لم يعد التميز في عالم اليوم من الترف الزائد، بل هو من الاساسيات و من دونه لا يستوى العمل. فالتميز يعني الشرعية لكل عمل، فهو يعيد الامور الى نصابها و يضع النقاط على الحروف.
الكل مسؤول مهما كان و اين كان، و الشرعية لأي شخص او جهة تأتي فقط من العمل و الانجاز على الارض. يجب ان يتم تقييم الجميع على الافعال لا الاقوال، فالكثيرين لديهم غزارة في الافكار و شح في النتائج.
و الاهتمام الملكي اليوم منصب على تدعيم ثقافة التميز و تمكين شرعية العمل. شرعية العمل الحكومي السياسي و الاقتصادي و الاداري، و كذلك شرعية العمل الشعبي. ولى الزمن الذي كانت تقوم فيه المؤسسات، و كذلك بعض المسؤولين، بالاختباء خلف عباءة الدولة في مواجهة الناس عندما يصبح العجز عن تقديم الاداء واضحا. ذهب ذاك الزمن الذي كان يتم فيه التخندق فيه خلف شعارات عامة لا تسمن و لا تغني. ذهب زمن الصراخ و الانتقاد و الدعاية من غير انجاز.
كمواطنين، و كمسؤولين، آن لنا ان نرتقي الى مستوى رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني -حفظه الله- في تحمل المسوؤلية و تشجيع المنافسة الايجابية بيننا من اجل خدمة الاردن المعطاء. علينا الايمان بأن شرعيتنا تأتي من العمل المخلص المتفاني مع الانجاز على الارض.
علينا ان ندرك، و سريعا، ان الشرعية في عالم اليوم منبعها الاداء المتميز المستدام. ينطبق ذلك على الافراد و المؤسسات، و لا بد لنا من ترسيخه في كل مبادرة و في جميع الاعمال.