شريط الأخبار
وزير العدل: 3 حالات للتخلف عن دفع الغرامات في معدل قانون العقوبات الفايز: علاقة مجلس الأمة مع ديوان المحاسبة تكاملية ومحورية المومني يؤكد : الإعلام ركيزة أساسية في منظومة التمكين والعدالة الاجتماعية "النواب" يُوافق على توصيات اللجنة المالية بشأن تقريري المُحاسبة 2022 و 2023 عودة الحركة السياحية في البترا إلى طبيعتها بعد حالة عدم الاستقرار الجوي أمين عمان يزور نقابة الصحفيين ويؤكد دعم الأمانة لدور الإعلام الوطني وزير العمل يبحث مع المدير الإقليمي لمنظمة العمل الدولية تعزيز التعاون المشترك رئيس مجلس النواب يلتقي وفدا من كلية الدفاع الوطني الأمن العام يفتتح أعمال الدورة الخامسة لمؤتمر الإنتربول العالمي المعني بالأمن الكيميائي والتهديدات الناشئة 2025 المنتدى الإقليمي الأول لتعزيز أجندة المرأة والسلام والأمن ينطلق غداً في عمان الفراية يوعز بالإفراج عن 390 موقوفا إداريا الأمن العام : فرق البحث والإنقاذ في إقليم الجنوب تعثر على جثتي أم وابنها من الجنسية البلجيكية أمطار متفرقة الاثنين ودرجات حرارة في ارتفاع تدريجي لبقية الأسبوع ملثمون بزي عسكري يهاجمون محلا لبيع المشروبات الروحية في ريف حمص ويهددون المسيحيين ارتفاع أسعار الذهب 30 قرشًا محليًا بضربة قاضية.. "الوحش" الياباني يتجاوز السقوط ويحتفظ بلقبه العالمي هل التدخين يسبب الصداع النصفي؟ انتبه .. هذه عوامل الخطر للإصابة بسرطان الجلد ماذا يحدث لجسمك عند تناول العنب؟.. فوائد عديدة ماذا يحدث لقلبك عند تناول المكسرات؟

الإعلامي محمد الوشاح يكتب : عدنان ابو عوده .. عصيتُك يوما ما ... فسامحني.. وانا اعتذر

الإعلامي محمد الوشاح  يكتب :  عدنان ابو عوده .. عصيتُك يوما ما ... فسامحني.. وانا اعتذر


القلعه نيوز - بقلم : الإعلامي محمد الوشاح
تذكرتُ بعد وفاة وزير الإعلام الأسبق عدنان أبو عوده رحمه الله قصة حصلت بيني وبينه عام 1982 عندما كنت مذيعاً ومحرراً في الإذاعة الاردنية ، حيث تمّ تكليفي ذات العام بتغطية الجلسات الأسبوعية للمجلس الوطني الاستشاري الذي كان بديلاً عن مجلس الأمّه ، فبعد انتهاء كل جلسة كنتُ أسارع بإعداد تقرير إخباري لإذاعته عبر الهاتف على أقرب نشرة أخبار ، وكان الموضوع الذي احتدم النقاش حوله لعدة جلسات هو الوطن البديل ،
قُبيل موعد نشرة أخبار الثانية ظهراً بعشر دقائق كان تقريري الإذاعي جاهزاً لقراءته على الهواء ، فناداني الوزير أبو عوده بجملة – وينك يا إذاعه - ليسألني عمّا كتبت ، فقلت له عن الوطن البديل معاليك ، فغضب وقال اشطبْ ما كتبتْ واستبدله بأنّ المجلس الإستشاري ناقش في جلسة اليوم مشكلة فائض البندورة في الأغوار ، فدُهشتُ من طلبه المتأخر ولم أستطع لحظتها تنفيذ أمره لأن الوقت المتبقي للنشرة خمس دقائق ، فأذعتُ ما كتبتُ وليس كما طلب الوزير .

وبعد استماع ابو عوده لنشرة الأخبار عاد ليلومني على عدم الالتزام بتعليماته ، فقلتُ له معاليك لم يكن لدي مُتسع من الوقت لكتابة تقرير عن "البندورة" وباقٍ على النشرة دقائق قليلة ،
فقال معالية لي : أنتم المحررين يلزمكم غسيل دماغ ،
فسألته عن سبب طلبه بتغيير الموضوع من الوطن البديل الى فائض البندورة فقال هذه لعبة السياسة والإعلام ، فإذا بقينا نتحدث عن الوطن البديل فسيظلُ موضوعاً متكررأ على ألسنة الناس ، ومن أجل أن ينسوه يتوجب على الإعلام أن ينتقل الى موضوع آخر .
إنني أعترف أن مخالفتي لتعليمات الوزير أبو عوده وهو الإعلامي والسياسي المحنّك كانت مخاطرة وجرأة غير صحيحة من جانبي ، لكنني بتلك المخالفة التي جنبتّني من مطّبٍ إذاعي مؤكد ، اختصرتُ على نفسي جُهداً شاقاً وموقفاً قاتلاً لا أستطيع تحمله ، حيث أن خمس دقائق لا تكفي لكتابة تقرير عاجل حول موضوع أجهله .
وللأمانة أقول أن أعضاء المجلس الوطني الاستشاري في ذلك الزمن ، كانوا من خيرة الخيرة وأصحاب معرفة وخبرة طويلة ، متوافقين مع السلطة التنفيذية وناصحين لها في أمور كثيرة ، وقد أجمع الكثير من المواطنين الذين عاصروا تلك المرحلة من سياسيين وحزبيين وإعلاميين ،
ذلك المجلس استطاع الى حدٍ كبير ملئ الفراغ الذي أحدثه غياب مجلس النواب وبأقل التكاليف على الدولة ، حيث كان أعضاؤه يتقاضون مكافأة مالية رمزية دون أيّة امتيازات أو تكاليف أخرى ،
وكنتُ دائما اسأل نفسي ، لو فكّرتْ الدولة الأردنية العودة الى تشكيل مجلس استشاري من النُخب الوطنية الكفؤة والاستغناء عن مجلسي الأعيان والنواب ، كم سيوفر ذلك على الخزينة الأردنية من أموال ونفقات ؟ .
ومن هنا فإني أعتذر من المرحوم عدنان أبو عوده عن عصياني وامتناعي لتنفيذ تعليماته ، لكنّي أقرُّ وأعترف بأن معاليه كان مدرسة واسعة في الإعلام ، حيث عقد لنا – أسرة المذيعين والمحررين في الإذاعة – إجتماعاً ، أعطانا نصائح مفيدة لا زلتُ ملتزماً بها في مسيرتي الإعلامية .