القرارات الحكومية الاخيره هي الطريق الوحيد لانقاذ الا ردن والاردنيين من مضاعفات انتشار "كورونا "
محمد مناور العبادي *
تمهيدا لفتح جميع القطاعات الاقتصادية والخدميه واعادة الحياة الى طبيعتها في المملكه ، صدرت اوامر الدفاع الاخيرة التي حظرت التجول يوم الجمعه و رفعت العقوبات على كل من يخالف إجراءات السلامة العامة سواء بارتداء الكمامات أو الالتزام بالتباعد الجسدي.
لم تأت قرارت الحكومه من فراغ ، بل جاءت بعد دراسات معمقة اظهرت ان الاصابات تضاعفت في المملكه ،بعد الغاء حظر الجمعه، الذي اعتاد فيه المواطنون والمقيمون التزاور المنزلي بدون اتخاذ الحد الادنى من اجراءات السلامه العامه ، بل وتناسيها ، وتغليب العاطفة على العقل في التواصل الاجتماعي بين الاقارب والاصدقاء بما يحمله ذلك من حميمية في التعامل بين الاقارب والاصدقاء والتي تعتبر اسهل الطرق لنقل العدوى وانتقال فايروس كورونا بسرعه من شخص مصاب الى اشخاص اخرين غير مصابين .
كما اثبتت ملاحظات الفرق الرسميه الحكومية التي تقوم بجولات تفتيشيه على المولات والاماكن العامه، ان قطاعا واسعا من المواطنيين والمقيمين لايستخدمون الكمامات كما ينبغي واحيانا لايستخدمونها اطلاقا متذرعين باكثر من سبب لذلك ،مما ادى الى زيادات كبيره في اعداد المصابين
كل ذلك اضطر الحكومه الى اللجوء الى الخيار الصعب عليها ، وهو فرض حظر التجول في يوم الزيارات العائلية - الجمعه – وتقليص ساعات افتتاح المحال التجاريه والمطاعم والمقاهي بسبب عدم التزام روادها بالحد الادنى من مستلزمات السلامه العامه ، وزيادة العقوبات على المخالفين حفاظا على حياتهم وحياة الاخرين .
لقد كانت الحكومة امام خيارين ، كل منهما اصعب من الاخر. فابقاء الحال على ماهو عليه ، ينذر بزيادات على شكل متوالية هندسيه في اعداد المصابين مما سيؤدي الى مشكلات صحيه ضخمه توقف كل النشاطات وطيلة ايام الاسبوع وتدمر الوطن اقتصاديا تماما ، كما ان فرض حظر يوم الجمعه وتقليص ساعات العمل سيحلق اضرارا اقتصاديه كبيره بقطاعات اقتصاديه عريضه .
ولان الانسان هواساس ثرو ة الاردن الحقيقية التي لاتنضب وباعتراف دولي ، فقد آثرت الحكومة مصلحة المواطن والوطن على الاقتصاد ، فاصدرت قراراتها الاخيره ، ذلك انه من الممكن تعويض المال لاحقا ، ولكن فقدان الانسان لايقدر بثمن فضلا عن انه اساس ثروة الاردن . فآثرت الحكومه صحة الانسان الاردني على المال ، ولكنها لم تنسى ايضا تعويض الاشد تضررا من هذه الاجراءات على قطاعات واسعه من المتضررين ،كما حدث في بدايات الازمة
وقد استقبل الاردنيون القرارات الحكوميه الاخير ه بارتياح لانها لابد منها في ظل تزايد انتشار فايروس كورونا ،اذ انها استهدفت صحة الاردنيين وسلامتهم اولا والتزمت بتعويض المتضررين وفق آليات خاصه
كل ذلك يستدعي من المواطنيين والمقيمين ان يعملوا مع الحكومه لتنفيذ هذه القرارات لانها الطريق الوحيد للانقاذ ، حتى يتجاوز الوطن المحنه ويفتح جميع قطاعاته الاقتصاديه والخدميه على مصراعيها لتعود البسمة لشفاه كل الاردنيين وليسجل التاريخ ان الاردن نجح في تجاوز مضاعفات ازمة كورونا بفضل وعي الاردنيين والتفافهم حول قرارات الدولة الاردنية
* الكاتب : رئيس التحرير المسؤول - صحفي وباحث