شريط الأخبار
جميل علي القيسي مرشح أمانة عمان الكبرى عن منطقة زهران : صوتكم أمانة، وبرنامجنا عهد. اكاديميه الخليج النموذجيه_ضاحية الياسمين الروسي خاتشانوف إلى ربع نهائي بطولة ويمبلدون الولايات المتحدة تستأنف شراء الزركونيوم من روسيا واشنطن تُخطر شركاءها التجاريين بإعادة فرض الرسوم الجمركية اعتبارا من أغسطس الهلال بين الكبار.. قائمة الفرق الأكثر أرباحا في مونديال الأندية 2025 مصر تأمل في حلول مبتكرة من "بريكس" لأزمة الديون العالمية بوتين: الروس متضامنين قوة جبارة لا تقهر تحسبا لرحيل وسام أبو علي.. الأهلي المصري يسعى لضم مصطفى محمد أسئلة نيابية ونشاطات عديدة وحل قضايا عالقة، الجراح تمضي الدورة الأولى من المجلس بإتقان كابتن التوصيل. ... مجلس الوزراء يحلّ المجالس البلدية والمحافظات وأمانة عمَّان الكبرى في الرد على البيان المرتبك للنائب حسن الرياطي القوات المسلحة الأردنية تشارك في إخماد حرائق سوريا اتحاد الكتاب يحتفي بكتاب الصمادي منتخب السيدات لكرة القدم يلتقي نظيره اللبناني بالتصفيات الآسيوية غدا سلطة وادي الأردن تنفذ إجراءات احترازية لحماية سد الوحيدي في معان بدء العطلة القضائية في منتصف تموز بتوجيهات ملكية فرق إطفاء أردنية تشارك في إخماد حرائق سوريا مدير الضريبة : 26 ألف طلب تسوية ضريبية قيد الدراسة

لماذا احبط حزب الله المبادرة الفرنسيه... ولمصلحة من ؟

لماذا احبط حزب الله المبادرة الفرنسيه... ولمصلحة من ؟


القلعة نيوز - بيروت - حازم الأمين*


حزب الله سيواصل ادعاءه بأنه بريء من هذه السلطة، وهذا لن يفيد، ذاك أنه أقدم على نحو سافر ومن دون أي قناع على قتل المبادرة الفرنسية أمام أنظار كل اللبنانيين.

لماذا فعلها حزب الله؟

لماذا قرر أن لا حكومة في لبنان على رغم الكارثة التي وقعت والكارثة الوشيكة؟

في البداية استحضرَ قصة وزارة المالية بوصفها عقبة يجب تذليلها، وأن الطائفة الشيعية لن تقبل بحكومة من دون أن تكون لها حقيبة المالية، وكان هذا مؤشراً إلى أن ثمة قطبة مخفية وراء هذا الإصرار، ذاك أن أكثر من خمسة وزراء مالية من غير الشيعة تعاقبوا على هذه الوزارة من دون بروز هذه العقبة.

لا بأس، قال سعد الحريري، لتكن الحقيبة لشيعي، لكن حزب الله قرر أنه هو من سيسمي هذا الوزير! كل القوى السياسية لن تشارك في تسمية الوزراء باستثناء حزب الله!

هذه المعادلة لم تكن تعني سوى أن الحزب يريد أن يطيح بالمبادرة الفرنسية. لكن لماذا؟ لا سيما وأن ما ينتظر اللبنانيين بعدها سيكون عملية تخصيب كبرى للكارثة التي يعيشونها.

الجواب الوحيد حتى الآن هو أن الحزب يفضل أن ينتظر نتائج الانتخابات الأميركية قبل أن يشكل حكومة لبنانية. يريد أن يُعزز شروط المفاوضة على ملفات إقليمية وداخلية عبر مراهنته على وصول إدارة أميركية أخرى. لكن هل بمستطاع لبنان أن ينتظر؟

القرار اتخذ بتعطيل المبادرة الفرنسية، ووضع لبنان في وضع انتظاري ريثما تجري الانتخابات الأميركية. في هذا الوقت ستنفذُ احتياطات مصرف لبنان وسيرتفع الدعم عن المواد الغذائية والأدوية والبنزين. وسنعيش في ظل حكومة تصريف أعمال عاجزة عن التصدي لأي مشكلة، ولا يمكن محاسبتها على أي شيء.

لو كان بمستطاعه لما استعجل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الحل في المرحلة التي تسبق الانتخابات الأميركية. فنحن في لبنان نواصل السقوط، وهذا السقوط سيصبح أسرع في الساعات والأيام المقبلة. حزب الله ليس حساساً حيال هذا السقوط، ولبنان بالنسبة إليه مجرد ساحة اختبارات. جوع اللبنانيين ليس جزءاً من همومه، واستباق الكارثة له أثمان ليس مستعداً لدفعها.

اعتذار مصطفى أديب هو الجواب اللبناني الرسمي على المبادرة الفرنسية. لا أحد في لبنان يمكنه أن يقرر هذا الاعتذار إلا حزب الله. سيناريو الاعتذار كان شديد الوضوح. نريد وزارة المالية للطائفة، وعندما أعطيت لها جاء الرد أننا نريدها للحزب، والأرجح أنها فيما لو أعطيت لشخصية يقبلها الحزب كانت الشروط قد انتقلت إلى باقي حقائب الطائفة.

اذاً، القرار اتخذ بتعطيل المبادرة الفرنسية، ووضع لبنان في وضع انتظاري ريثما تجري الانتخابات الأميركية. في هذا الوقت ستنفذُ احتياطات مصرف لبنان وسيرتفع الدعم عن المواد الغذائية والأدوية والبنزين. وسنعيش في ظل حكومة تصريف أعمال عاجزة عن التصدي لأي مشكلة، ولا يمكن محاسبتها على أي شيء. حزب الله سيواصل ادعاءه بأنه بريء من هذه السلطة، وهذا لن يفيد، ذاك أنه أقدم على نحو سافر ومن دون أي قناع على قتل المبادرة الفرنسية أمام أنظار كل اللبنانيين.

اليوم ثمة مواجهة معلنة بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية. نحن جنود حزب الله في هذه المواجهة، ولا تملك الإدارة الأميركية من الحكمة ما يجنبنا هذا التعريف. الوقت الذي يفصلنا عن الانتخابات سيكون فرصة لهذه الإدارة للاقتصاص من حزب الله، أي من لبنان الذي أمسك الحزب كل خيوط السلطة فيه. وفي هذا الوقت سيتولى إفلاس الدولة تزخيم الحملة الأميركية، فيما لن نجد في أوروبا من يصد العقاب عنا.

لكن حزب الله لا يملك المخاوف التي نملكها. حساباته تأتي من خارجنا، وان لا يذهب أولادنا إلى المدارس أو لا يتمكن عجائزنا من شراء الأدوية، فهذا ليس شأنه، ولم يكن يوماً شأنه. فهو قد يقدم تنازلاً لإسرائيل في مفاوضات ترسيم الحدود قد تعفي إيران من مزيد من العقوبات، لكن هذا التنازل لن يعفي اللبنانيين من الكارثة المحدقة بهم، أو قد يرى أن تعطيل المبادرة الفرنسية ضروري بالنسبة لطهران وموسكو، وإن كان كارثياً بالنسبة للبنان.

قد يكون أي تفسير لأسباب إقدام حزب الله على قتل المبادرة الفرنسية موضع خلاف، لكن ما ليس موضع خلاف هو أنه قتلها.

* عن موقع " درج " للصحافة الاستقصائيه