القلعة نيوز : من المحتمل أن يكون إيلون ماسك أشهر ملياردير على هذا الكوكب، فهو أكثر ثراء من جيف بيزوس وبيل غيتس ومارك زوكربيرغ، إذ أن ملكيته لشركة السيارات الكهربائية تسلا وكذلك شركة الاتصالات الفضائية والأقمار الصناعية سبيس إكس، دفعته إلى دائرة الضوء على مدار العقد الماضي، وزد على ذلك عرضه شراء منصة تويتر مؤخراً بـ 43 مليار دولار.
لكن يتساءل كثيرون عن بدايات ماسك، فكيف أصبح بهذا الثراء وهو لا يزال بعمر الخمسين فقط، إذ تبلغ ثروته 264.6 مليار دولار، وفق مجلة فوربس.
ما هي خلفيته؟
وقبل الحديث عن بداياته وكيف أصبح ثرياً، يشار إلى أن ماسك ولد لعائلة ثرية في بريتوريا بجنوب إفريقيا عام 1971.
وكانت والدته، ماي، اختصاصية تغذية وعارضة أزياء من كندا، بينما كان والده إيرول مهندساً، ويقال إن الملياردير المستقبلي كان جيداً مع أجهزة الكمبيوتر منذ صغره وصمم لعبة فيديو عندما كان يبلغ من العمر 12 عاماً فقط، بحسب تقرير نشره موقع "ناشونال وورد" أمس الجمعة.
إلى ذلك، غادر ماسك إلى كندا في سن 17 لتجنب أداء الخدمة العسكرية لنظام الفصل العنصري وذهب إلى جامعة كوينز، أونتاريو قبل أن ينتقل إلى جامعة بنسلفانيا في عام 1992 حيث درس الفيزياء والأعمال.
وبعد التخرج، التحق لفترة وجيزة للحصول على درجة الدكتوراه في الفيزياء في جامعة ستانفورد، كاليفورنيا قبل إنشاء دليل الأعمال التجارية عبر الإنترنت Zip2 مع شقيقه الأصغر كيمبال في عام 1995.
عقب ذلك، باع الشقيقان الشركة في عام 1999 مقابل 307 ملايين دولار، وتلقى إيلون موسك نفسه 22 مليون دولار من الصفقة، أي عندما كان يبلغ من العمر حوالي 27 عاماً فقط.
كيف أصبح ثريا؟
وعلى عكس المليارديرات الآخرين، جنى ماسك أمواله من خلال إنشاء العديد من المشاريع الناجحة والاستثمار فيها.
فبعد بيع Zip2، ذهب إلى الخدمات المصرفية عبر الإنترنت والمدفوعات مع رجل الأعمال المثير للجدل Peter Thiel وأنشأ ما سيصبح فيما بعد PayPal.
وحصدت حصته في الشركة 180 مليون دولار عندما اشتراها موقع eBay في عام 2009.
في عام 2002، أسس سبيس إكس بطموح لاستعمار المريخ باستخدام صواريخ ميسورة التكلفة، ثم استثمر 6 ملايين دولار في تسلا في العام التالي، وذلك في الوقت الذي لم تكن فيه الشركة قد صنعت أول سيارة لها بعد.
وكافحت كلتا الشركتين في البداية، لكن بحلول عام 2008، حصلت سبيس إكس على صفقة بقيمة 1.6 مليار دولار مع وكالة ناسا، ودخلت أول مركبة تسلا من طراز S، حيز الإنتاج الضخم في عام 2012.
في حين نمت ثروة الرجل إلى مستويات فلكية بسبب سعر سهم تيسلا، الذي تضاعف ثلاث مرات في القيمة إلى أكثر من 1 تريليون دولار على مدار الـ 18 شهرا الماضية.
ويمتلك حالياً ما بين 17٪ و 21٪ من أسهم الشركة، وهي حصة تقدر قيمتها في المنطقة بـ 170 مليار دولار.
في الوقت نفسه، فإن حصة ماسك البالغة 48٪ في شركة سبيس إكس التي تبلغ قيمتها 100 مليار دولار تشكل معظم ثروته.
كما لو أن هذه المشاريع لم تكن كافية، فقد انطلق ماسك أيضا مع شركتين أخريين في السنوات الخمس الماضية.
الأولى شركة Boring Company وهي شركة تحفر ثقوبا كبيرة في الأرض، بينما تهدف الثانية Neuralink للتكنولوجيا العصبية إلى تطوير الواجهات الحوسبية الداعمة للعقل البشري، وهو ابتكار يمكن أن يغير حياة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عصبية أو إصابات خطيرة في العمود الفقري.
وفي أبريل 2022، اشترى حصة 9.1٪ في عملاق التواصل الاجتماعي تويتر قبل الإعلان عن عرض شراء.
لماذا يعتبر مثيرا للجدل؟
لطالما كان يُنظر إلى ماسك على أنه شخصية غريبة الأطوار، لكن بعض أفعاله أثارت قدرا كبيرا من الجدل.
وعلى سبيل المثال، قلل من خطورة فيروس كورونا في سلسلة من التغريدات في مارس 2020، ومنذ ذلك الحين جادل بأن النظام الأساسي يحتاج إلى تخفيف سياسة حرية التعبير.
كما جادل ضد دفع المزيد من الضرائب، على الرغم من تحقيق أجراه موقع إخباري ProPublica خلص إلى أنه دفع سعرا منخفضا على ثروته سريعة النمو بين عامي 2014 و 2018.
في حين أن نجاح أعماله ليس موضع شك، فإن السلوك العام غير المنتظم لماسك في السنوات الأخيرة أدى أيضا إلى العديد من الزلات البارزة التي كلفته هو ومستثمريه الملايين من الدولارات.
وكان أحد أشهرها عندما دخن الحشيش خلال مقابلة بودكاست مصورة مع جو روغان في عام 2018، وهو الشيء الذي حطم أسهم تيسلا بأكثر من 9٪.
ما هو صافي ثروته؟
يذكر أن قيمة ثروة ماسك حاليا تقدر بـ 264.6 مليار دولار، وفق مجلة فوربس، وثروته الحالية أكبر من الناتج المحلي الإجمالي لحوالي 170 دولة ومنطقة اقتصادية عالمية، وفقا لأحدث بيانات البنك الدولي.
وهذا يشمل الناتج المحلي الإجمالي لبلدان مثل نيوزيلندا وفنلندا والبرتغال، كما أنه يمثل أيضا ما يقرب من 10٪ من إجمالي الناتج المحلي للمملكة المتحدة.