د.طلال طلب الشرفات
غزة في ضمائرنا نصراً وعزة وكبرياء، ومعاناة أهلها وجع يُدمي القلب ويفطر الفؤاد، وغطرسة المحتلين امتهان لقيم الحق والعدالة والإنسانية، ولعل توحّد الأردنيين والتفافهم حول قيادتهم نصرة لغزة وأهلها، وفلسطين وقدسها موقف يرتقي إلى مضامين الرفعة والرجولة والانتماء، وتحدٍّ لصلف الصهاينة ومحاولات التهجير.
قالها عميدنا وسنان الرمح في معركتنا: بوصلتنا فلسطين وتاجها القدس الشريف، ورددها الأردنيون بلسان الحسين الباني -طيب الله ثراه- وبملئ حناجرهم: القدس قدسنا، وستبقى لنا، ولن نتخلى عن ذرة من ترابها الطهور.
لا أحد يزاود على آخر في نصرة الأقصى وغزة، والجيش والأمن والمخابرات الأصدق قولاً، والأخلص عملاً. "ألا يَجهَلَن أَحَدٌ عَلَينا.... فَنَجهَلَ فَوقَ جَهلِ الجاهِلينا"، فالدولة الأردنية بقيادتها، وجيشها، ومؤسساتها، وهويتها الخالدة عنواننا وكفى.
لا راية تعلو فوق راية الوطن، والحناجر الصادقة المنتمية تكفي في ذرى العلم، وكل الذين يتنكرون لراية الوطن في مسيراتهم ووقفاتهم؛ هم وحدهم الذين تلعنهم القدس، وغزّة قبل عمّان، وكل الحناجر التي لا تهتف لفلسطين ووهج المقاومة وصمودها دون أن يكون الأردن الحبيب ومصالحه العليا بين الرمش منها والعين؛ هي حناجر موتورة، مستأجرة، مدانة ومنفلتة من عقال الوطنية الشريف.
العلم وشرف الرفعة الوطنية يستوجب أن نحفظ له قدسيته، والطرقات التي تُغلق صلفاً وخذلاناً من بعض ممن هم بين ظهرانينا هي شاهدة الوفاء الأردني الكبير، والرايات التي لا تعلوها راية الوطن الغالي؛ هي محض افتراء، وغياب وفاء، وكل الأصوات التي لا يظللها علم الأردن الغالي، ولا تصدح بالنبل الأردني تجاه غزّة الشَّرف هي فقاعات نكران لا يسمعها حرّ، ولا يكللها شرف، والقدس ومقدساته والأقصى الذي نهتف له هو في ذرى الهاشميين الأخيار دون منّة أو طمع.
مواقف القائد، والحكومة، والبرلمان تنسجم تماماً مع مواقف الشعب، ومحاولات الزحف نحو الحدود هي محض مزاودة، وإضرار بسيادة الدولة والتزاماتها، وأمن الوطن وتحدياته؛ فقد سبق أن زحفوا وعبثوا ولم يوصلوا رسالة، أو يحققوا مراداً إلا كما فعلوا البارحة في الرابية حيث يصدح بعضهم بالحق نصرة للأهل هناك، وثلة من البغاة الذين حرقوا وكسّروا وكانت بوصلتهم خدمة المحتل بقصد أو بدونه.
ساحات الوطن مشرعة للتعبير الصادق المنتمي في نصرة غزة الشامخة التي تحمل الباقيات من أحلامنا في كنس الاحتلال البغيض من بلادنا دون أن نؤذي الوطن، وصوتنا، وبوحنا، وحفظ هويتنا، وحماية سيادتنا هي جزء من مقاومة المؤامرات تجاه وطننا وقضيتنا، وكلنا بعد الأردن الحبيب فداء لفلسطين وغزة، وليلعن الله الطغاة الصهاينة الحاقدين، وطوبى للشهداء.
وحفظ الله وطننا الحبيب من كيد الكائدين.