- التحام ارادتي المقدسيين ودول محور السلام العربية.. ساهمت في تسريع انتصار
انتفاضة الاقصى
- قبل نحو مائة عام بايع الفلسطينيون الشريف الحسين بن علي والهاشميون للاشراف
على المسجد الأقصى واليوم يتشرف حفيده الملك عبد الله الثاني بهذه المهمة بدعم
شعبي ورسمي فلسطيني وعربي واسلامي ، ودولي
- ستبقى القدس ومقدساتها درة التاج الهاشمي في المئوية الثانية للدولة الاردنية . كما
كانت في المئوية الاولى .
القلعه نيوز - محمد مناور العبادي*
انتصرت " انتفاضة الاقصى الثالثة " رغم قصر مدتها ، بسبب التحام الارادتين الشعبية والرسمية، في مواجهة غطرسة اليمين الاسرائيلي المتطرف ، مما يؤكد على ضرورة وديمومة هذاالالتحام في مواجهة التحديات الخارجية ،سواء في فلسطين اوغيرها ، لأن ذلك شرط اساسي لتحقيق اي انجاز قادم
ففي الوقت الذي كانت فيه دماء المقدسيين تعطر ثرى باب العمود ومداخل ساحات الحرم القدس الشريف ، سارعت دول محور السلام العربي ،وفي طليعتها الاردن - قيادة وحكومة و هيئات شعبية - للتحرك رسميا واعلاميا لتصليب موقف المقدسيين وتعزيزه ، بهدف اعادة امور الى نصابها ، والغاء كل مسببات هذه التوترات ،وذلك بمخاطبة الهيئات الدولية والدول الراعية لعملية السلام ، لتحث حكومة نتنايهو على وقف تحركات اليمين الاسرائيلي العنصرية الاستفزازيه ، المخالفة لنصوص اتفاقيات السلام العربية الاسرائيليه، التي ارتكزت اصلا ،في جميع بنودها على القانون الدولي ،وقرارات الامم المتحدة ، وجامعة الدول العربيه الخاصة بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني .ـ
وهكذا كانت الدول العربية الموقعه على معاهدات السلام مع اسرائيل ، عونا حقيقيا للمقدسيين، من خلال تحالفاتها الدولية ، ومصداقيتها الدولية في التعامل مع مايجري في الاراضي الفلسطينية المحتلة ، وجديتها في تحقيق السلام الاقليمي - حسبما ينظر لها عالميا-، مما دفع العالم للتجاوب مع مطالبها ، والضغط على اسرائيل ، لوضع حد لاستفزازات اليمين المتطرف ضد الفلسطينين، ومعاقبة المتطرفين اليهود الذين اطلقوا هتافات عنصريه تحريضية ، تخالف اسس و مباديء اتفاقيات السلام العربية مع اسرائيل ، والتي يحرص المجتمع الدولي على بقائها ، مما يجعله يستمع جيدا لتحذيرات دول محور السلام العربية . .
ونجحت هذه الضغوط - التي توازت مع انتفاضة المقدسيين الشعبيه ومواجهتهم بصدورهم العارية المتطرفين اليهود- فاعتقلت الشرطة الاسرائيليه اعدادا من المتطرفين ليهود ممن قادوا هذا التحرك اليميني ، قبل ان تلغي جميع الاجراءات الاحترازيه التي اتخذتها الشرطة الاسرائيليه ، في منطقة باب العمود، فازالت كل الحواجز التي وضعتها، بينما كان شباب القدس يحتفلون بانجازهم هذا ،الذي ماكان ليحدث بهذه السرعه ،لولا دعم دول محور السلام العربية، مما يؤكد اهمية ادامة التلاحم والتنسيق والعمل المشترك ،بين الشعب الفلسطيني من جهة ،ودول محور السلام العربية، القادرة وحدها، في عالم اليوم ، على التعاطي بايجابية وسلمية ،,مع مطالب ورغبات وامنيا ت الشعب الفلسطيني ـ لدى صاحب القرار في اسرائيل ،من خلال تحالفات دول محور السلام العربية الاقليمية والدولية ..
