القلعةنيوز_نيرسيان أبوناب
وغدٌ فجيعُ الـمُقلِ من دماءِ الإنسِ خُلق ، قادماً مترنحاً من نبيذِ الأمواتِ نـشواناً ، ذو فاهٍ شنيعِ الرُعاع ، فـها هوَ قادمٌ نحوي ، والـقهقهاتُ من حولنا تزدادُ ،
شعرتُ بأناملي ترتعش ، والـقلبُ يكادُ يقفزُ من لُبِّ الـعظامِ ، فبدأتُ أجهشُ بالصراخِ ، ويداهُ تعانقُ عُنقي بـمأساةٍ وقوةٍ بلغت نشيجَ قوّتي ، أيقنتُ أنَّ الهلاكَ يـقتادني نحوَ الأوباش ، فذعرتُ من قفصهِ إلى الجدارِ ، والـترابُ من الأسفلِ يناجيني ، باتَ الزئيرُ من حولي كـالهياجِ ، وأنا أصرخُ و الـطبيعةُ خرساء ،
عادَ إليَّ كـفاجعةِ الموتِ يمزّقُ قلبي بـصريرهِ الـنشيذ ،
فـقلتُ ، وشفتايَ تخفقُ من ذغرِ الـجنون :
من أنتَ ، ومن أنـا بـحقِ اللّه ؟!
عَلا أنينهُ عندَ ذكرِ اللّه ، ولـطمَ وجههُ بـكفيه ، فـبكا من العذابِ ،
فـقالَ ، والـنارُ تأكلُ جوفهُ من الرماد :
سـبحانَ اللّه .. سبحانَ اللّه الـرحيمُ الـغفار ،
فـأنا أنسيٌ استحلهُ الـظلام ، وعـشقهُ الجنُّ
عـادَ يجهشُ بـالبكاء ، وأنا أنظرُ إليه والـحيرةُ تأكلُ رأسي ،
شعرتُ بـهِ يـعانقُ جسدي بـقوةٍ ، ويـخترقُ صدري بـرأسهِ و يـعلو بـالبكاء ،
فـكادت عينايَ تخرجُ من حُجاجِها من نفقِ الـدوار ، فـأغلقتها أناشدُ الـوعيَ بـالقدوم ،
صاعقةٌ إقتادت نحوي تـرمي في نياطِ قلبي جمراً ، ورأسي يأكلهُ الصُداع ، أمسكتُ رأسي بـكفايَّ أكادُ أقتلعهُ من الـقلقِ ،
فأينَ اختفى الـوغدُ الحبيب ؟!
هل اختطفتهُ الـجنُّ مرةً أُخرى ، أمِ الأجداثُ ؟!
فـقـلتُ ، والـعجزُ شلخَّ صبوتي :
قد عـشقتكَ أُنـسيةٌ يا عشيقَ الـجنِّ ،
وعُدتُ للبكاءِ ألطمُ بـختي بـجوارحِ دموعي .
|| ميرا ميداني ||