شريط الأخبار
الحجايا يكتب : الرعاية الملكية لسلك القضاء .. خطوة في اتجاه التطوير والتحديث .. أليس من حق القضاة زيادة رواتبهم والحصول على إعفاء جمركي إسرائيل ثاني أغنى دولة في الشرق الأوسط حقيبة وافد تثير الاشتباه في وسط عمّان وتستدعي استنفارًا أمنيًا البيت الأبيض: ترامب سيلتقي الشرع الاثنين هيئة فلسطينية: 2350 اعتداء استيطانيا نفذها الإسرائيليون في تشرين أول أولى الرحلات الجوية العارضة من بولندا تحط في مطار الملك حسين بالعقبة وزير: المجال الجوي الأميركي مهدد بإغلاق جزئي جراء أزمة الموازنة الخزوز: رسالة الملكة في ميونخ تجسّد الرؤية الهاشمية في تمكين الشباب وزير الداخلية: الوحدة الوطنية أهم مرتكزات الأمن الداخلي ألمانيا تؤكد استعدادها لدعم جهود التهدئة في غزة زعيم قبلي سوداني: دفعنا فدى لإطلاق نازحين اختطفهم الدعم السريع وزير الدفاع السوداني يقول إن الجيش سيواصل القتال بني مصطفى: الأردن من أبرز النماذج في القدرة على التكيّف مع الأزمات الكنيست يصوت على مشروع قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين الأربعاء وزير الصحة: مستشفى مادبا الجديد سيحدث نقلة نوعية في الخدمات وزير الثقافة يزور الشاعر حامد المبيضين تقديراً لعطائه واطمئناناً على صحته الأرصاد الجوية: تشرين الأول يسجل يوماً مطرياً واحداً وحرارة معتدلة في اغلب المناطق الرواشدة يفتتح معرض "نافذة على تاريخنا العريق" في الكرك بيان وزارة الخارجية الأمريكية حول مناخ الاستثمار في الاردن ضبط فتاتين سرقتا 100 ألف دينار ومصوغات ذهبية في البلقاء

تحسين التل يكتب : وصفي التل كان (وما زال) أكبر من رئيس وزراء...

تحسين التل  يكتب  : وصفي التل كان (وما زال) أكبر من رئيس وزراء...


الذكرى ال49 لاستشهاد الرئيس وصفي (مصطفى وهبي) صالح التل.




القلعه نيوز- كتب تحسين التل:-*
عندما يتحدث عن الشهيد وصفي التل أكثر القيادات عداءً، ويؤكد على أن دولته كان أقل من ملك، وأكبر بكثير من رئيس حكومة، ذلك يعني أن وصفي كان وسيبقى رجلاً استثنائياً مر في تاريخ الأردن، منذ عام (1921) والى أن يخرج من بيننا رجلاً بحجمه، وبحجم أفكاره، ومشاريعه الوطنية، ونظرته لمستقبل آمن للمنطقة العربية والإسلامية، هذا الرأي جاء من عدو وليس من صديق أو قريب أو بعيد عن تاريخ الرجل،

وهنا يكون التقييم أكثر دقة. عندما يكون رأس الشهيد وصفي التل برأس أكبر القيادات والزعامات العربية، تلك الزعامات التي أشبعتنا كذباً، وفهلوة، ورقصاً على الحبال الى أن سقطت على الأرض فدُقت أعناقها، وتكسرت ضلوعها، وتلطخت في وحل الهزيمة، والدجل السياسي والفكري، هذا يعني أننا أمام مسؤول ينظر الى الواقع بكثير من الجدية، إذ لا يمكنه تزييف الحقائق أمام الشعوب المتطلعة الى تحقيق ما تصبو إليه من قوة عسكرية، وتنمية شاملة، ونمو اقتصادي مؤثر في مسيرة المنطقة العربية.

لقد غضبت بعض القيادات العربية من الشهيد وصفي التل، واعتبرته من المسؤولين الذين يغردون خارج سرب التخاذل، والإنهزامية، أو التفكير بسلام مع عدو لا يقبل بالحلول شبه الكاملة أو المجتزأة، ولا يرضى بالحلول الوسط،

كان الشهيد يقول: فلسطين للعرب ، واليهود أعداء الأمة، وما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، بالرغم من أن شعار الشهيد التل أطلقه أحد رؤساء الدول العربية، لكنه جاء في وقت كثرت فيه بالونات الإختبار، والفقاعات الفارغة، وكان شعاراً لا يمت للواقع والحقيقة بأي صلة مباشرة أو غير مباشرة، وكان يعلم هذا الرئيس أن شعاراته فارغة ولا يمكن تطبيقها.

هذا يثبت للأعداء قبل الأصدقاء أن القيادات العربية كانت تجد في الرئيس التل القدرة على تحريك المسارات، وتغيير الأنماط التقليدية المتبعة في كل دولة عربية، وكان صاحب أكثر القرارات جرأة في تاريخ الأمة العربية، لهذا حقدت عليه في ذلك الحين؛ قيادة مصر، وليبيا، وسوريا، والعراق، وأدى هذا الحقد فيما بعد الى استشهاده بحجة أحداث أيلول، لكن التصفية كانت لأفكار الشهيد، ولمشروعه النضالي، وتبنيه فكرة الحرب الطويلة مع إسرائيل لإنهاك اقتصادها، واستنزاف قوتها العسكرية، وجرها بالنهاية الى الإنسحاب من المناطق المحتلة.

كان وما زال أكبر من رئيس وزراء وأقل من ملك، وإلا فلماذا لا يزال ذكره مؤبداً بين أبناء الشعب الأردني الذين يعرفون تمام المعرفة بأن الرجل كان وطنياً عاشقاً لتراب الوطن، صاحب الأفكار الخلاقة، والأيادِ البيضاء، وحكوماته جاءت للإنجاز والعمل ووضع قواعد البناء والإعمار، وتسليم الوطن لأجيال يمكنها البناء على ما تقدم، ومراكمة الإنجازات وتعظيمها...

الذكرى التاسعة والأربعون لاستشهاد وصفي التل برصاصة عربية صهيونية أمريكية بريطانية غادرة، تمر وللمرة الأولى بصمت شديد، يتخلل الصمت قراءة الفاتحة، رحم الله روح الشهيد وصفي التل الطاهرة، وأسكنه الفردوس الأعلى، إنه نعم المولى، ونعم المجيب، ونعم النصير.

* كاتب واعلامي وناشر صحفي معروف
*tahseinettal@yahoo.com