
القلعة نيوز: كتب / محرر الشؤون المحلية قبل أيام استضافت الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة رئيس الوزراء الأسبق علي أبو الراغب في محاضرة تناولت العديد من القضايا ، حيث أدار اللقاء رئيس الجمعية وزير الداخلية الأسبق سمير الحباشنة . وما لفت الإنتباه في حديث أبي الراغب تطرّقه لمشروع المدينة الجديدة ، حيث كان واضحا في انتقاده ، والذي يجيء في الوقت الذي يعاني فيه الإقتصاد الأردني مزيدا من التراجع مع أعباء معيشية قاسية يعيشها المواطن الأردني . أبو الراغب أشار إلى أن المشروع لم يحسب بطريقة صحيحة وهو يحمّل الخزينة أموالا كبيرة ، لافتا إلى أن هناك حلولا أبسط وأسهل لحل مشاكل الإكتظاظ في عمان والزرقاء ، مضيفا أن من لا يملك المال عليه أن لا يتحدث في مثل هذه المشاريع الكبيرة . ويضيف رئيس الحكومة الأسبق في محاضرته ؛ أنه يجب أن تكون هناك رؤية واضحة للمشروع وكيفية تحقيق ذلك ، وتساءل .. من يضمن نجاح مشروع كبير كهذا في الوقت الذي يوجد مشروع آخر متعثر منذ سنوات في منطقة الجيزة ، وهو عبارة عن مدينة كان يجب أن تنجز قبل حوالي عشر سنوات وتضم أكثر من ثمانين ألف ساكن . من تحدّث في ذلك هو رئيس وزراء كان في يوم من الأيام صاحب قرارات نافذه ، وهو يدرك أهمية المشاريع الكبرى ، غير أنها يجب أن تدرس بعناية ، ومثل هذا المشروع يحتاج لمليارات من الدنانير في الوقت الذي يعاني فيه الأردن إقتصاديا بصورة كبيرة . هناك العديد من المشاريع المتعثرة عبر سنوات ماضية ، ولم تتم محاسبة أحد ، وتم انفاق الملايين وهدرها دون أي محاسبة ، ومشروع المدينة الجديدة يأتي في وقت يمكن فيه القيام بما هو أنفع للمواطن الأردني . هناك معاناة شديدة في الفقر والبطالة ، والأردن بحاجة لإنشاء مشاريع صناعية كبرى للحد من البطالة والفقر ، وكل هذه المشاريع لا تكلّف عشرة بالمئة من القيمة الإجمالية للمدينة الجديدة . على الحكومة أن لا تستمع لنفسها فقط ، حيث أن هناك العديد من الخبراء والكفاءات يمكن الإستنارة بآرائهم قبل الشروع في المدينة الجديدة والتي شكّل الإعلان عنها مفاجأة لكل الأردنيين الذين يدركون واقع بلدهم جيدا وعدم قدرته على تنفيذ مثل هذا المشروع الضخم .