
"منذ ان تولى جلالة الملك عبد الله الثاني مقاليد الحكم تضاعف وارتقى حجم التعاون الاردني الاماراتي وبالارقام ، حتى وصل الى درجة استراتيجية ، فكان جلالته اول من حذر من اطماع ايران في الشرق والخليج العربي عام 2004 ...حرصا من جلالته على امن واستقرار وسلامة وازدهار الامة العربية،واليوم يتعاظم التعاون الاردني الاماراتي سياسيا واقتصاديا وعسكريا لمافيه خير البلدين والقضية الفلسطينية ،والوصاية الهاشميه على المسجد الاقصى
القلعه نيوز – محمد مناور العبادي *
تؤكد زيارة سمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد ابو ظبي للاردن اليوم ،على تنامي وتعاظم العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين الشقيقتين ، وتطابق وجهات النظربينهما ، خاصة فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في المنطقة والأقليم .
اذ كلما يستجد أمر ما في المنطقة ، يتسابق قادة الدولتين للتلاقي ، والتشاور، واتخاذ مايلزم من اجراءات ، لمصلحة شعبيهما، وامنهما، واستقرارهما ،وازدهارهما ، والتصدي معا بحكمة وحنكة وصلابة ، لكل التحديات التي تواجه الدولتين ، ذلك أن ،أمن الاردن والامارات كل لايتجزأ، ،وهو اساس أمن واستقرار وازدهار المنطقة كلها.
وقد تعزز التعاون الثنائي الاردني الاماراتي ، في العقدين الاخيرين ، منذ ان تولى جلالة الملك سلطاته الدستورية ، اذ شهدت العلاقات بينهما تطورا ايجابيا متسارعا غير مسبوق ، في جميع المجالات . فقد تضاعف حجم التبادل التجاري بينهما الى عشرة اضعاف ما كان عليه سابقا ، رافقه تنامي العلاقات الثنائية بينهما لتصبح انموذجا يقتدى به ،في التعامل بين الاشقاء العرب .
فارتفع حجم الاسثتمارات الاماراتيه في الاردن الى قرابة 17 مليار دولار ، مقابل استثمارات اردنية في الامارات تفوق ملياري دولار ، فضلا عن الاستثمار البشري الاردني في الامارات ، حيث يعمل هناك اكثرمن 300 الف مواطن اردني ،يرفدون الاقتصاد الوطني الاردني باكثر من مليار دولار سنويا ،و يساهمون بفعالية وفاعلية وايجابية مع اشقائهم الاماراتيين ، في تقدم الدولة الشقيقة وازدهارها ورفعتها ....كما وصل حجم التبادل التجاري بين الدولتين سنويا الى قرابة الثلاث مليارات دولار سنويا .
ولم يتوقف التعاون الاردني الاماراتي عند حدود معينة ، فقد اشتمل ايضا على تعزيز التعاون العسكري الذي وصل قمته بتسمية لواء نخبوي عسكري اردني ، باسم لواء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد للتدخل السريع ، وهو امر غير مسبوق في تاريخ العلاقات الاردنية مع اية دولة شقيقة ، فضلا عن مبادرة الدولة الشقيقة بالمساهمة في دعم الاردن كلما مر بأزمة ، او جائحة سياسية، او اقتصادية، او مالية ، او صحية .
يشهد على تنامي هذه العلاقات سجلات البنك المركزي الاردني ،، مما حافظ على مناعة سعر صرف الدينار الاردني ، بحيث اصبح الاردن اكثر الدول العربيه استقرار نقديا ، في الوقت الذي تهاوت فيه عملات دول شقيقه ، كما ساهمت الامارات بسخاء مع دول خليجيه وصديقه في دعم تمويل مشاريع في طول البلاد وعرضها وعلى مدى عقود طويلة .
ومثلما يذكر التاريخ الدعم الاماراتي خصوصا والخليجي عموما للاردن ، فانه يسجل باحرف من نور ، مبادرات جلالة الملك عبد الله الثاني ، وحرص جلالته على امن واستقرار وازدهار، دول الخليج العربية ، لتبقى منارة للأمة وسياجا لعروبتها ، في مأمن من اخطار التمدد الاستعماري الايراني ، قبل ان يعي العالم كله خطورة هذا التمدد .
فقد سجل التاريخ ان جلالته، كان اول من حذر من اخطار الدولة الفارسية في المنطقة ، على سيادة وسلامة وامن واستقرا ر وازدهار وعروبة دول الخليج العربي والهلال الخصيب الذي حولته ايران اخيرا الى" هلال الدم "
فقد اطلق جلالته عام 2004 مصطلحا سياسيا عالميا جديدا ، يؤكد حرص الملك على امن وسلامة واستقرار دول الهلال الخصيب والخليج العربي ، حذر فيه من تمدد ايران في المنطقة، وسعيها لتشكيل " الهلال الشيعي "الذي حولته ايران اليوم الى – الهلال الدموي - بهدف الهيمنة على المنطقة ، والتدخل سلبيا في شؤونها الداخلية ، والسعي للسيطرة على ثروات وامكانيات دول الخليج العربية ،التي كانت ومنذ تاسيسها وما زالت ، رافدا استراتيجيا سياسيا واقتصاديا وماليا ، للامة العربية .
من هنا تأتي اهمية زيارة الشيخ محمد بن زايد للاردن اليوم ،لتؤشر على اهمية التعاون الاردني الاماراتي في جميع المجالات من اجل الارتقاء ،استراتيجيا ، بالعلاقات الثنائيه بين البلدين ،ومواجهة التحديات والمؤامرات الخارجية ، ونصرة قضايا الامة العربيه ، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي وقع البلدان الشقيقان، اتفاقيات سلام مع اسرائيل ، لضمان ان تبقى فلسطين لاهلها ، وان تبقى القدس منارة للامة ، وان يبقى المسجد الاقصى ،برعاية هاشمية ،مفتوحا للصلاة فيه لكل المسلمين ، بدون اية قيود او استفزازات .
· * رئيس التحرير المسؤول / وكالة القلعه نيوز/ صحفي وباحث