شريط الأخبار
معالي أمين عمان يستقبل وفدا من أهالي مرج الحمام القاهرة: الحل النهائي بشأن غزة سيكون في إقامة الدولة الفلسطينية مختصان: قمة مصر تبحث إنهاء الحرب على غزة.. وواشنطن تملك مفاتيح القرار الرواشدة ينشر عن جداريات في محافظة مادبا مصادر من «حماس» تكشف أسباب عدم مشاركتها في مؤتمر شرم الشيخ "يديعوت أحرونوت": نتنياهو استسلم بشكل كامل لحماس وأخفى الحقيقة أ ف ب: حماس تصرّ على الإفراج عن 7 قادة فلسطينيين في عملية التبادل بدء دخول شاحنات الوقود والغاز إلى غزة بعد عامين من الحصار الإسرائيلي استشهاد الصحفي الجعفراوي برصاص ميليشيا مدعومة من إسرائيل الحملة الأردنية والهيئة الخيرية تعيدان تأهيل 3 آبار لخدمة النازحين بابا الفاتيكان:وقف حرب غزة بداية لمسيرة السلام في الأرض المقدسة الملك يعزي هاتفيا أمير دولة قطر بضحايا الحادث المروري في شرم الشيخ حكومة جعفر حسّان... هل أحدثت فرقًا؟. رئيس جامعة البلقاء التطبيقية يبحث سُبل التعاون مع بلدية السلط الكبرى مصرع سائق حرقا في حادث خلال بطولة لرالي السيارات فانس لا يستبعد شطب ترامب للشركات الصينية من البورصات الأمريكية مباراة الحلم.. ماذا يحتاج كل من السعودية والعراق لبلوغ كأس العالم 2026؟ واردات ألمانيا من الغاز المسال بلغت أعلى مستوى منذ 2022 أردوغان: نواصل اتصالاتنا مع روسيا وأوكرانيا لحل النزاع و"تجار الدم" يستغلون الحرب مقاتلة تخنق منافستها بشراسة في نزال دموي

" العيسوي " يكتب في ذكرى وفاة نجله : حاتم.. مثلك لا يُنسى يا بُنَيّ

 العيسوي   يكتب في ذكرى وفاة نجله : حاتم.. مثلك لا يُنسى يا بُنَيّ


القلعة نيوز : بقلم : يوسف حسن العيسوي

ليس سهلًا أن يكتب أبٌ عن ابنِه في ذكرى رحيله، وليس سهلاً عليَّ أن أكتب عن حاتم ابني وحبيبي، الذي ارتقى إلى جوار ربّه صابرًا محتسبًا مشفوعًا بالدعاء والصلوات، بأن يتقبّله مع الأنبياء والصالحين.كان الرحيلُ أولَ الشهر الفضيل قبل عام، وما أصعبُه من رحيل، وما أقسى أن يموتَ الابنُ على عين والدَيْه..


لقد نزفَ القلبُ يا حاتم منذُ تلك اللحظة العصيبة، وفاضت الأعيُن بالدموع والحسرات، وما زلنا نبكيكَ، فمثلُك لا يُنسى، ومثلي ليسَ له إلّا أن يتذكّر ويذْكُرَك.


مثل كلّ الآباء يا بُنَيّ ما زلتَ في نظري ذاك الطفلَ الذي استعجلَ الرّحيل..

ومنذُ رحيلِكَ يا "أبا يوسف" تمرُّ ذكرياتُ عمرِكَ كلَّ يوم.


خطواتُك الأولى.. ضحكاتُك الأولى.. أولى كلماتِك وحروفِك.. نجاحُك ويومُ زواجك، وحين أصبحتَ أبًا.. كلُّها تجعلُ غيابَكَ حضورًا لا يمحوه النّسيان.

أناديكَ إلى اليوم وفي كلّ حين، وما زلتُ أسمعكَ وأراكَ وأناجيكَ، فطيفُك يملأُ المكان، وضحكاتُك التي تضيءُ وجهَك الملائكيّ تتراءى لنا صباحَ مساء في مُحيّا أبنائك.. في عيونهم ترتسمُ صورتك، وفي صوتهِم نسمع صدى صوتِك، فهم لنا بهجةٌ للقلب وسروره، وهم الأمانةُ الغالية التي أودعتَنا فيها.


كنتَ يا حاتم بيننا، مثَل الخير والطيب، وكنتَ الأقربَ للجميع، تبثّ الفرح والسرور، تعطفُ على صغيرِنا وتوقّر كبيرَنا، وكنتَ الابنَ البارَّ بوالدَيه، وقرّةَ العين والمعينَ في كلّ شيء. وقد كان لكَ يا حاتم من اسمِك نصيب، فقد جُدْتُ علينا طوالَ سنين حياتك بالمحبّة، وكنتَ السبّاقَ لأن تقدّم حتى ولو كان ذلك بقدْرِ حضورِك، فقيمةُ الأشياء يا ولدي لا تُقاس بثمنها بل بقدر صدقِ مقدِّمها.


وكنتَ الصادقَ مع نفسِك ومعنا، محبًّا معطاءً، خفيفَ الظلّ، حسَنَ المعشر، لطيفَ الكلام، نقيَّ السريرة، صادقَ النية.. تجلبُ لنا السعادة بمجرَّد حضورك، تُضحكنا وتداعبُنا أنا وأمّك بخفّة دمّ نعرفها جمعيًا عنك.


واجهتَ المرض سنواتٍ طوال، وكنتَ كلّما أفقتَ وأنتَ على سرير الشفاء تجود علينا بابتسامةٍ عذبة تُحصّننا من الحزن والقلق وتبثّ التفاؤل فينا.


يقولون، يا بُنَيّ، إنّ كلَّ شيء في هذه الدنيا يبدأ صغيرًا ثم يكبر، إلّا الحزن؛ يبدأ كبيرًا ويصغر، لكنّ حزني عليك يا حبيبي بدأ كبيرًا وظلّ كذلك. نعلمُ أنّها مشيئة الله وأنّه لا رادّ لقضائه إذا نزل، ونحن المؤمنون زادُنا الصبرُ ويقينُنا بأنّ رحمة الله وسعتْ كلَّ شيء.


أُبلغك يا بُنَيّ أننا اليوم، وفي هذا الشهر الفضيل، ندعو لكَ آناءَ الليل وأطرافَ النهار، ونهبُ روحَك الطيّبة آياتٍ عطرات من كتاب الله.


أصلّي الفجر مع أمّك الصابرة المستبشرة، أمّك التي لم تخرج من البيت منذ وفاتك، نتضرّع للعليّ القدير أن يرحمَك ويغفرَ لك، وأن يكون المرضُ الذي ألمَّ بكَ لسنوات شفعيًا لك وطهرًا طهورًا.


يا ولدي؛ لستُ معتادًا على الكتابة لرثاءِ من أُحِبّ، ولا أدري كيف أمتلك الجرأةَ على أن أكتب هذه الكلمات في رثائك، فالحزنُ كبير، لكنّ إيماننا بقضاء الله وقدره أكبر، وأنا على يقين أنكَ في دارٍ أحسن من دارك، وعند ربّ رحيم أرحم من والديك، فرضوان الله عليك ولا حولَ ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم.


رحمكَ الله يا حاتم..