كان نجاح المنتفضين في باب العمود والعيزريه ،والقدس عموما، في التصدي لغطرسة اليمين الاسرائيلي، الاسبوع الماضي ، اطلالة تاريخية على دور اجدادهم في حماية المسجد الاقصى قبل مائة عام حين زار وفد منهم عام 1920 المغفور له الشريف الحسين بن علي لدى وصوله الى العقبه ، وبايعوه باسم الشعب الفلسطيني ليتولى الهاشميون بقيادة سيادته ، الاشراف على حماية المقدسات الاسلاميه في المسجد الاقصى ورعايتها وترميمها ليبقى -اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين- اثرا اسلاميا مقدسا مصانا مدى الدهر
وضم "وفد البيعة " الهيئة الاسلاميه العليا للمقدسات الاسلاميه في القدس ، وممثلون لكل العشائر والعائلات المقدسية وكل فلسطين ، بعد ان استشعروا ان الاقصى في خطر ليس من المتطرفين اليهود فحسب بل ايضا من عوامل الطبيعه التي اصابت اساسيات وجدران المسجد الاقصى وجعلته ايلا للسقوط اذا لم يتم ترميمه جيدا وتعزيز اساسياته واصلاح جدرانه . فقام سيادة الشريف الحسين بن علي بالتبرع للقيام ذلك على مدى سنوات مما حال دون انهيار اكيد للمسجد بالزلزا ل الكبير الذي ضرب المنطقة عام 1927 ...
لقد اعاد التاريخ نفسه في هذه الجزئيه حين سار احفاد المقدسيين والفلسطيين الاوائل على نفس النهج الذي سار عليه اجدادهم بالتحرك لحماية المقدسات ، وكما تجاوب الحسين بن علي مع مطالب الشعب الفلسطيني بان يكون وصيا على المقدسات وان يرمم المسجد الاقصى حتى لاينهار ، كان الملك عبد الله الثاني خير خلف لخير سلف ، يناضل بشده ضد اية محاولة من المتطرفين اليهود للاساءة للمسجد الاقصى ا و المصلين فيه ، وتمكن دوما من التصدي بفعاليه وايجابية ،وبدعم شعبي فلسط، واردني ، وعربي ،واسلامي ،ودولي ، لاية محاولة للاعتداء على حرمة المسجد الاقصى او المصلين فيه
ومثلما كان الشريف الحسين ببن علي خادما لثالث الحرمين الشريفين ، كان الملك عبد الله الثاني كذلك : فتحرك سياسيا مع تحرك المقدسيين لوضع حد لانتهاكات المتطرفين اليهود ، وتجاوب ماليا بالتبرع من امواله الخاصه لكسوه اجزاء من المسجد الاقصى وساحاته تطلب الامر اعا دة كسوتها ، تماما كما فعل جده الاول الحسين بين علي . ذلك ان الاقصى اصبح وديعة اسلاميه لد ى الهاشميين على مدى عشرة عقود ، يحملون هذه الامانة بكل كفاءة واقتدار رغم كل التحديات التي تواجههم ,,بدعم شعبي فلسطيني وعربي واسلامي ودولي
وتصدر (انتصار المقدسيين – دول محور السلام ) الصحافة العربيه والاجنبية التي اشادت بصمود الفلسطينيين العزل من السلاح امام قوات الاحتلال الاسرائيلي المدججة بالسلاح والحقد والعنصريه - حسب صحيفة الخليج الاماراتيه -التي رات ان كل مشاريع الابتلاع والتهويد والضم والأسرلة لن يقوم بها اليمن الاسرائيليء لن تقوم لها قائمة، وسوف تفشل كما فشلت كل مشاريع تصفية القضية الفلسطينية".
ومثلما كانت الاماكن المقدسة في القدس حاضرة بطريقة او باخرى في جميع اتفاقيات السلام العربيه الاسرائيلية ، ومثلما خصص لها الاردن اتفاقية خاصة مع كل من اسرائيل ومع السلطه الوطنية الفلسطينية لضمان رعايتها والاشراف عليها ،فان قلوب كل العرب والمسلمين ستبقى معلقة بقضية القدس التي حرصت عليها جميع الدول العربيه التي وقعىت معاهدات سلام مع اسرائيل ، بل وان توقيع هذه المعاهدات يعتبر جدارا صلبا يحول دون تهويد المسجد الاقصى والاماكن الاسلاميه والمسيحيه المقدسه في القدس وغيرها
وبعد
ستبقى القدس درة التاج الهاشمي وايقونة المئوية الاولى للدولة الاردنية كما هي ايقونتها في المئوية الثانية ، مهما تعاظمت التحديات وتعقدت الأزمات ..كما ستبقى درة الامة العربيه والاسلاميه وايقونتها ... مدينة للمحبة والسلام والوئام
* الكاتب : رئيس التحرير/ وكالة القلعة نيوز / صحفي وباحث