القلعة نيوز - محمد مناور العبّادي
يستذكر الاردنيون هذه الايام ، صور وفيديوهات وممارسات واساليب واهداف تنظيم داعش الارهابي، الذي قطع رؤوس المئات بالخناجر، لانهم يرفضون افكاره ، واستغل الدين لتحقيق اهدافه الشريرة ، فرفع اعضاء التنظيم الارهابي المصاحف جنبا الى جنب مع الخناجروالاسلحه لاجتذاب العواطف لدعمه / وسعى لنشر الفوضى والاضطرابات والقلاقل وتحطيم هيبة الدول.
خلال الايام القليلة الماضية ، انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي ،صورا وفيديوهات ، مصدرها الاردن ، للنائب المفصول اسامة العجارمة يرفع مصحفا وسيفا ومسدسا ، ويتحدث عن "التصدي بالدم” لمن وصفهم بالعملاء والجواسيس ، طالبا من أنصاره "قطع رأس” كل فرد من قبيلته يخالف التحرك الوطني الجديد " مطالبا باستبدال النشيد الملكي الاردني بآخر - حسب القدس العربي والدولي " في تقرير نشرته اليوم الاحد 6 حزيران
لم يكن احد يتخيل ان تتحول مسألة تجميد عضوية النائب اسامة لمدة عام واحد، الى ممارسات " داعشية " استنكرها - في حينه - الاردنيون كما العالم كله .اذ حول " البعض " مسألة محلية الى قضية وطنية ذات ابعاد دينية وعشائرية ، وهما اقدس قيمتين يعتز بهما الاردنيون ، ولايمكن ان يسمحوا لأحد باستغلالهما لتحقيق مآرب شخصيه ، خاصة انه كان بالامكان حل هذه المسألة باللجوء للقانون ، وهو ما اعلنة صاحب العلاقه نفسه في بيان رسمي في اليوم الاول لتجميد عضويته في مجلس النواب حين قال "انه سيلجأ للمحكمة الادارية، لابطال قرار توقيفه عن ممارسة عمله كنائب."
وهكذا انقلب النائب المفصول على نفسه ، فاتجه ، دون ان يدري او يعي ، الى طريق اخر ،مزروع بالحقد، على الوطن ،وما ومن فيه ، في محاولة لتضخيم المسألة ، وتحميلها اكثر مما تحتمل ، ضاربا بعرض الحائط بكل الوساطات النيابيه ، ومؤسسات المجتمع المدني ، ونداءات العشائر الاردنية لحل المسألة قانونيا، خاصة وان عشرات كبار المسؤوليين ، تعرضوا لاكثر مما تعرض له - صاحب العلاقة - فانصفهم القضاء وعادوا لمناصبهم اكثر قوة واشد عزيمة.
ماحدث امس على طريق المطار ، غير مسبوق عالميا ، اذ من غير المعقول ان يلجأ النائب المفصول الى مالجأ اليه بسبب مساله بسيطه ، فيتم حشد عشرات السيارات ، واعداد الاسلحه ،والذخائر اللازمة لها، والاعتداء على رجال الامن العام ،وقوات الدرك ،وايقاع اصابات بينهم ، لاطلاق شرارة فتنة جديدة ، كان اصحابها يخططون – بدون وعي منهم - ان تتدحرج كرة الثلج لتشمل كل المملكه ، الا ان آمالهم خابت ، حين رفض الجميع مخططهم ، بمن فيه عشيرته الأبية صاحبة المواقف الوطنية ،واقاربه وناخبية، ممن نرفع بهم هاماتنا ا حتراما واجلال لمواقفهم ووطنيتهم . وانتماءهم الصادق للوطن وولاءهم للعرش ..
جميع العشائر الاردنية ، بما فيها عشيرة النائب المفصول ، اصدرت بيانات ،رفضت فيه الفوضى ، واكدت ان امن واستقرار ومنعة الاردن هو هدفها الرئيسي وانها ستعمل على الحفاظ عليه في ظل القيادة الهاشمية ، كما ان جميع من في الاردن من مؤسسات وهيئات شعبيه ونقابيه وحزبية ،تؤكد في كل مناسبة ،ان امن الوطن واستقراره خط اخمر ،لاتسمح لاي كان ان يتجاوزه.
حدث هذا التصعيد غير المبرر، عشية اجتماع نيابي كان من المقرر ان يعقد غدا الاثنين 7 حزيران استجابة لوساطات نواب وهيئات دعت الى ايجاد مخرج قانوني للمسألة يرضي الجميع ويحفظ هيبة المجلس والدولة الاردنية
ويبدو ان " البعض " لا يريد الخير للوطن، فاستبقوا جلسة مجلس النواب ،فاعلنوا عن ساعة الصفر للتحرك ضد امن واستقرار الدولة ،فتدخلت الاجهزة الامنية هذه المره ،تماما كما حدث في فتنة اذار التي سبقتها، فتم واد الفتنتين كما تم وأد عشرات الفتن والانقلابات والمؤامرات، التي تعرض لها الوطن على مدى عشرة عقود من تاسيس الدولة ـ لان الوطن اكبر منا كلنا ـ ولأن امنه واستقراره امانة في اعناقنا جميعا ، ولان الاردن عصي على الفتن واصحابها .
.ولأن ماقام به النائب المفصول خارج عن القيم الوطنية والعشائريه الاردنيه والتقاليد الاردنية والبرلمانية ..ولا ن ممارساته اساءت له شخصيا وكنائب في البرلمان الاردني ـ واعادت الى اذهاننا جرائم تنظيم داعش الارهابي واهدافه، وحفاظا على هيبة البرلمان والدولة الاردنية والسلم والامن المجتمعي في الاردن قرر مجلس النواب الاردني اليوم فصله من عضوية مجلس النواب ، في قرار فريد من نوعه في تاريخ المجالس النيابية الاردنية ، لأن ماقام به من ممارسات " داعشية " لاتخدم الا اعداء الاردن .
وبعد
فان الاردن قوي بشعبه من كل المنابت والاصول، وبجيشه وبقواته الامنيه ،وبعلاقاته ، بدليل انه واجه العديد من التحديات السياسيه والاقتصاديه والماليه والامنيه والعسكريه وتجاوزها ..بل انه خرج من كل منها وهو اكثر صلابة واشد عزيمة .
* الكاتب : صحفي وباحث / رئيس التحرير المسؤول / وكالة القلعة نيوز