شريط الأخبار
الملك يؤكد لرئيس الوزراء الكندي ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في غزة الحكومة: مبادرات ومساعدات لآلاف الأردنيين في شهر رمضان رئيس هيئة الأركان المشتركة يتفقد واجهة المنطقة العسكرية الشمالية فلسطين ومصر تبحثان ملامح خطة التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة ترامب يدرس إمكانية وقف الأسلحة لكييف الاحتلال يشدد القيود في القدس والمسجد الأقصى خلال رمضان حركة نشطة بأسواق الزرقاء في أول يوم رمضان محافظ البلقاء يؤكد أهمية تعزيز الرقابة على الأسواق افتتاح مركز للإسعاف في مجمع "الفوسفات"الصناعي بالعقبة "رئيس النواب" يهنئ بذكرى تعريب قيادة الجيش النائب السابق محمد فالح الحجايا يهنئ بذكرى تعريب قيادة الجيش ولي العهد: يا جيشنا يا عربي حسان: نحيي نشامى قواتنا المسلحة الباسلة أسعار الذهب تنخفض محليا الحديد يسحب استقالته من رئاسة الفيصلي المحامي شبلي عبد الهادي القطيش يهنئ الملك والأردنيين بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك الملكة رانيا: اللهم اجعله شهر سكينة للروح والغفران الملك وولي العهد يتلقيان برقيات تهنئة بمناسبة شهر رمضان حسّان يهنئ بحلول رمضان ترامب لزيلينسكي: بلادك في ورطة وأنت لا تريد وقف إطلاق النار

إسرائيل تروجُ لأدلجةِ قوةِ المقاومةِ وتضخيمها

إسرائيل تروجُ لأدلجةِ قوةِ المقاومةِ وتضخيمها
إسرائيل تروجُ لأدلجةِ قوةِ المقاومةِ وتضخيمها

