم ذهب نتنياهو يبلغ وزراءه بعدم إحراز تقدم في مفاوضات غزة ماكرون يجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الإيراني الجيش الأردني يحبط محاولة تهريب مخدرات عبر مقذوف من سوريا اللواء المعايطة يرعى احتفال مديرية الأمن العام بذكرى الهجرة النبوية الشريفة مجموعة القلعة نيوز تبارك لأبناء قبيلة الحجايا مواقعهم الجديدة في وزارة الداخلية العليمات يهنئ عطوفة المحافظ الدكتور مالك بيك خريسات الهلال السعودي يؤكد إصابة أربعة من نجومه قبل مواجهة مانشستر سيتي "نوفوستي": العقوبات ضد روسيا رفعت سعر الغاز للاتحاد الأوروبي بمقدار 2.5 ضعف ماكرون يؤكد دعم باريس للاستقرار الديمقراطي في أرمينيا وجهود السلام الإقليمية رونالدو يخطط للعيش بقية حياته في السعودية ويفصح عن السبب الحقيقي وراء قراره مصر تستأنف إمدادات الغاز لأكبر مصانعها بعد توقفها بسبب حرب إسرائيل وإيران ترامب يجدد رغبته بجعل كندا الولاية الأمريكية الـ51 لسببين أحدهما حبه لها ميسي ضد حكيمي.. التشكيلة الأساسية لمواجهة إنتر ميامي وباريس سان جيرمان عراقجي يطالب مجلس الأمن الدولي بتحميل إسرائيل وأمريكا مسؤولية العدوان ودفع تعويضات اول امرأة حاكم اداري ( مستقل ) لوحدة اداريه تعيين المتصرف ميسون الخصاونه متصرفاً للواء الوسطية/ محافظة اربد ترامب: البنتاغون والـ"FBI" يحققان في تسريب تقارير الضربات على إيران 88 شهيدا في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية أبو غزالة يثمن دور الأجهزة الأمنية بالقبض على مرتكبي جريمة السرقة

سلام على الذين استشهدوا وعلى الذين قاتلوا

سلام على الذين استشهدوا وعلى الذين قاتلوا

القلعة نيوز- علي سعادة

ممسكا بندقيته الآلية، وقد لوحت شمس حزيران 1948 وجهه..أصبعه على الزناد، بالكاد تلمح ابتسامته التي يخبئها خلف سمرة البداوة، وفيما ينظر بعيدا إلى مكان آخر متجاهلا عدسة كاميرا مصور وكالة " أسوشيتد برس" التي تشاغبه أثناء وظيفته في حماية طرقات القدس وشوارعها التي كان الأقحوان والياسمين يزهر على حجارتها فرحا وهي تستقبل المقاتلين العرب يتوافدون من إربد وعجلون وجرش والكرك والطفيلة ومعان والبلقاء ومن سهول حوران وسوريا.

قبل التقاط هذه الصورة بشهرين تقريبا كان ثمة من يصنع المجد والبطولة في الطرف الأخر من فلسطين، هناك في حيفا: كان الضابط الأردني محمد حمد الحنيطي القادم من أبوعلندا جنوب عمان.

وصل مع رفاقه إلى حيفا التي كانت تعاني من الهجمات المتتالية للعصابات الصهيونية، كانت حامية حيفا تعاني نقصا حادا من الأسلحة والذخائر، فقام القائد الجديد الحنيطي بتنظيم المقاتلين استعدادا لمواجهة ستة آلاف من عصابات "الهجاناة " و"الأرغون".

تمكنت الحامية من صد الصهاينة في الشوارع الرئيسية للمدينة وفي أحيائها. ومع تناقص الذخائر والأسلحة، تقرر أن يغادر القائد ومساعده إلى بيروت سرا لإحضارها من قيادة الهيئة العربية العليا هناك.
في طريق عودتهم إلى فلسطين في 17 نيسان عام 1948، برفقة شاحنتا أسلحة وذخيرة، اعترضها كمين محكم، وألقيت على الطريق براميل الإسفلت المشتعلة، وأمطرت بإطلاق نار كثيف حيث سقط خمسة عشر شهيدا من مرافقيها .