القلعة نيوز - حسن محمد الزبن

طوفانُ الأقصى وما بعدهُ ، المفروضَ أنهُ استفزَ الوعيُ العربيُ ، جماهيريا وقياديا ، أمامَ مشهدٍ سياسيٍ لا يحتاجُ توضيحا أوْ تفسيرا ، أوْ أيِ ذكاءٍ ، وهوَ يعرضُ حقيقةً واحدةً لا تتغيرُ ، وتعيدَ نفسها وبنفسِ السيناريو المكتوبِ بأنفاسٍ وأقلامٍ صهيونيةٍ ، ومخططٌ قديمٌ وضعُ بأيدٍ آثمةٍ في نكبةِ عامِ 1948 م ، ونكبةُ عامِ 1967 م ، ويتكررَ اليومَ بما نشهدهُ منْ نفسِ الأفكارِ الصهيونيةِ الخبيثةِ التي تصرُ على المضيِ في مخططاتها لتمددِ الدولةِ اليهوديةِ المستقرةِ أفكارها في العقلِ الصهيونيِ الإسرائيليِ المتوارثِ دونَ مراعاةٍ لكلِ المواثيقِ والعهودِ الدوليةِ فيما يطفو على السطحِ منْ السعيِ لتحقيقِ نكبةٍ ثالثةٍ في هذا العامِ 2023 م ، بتهجيرِ قصري لقطاعِ غزةَ ، وعملَ ترانسفيرْ رغمَ أنفِ كلٍ عربيٍ في ظلِ الانحيازِ السياسيِ والعسكريِ الكاملِ لأمريكا وبريطانيا ومعها فرنسا وعددُ منْ دولِ أوروبا المؤثرةِ في القرارِ الدوليِ ، والداعمةَ لسياسةِ إسرائيلَ في الوحشيةِ والهمجيةِ وضربِ كلِ دساتيرِ حقوقِ الإنسانِ عرضَ الحائطِ ، والازدواجيةَ في تطبيقِ المعاييرِ والقانونِ الدوليِ ، بالتصميمِ على مبدأِ الإبادةِ الجماعيةِ منْ خلالِ العملياتِ العسكريةِ البربريةِ ضد المدنيينَ منْ الأطفالِ والنساءِ والشيوخِ ، والمرافقُ المحرمُ ضربها والاعتداءُ عليها دوليا منْ مدارسَ ومستشفياتِ وأحياءِ سكنيةٍ ، وعدمَ أخذِ أيِ اعتبارٍ للرأي العامِ ، ورأيَ الأصدقاءِ والحلفاءِ العربِ رغمَ محاولاتهمْ الدبلوماسيةِ لإنهاءِ العملِ العسكريِ والاحتكامِ للحلِ السياسيِ والإنسانيِ .
نحنُ أمامَ حقيقةِ مرةٍ ، أنهُ لا يوجدُ ثقلاً عربيا مؤثرا في القرارِ الدوليِ ، يحفظَ ماءَ الوجهِ العربيِ ، منْ هيمنةِ الصهيونيةِ والزعماءِ الفاشيينَ والجنرالاتِ في تلِ أبيبَ على المنطقةِ ، مما يهيئُ لمرحلةٍ منْ التداعياتِ الإقليميةِ، ودرجاتٌ منْ الانكفاءِ العربيِ ، الذي مستقبلاً قدْ يصلُ إلى الانهيارِ بالتجزئةِ والتقسيطِ ، على مراحلَ وتتابعُ قريبٌ ، مما يفقدُ الجسمُ العربيُ قدرتهُ على الاجترارِ لاستعادةِ النهوضِ العربيِ مرةً أخرى ، في وقتٍ رسمتْ الصهيونيةَ مستقبلَ المنطقةِ ، وبيدها يؤولُ ترتيبَ الأشياءِ ، ويصبح بيدها إعادةَ الترسيمِ الجغرافيِ للحدودِ ، وبيدها القوةِ لفعلِ ما تريدُ كقوةٍ إقليميةٍ ضاربةٍ وأسطوريةٍ تعيدُ ترميمَ ذاتها وترميمِ أطماعها وأهدافها .
يجبَ أنْ نعترفَ أنهُ لا مجالَ للمقارنةِ فيما يخصُ الإسرائيليُ وما يخصُ الفلسطينيُ ، فيما يخص فقدانَ المعيارِ الواحدِ والحياديةِ لدى المجتمعِ الدوليِ ، وبالذاتِ ما هوَ مطبقٌ على الواقعِ منْ دعمِ وقراراتِ صادرةٍ عنْ أمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها ، فيما نجدهُ منْ رعايةٍ مطلقةٍ لدولةِ إسرائيلَ بالتوازي معَ تجاهلِ الموقفِ العربيِ برمتهِ في التعاطفِ ولوْ نسبيا أوْ إنسانيا معَ الحالِ الفلسطينيِ ، بدليلِ ما جرى منْ فضائع دمويةٌ وتوحشٌ مطلقٌ بحقِ قطاعِ غزةَ ، حتى بلغتْ رائحةَ الكراهيةِ كلَ الآفاقِ بالدعمِ المقدمِ لإسرائيل منْ البوارجِ ، وحاملاتُ الطائراتِ الحربيةِ وغيرها منْ القوةِ الذريةِ والنوويةِ ، لتكونَ حاضرةً عنْ قربِ حمايةٍ ومشاركةٍ لإسرائيل في عدوانها على القطاعِ ، وتثبيتا لوجودها ، وحمايةٌ للمصالحِ الاستراتيجيةِ لأمريكا وغبرها منْ دولِ أوروبا في المنطقةِ ، تكون أولَ مهامها الحربِ التي تمَ التوقيعُ على البدءِ بها ، لدفنِ فكرةِ المقاومةِ في القطاعِ والداخلِ الفلسطينيِ بعدَ أنْ أستعطفَ الصهاينةُ بؤسَ حالهمْ وما جرى منْ خسائرِ أعقابِ طوفانِ الأقصى وقدْ هيئوا للعالمِ وبنفسِ الطريقةِ والسيناريو الذي عملتْ عليهِ الماكينةُ السياسيةُ والإعلاميةُ الأمريكيةُ حينما ضخمتْ قدراتِ صدامْ حسين العسكريةِ ليكونَ لها الذريعةُ بدخولِ العراقِ غازيةً ومحتلةً ، وهوَ نفسِ المشهدِ الذي يتمُ عرضهُ أمامَ العالمِ اليومِ فيما يخصُ المقاومةَ في غزةَ على أنها تتعدى في توصيفها مقاومةً ، والتركيزُ على أنها أيدلوجيا لا يمكنُ القضاءُ عليها بما تمتلكهُ منْ منظومةِ الصواريخِ المتطورةِ وقوةُ عسكريةٌ ، وغيرُ ذلكَ منْ التهويلِ ، تمهيدا لقرارٍ استراتيجيٍ يبررُ القيامُ بعملٍ عسكريٍ شاملٍ لتدميرِ قوى وقوةِ المقاومةِ بالكاملِ أولاً ، ومنْ ثمَ بعدَ ذلكَ التفرغِ لتصفيةِ باقي قوى المقاومةِ في الداخلِ الفلسطينيِ حسبَ أولوياتِ جهازِ الشاباكْ والجيشِ الإسرائيليِ.
الصمتُ الدوليُ اليومِ يعززُ هيمنةَ الدولةِ اليهوديةِ الصهيونيةِ في تلِ أبيبَ التي لا تؤمنُ إلا بمخططِ التهجيرِ التوراتيِ الذي على الأقلِ بنظرِ المؤمنينَ منْ العربِ يرونهُ مزيفا وضربٍ منْ الوهمِ ، وتعتبرهُ أحلامُ اليهودِ الأسطوريةِ حقيقةً ستستكملُ قيامَ دولةِ شعبِ اللهِ المختارِ على حدِ زعمهمْ ، والتي ستقومُ على نقاءِ العرقِ اليهوديِ دونَ سواهُ .
وإذا استمرَ الصمتُ العربيُ فنحنُ حتما أمامَ إبادةٍ جماعيةٍ ممهورةٍ بالتنديدِ والشجبِ والاستنكارِ ، وتكريس للوجودِ الصهيونيِ الذي سيفرضُ نفسهُ في المنطقةِ ، ويتنقلَ منْ دولةٍ لدولةِ حسبِ طموحاتهِ التوسعيةِ ، وأحلامهُ التي يسعى لتحقيقها على الأرضِ ، وحينها تكونُ الصحوةُ متأخرةً ، ويكونَ ما جرى جرى في بلادِ العربِ أوطاني . . . منْ الشامِ للبغدانْ .