أصيب الحنيطي بجراح بالغة، أمر مرافقه بالانسحاب فورا، وقام بتفجير إحدى شاحنتي الذخيرة بإلقاء قنبلة داخلها كي لا تقع غنيمة بأيدي الصهاينة، فوقع انفجار هائل، استشهد على إثره الحنيطي، وسمح بإفلات الشاحنة الثانية وعدد من السيارات، حيث عادت جميعها إلى حيفا مع الجرحى.

في مساء نفس اليوم، قامت مجموعات من حامية حيفا بسحب الشهداء والجرحى من أرض المعركة، وفي اليوم التالي انطلق موكب الشهداء مخترقا شوارع المدينة إلى الجامع الكبير حيث صلي عليهم، وخرج الموكب يتقدمه نعش الشهيد الحنيطي وأحاط بالموكب عدد من المقاتلين، تتبعهم زغاريد النساء قبل مواراتهم في مقبرة الروضة.

وبطلب من قيادة الجيش العربي، نقل الشهيد الحنيطي إلى جنين حيث حضر عدد من أهله لتسلم جثمانه ونقله إلى عمان حيث شيع وسط تكريم وحفاوة عسكرية وشعبية غير مسبوقة. سقطت مدينة حيفا في 22 نيسان بعد استشهاد الحنيطي بخمسة أيام، ثم توالت الضربات بعد استشهاد القائد عبد القادر الحسيني وسقوط القسطل.

بالعودة إلى القدس كانت تدور في شوارعها رحى معركة أطلق عليها العرب "معركة القدس" وأطلق عليها اليهود اسم "المعركة من أجل القدس". كان القتال على أشده في القدس بعد انسحاب قوات "الانتداب" منها حيث أخذ اليهود يقذفون الأحياء العربية بمدافع الهاون وقدر عدد القوات اليهودية داخل المدينة بين 6 و 8 آلاف جندي.
عندما اشتدت وطأة القتال في القدس وخشي السكان العرب سقوط المدينة، هبت قوات الجيش الأردني لنجدة القدس بقيادة عبدالله التل الذي عين قائدا عاما للقوات العربية.

امتدت معارك القدس الأسطورية بين أيار 1948 وكانون الثاني 1949 وكان من أشهرها معارك: باب الواد، اللطرون، والشيخ جراح. وتمكن الجيش العربي من السيطرة على القدس الشرقية بما فيها البلدة القديمة.

قبل ذلك بقليل كان أيقونة النضال الأردني والفلسطيني والعربي الأمير راشد الخزاعي يناضل ضد "الانتداب" البريطاني في بلاد الشام ويستقبل الشيخ عز الدين القسام في طريقه إلى فلسطين عام 1935 ولجأ القسام إلى جبال عجلون مع عدد من الثوار، وكانوا في حماية الأمير الخزاعي الفريحات الذي أمدهم بكل ما يلزم ويقدر عليه، وتحمل الكثير من المعاناة من الإنجليز في سبيل توفير الحماية للثوار الفلسطينيين وحث قبيلته على القتال.

لم تكن نكبة فلسطين عام 1948 خياما ومشردين ومذابح كانت أيضا محطات مضيئة من البطولة والمجد، واجهت الأمة من خلالها، الصهيونية العالمية وبريطانيا العظمى وأنظمة عربية ناشئة كانت تبحث لنفسها عن مكان لها بعد سايكس بيكو.

سلام على أولئك الذين استشهدوا وعلى الذين قاتلوا على أبواب القدس وفي حيفا ويافا واللد والرملة وعكا وعلى تراب فلسطين من البحر إلى النهر.