النائب ذياب المساعيد / البادية الشمالية / خاص لـ القلعة نيوز
الموقف الان في الإقليم بل وفي العالم أجمع عنوانه غزة واحتمالاتها المفتوحة وفي مثل هذا الموقف ولأسباب عديدة متشابكة معقدة - سياسيه، عسكرية ، اقتصادية ، اجتماعية ، اصطفافات دولية متسارعة وانحياز غربي واضح ، وانجرار خلف شعارات ظاهررها غير باطنها - فإن البوصلة هنا يجب أن يكون لها ما يحكمها على مستوى الدول والشعوب والافراد.
فالمشهد بحركته وتفاصيله وجنون أحداثه ذاهب الى حيث لا نريد ، وقد تكون ( الحالة النهائية) إعادة ترسيم الجغرافيا ومحاصصة بين ( متناددين صوريا) يجعل النتائج وموازين القوى ليست في مصلحة الوطن والعرب والإسلام لأيام طويلة قادمة.
في مثل هذه المواقف تتقزم الحكمة ليس فقط أمام الجيوش وآلات الدمار بل وحتى أمام الخطابات والأصوات والجعجعة التي تدغدغ العواطف والمشاعر وتنكث الجروح والآلام، لتصل لاجندات مرسومة تضرب التاريخ والعقيدة وحاضر الأمة ومستقبلها، بعضها قد يكون اصوات صادقة انقادت لعاطفتها وامالها ولحلم آمنت به وإن كانت تعي أن موجباته لم تأن بعد، والبعض الآخر اصوات يصدح بها ( عدو بثوب صديق ) يتستر بشعار الدين والعقيدة، ويرفع عقيرة الصوت حد ملامسة الحرب ولا يدنوها فعلا ليؤجج الشعوب ويدفع نحو ( فوضى وطنية) تخلق حالة من عدم الثقة بالاوطان والقيادات وتضرب ايمان الأمة بنفسها ومقوماتها
وهي شعارات لا تهدف لاستثارة الشعوب والدول - حتى لتدير عنها حربا بالوكالة - بل هدفها العبث بالمنطقة لخلق الفرصة لاتمام ما بدأوه في غفلة من زمن عربي لم ينتبه الا وقد دمرت دول واستبيحت شعوب وعبثوا بالتاريخ والعقيدة، فها هي أفعالهم أفعال الاسود في لبنان وسوريا والعراق واليمن، ولكن عندما يصل الأمر حده وجده، يتسترون ( بالتقية ) ويلوذون ( بصمت الفعل ) وإن علا الخطاب والكلام والكذب، ليكون ذلك برهانا لنا - أن نصحوا - فهم يريدون محاسبتنا بسبب التاريخ ومظلومية يريدونها أيقونة تغذي الأجيال حقدا وغلا وكرها.
والاردن وبحكم موقعة الجيوسياسي، وانتمائه ومواقفه الوطنيه العروبية الإسلامية، والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، بحكم ذلك كله يتأثر حتما بل هو الأكثر شعورا وألما ووجعا بما يحدث الان في غزة، وما تقوم به دولة الاحتلال من مجازر وإبادة وقتل للنساء والأطفال والشيوخ، وتعنت يقتل كل بارقة أمل بالعودة لمسارات السلام الذي ( تمنيناه وتوهمناه) بينما حولته دولة الاحتلال بغطرستها وجرائمها المتكررة إلى ( هدنة) يخرقها وقتما تشاء.
الا انه - اي الاردن - وباركانه ومقوماته الرئيسيه:
قيادته الهاشمية العربية العروبية وبما تحمله من عبق التاريخ والعقيدة إرثا وثوابت نهج وسياسة و شعب أبي تأصل في وجدانه وروحه أن الأردن وطن فوق وقبل كل اعتبار، وان اردن قوي مستقل بقراره ولا هم له إلا أبناءه وأمته وقضيته الاول ( فلسطين ومقدساتها) هو الوطن الذي من دونه الروح والولد والمال وجيش عربي وأجهزة أمنية وطنية هم الساهرون القاهرون المرابطون الذين حطمت يقظتهم وعزيمتهم اماني كل خائب ودجال من اولئك الذين يبكون القدس دموع تماسيح، وأيديهم تعيث فسادا في دول عربية حولوها الى ( دول فاشلة ) وعيونهم ترنوا للمزيد . ٤. وفوق كل ذلك وعي وحكمة تمتن الجبهة الداخلية، يتماها فيها الموقف الرسمي والشعبي، وحركة وحراك سياسي دئوب محسوب يتطور مع الاحداث لتكون مصلحة الاردن العليا ونصرة الأهل في غزة بل والأمن القومي العربي هي محددات البوصلة وهي الهدف الأسمى والاجل.
والاردن بهذه الأركان المتماسكة الواعية والواثفة بربها ونفسها، والتي تعي أن هذه الأيام لها ما بعدها ، يعمل ليلا نهارا وبكل ما يملك من ثقل وعلاقات ومصداقية، عين على غزة واهلها ونصرتهم ووقف المجزرة، وتعرية اسرائيل دولة الإرهاب والدم، وان لا تذهب المنطقة إلى ما يريدون. وعين على من يبيع مفاتيح الجنة ويرسم طريقها عبر حدود ( الكرامة ) والتي ستبقى - بعون الله ثم همة النشاما - كريمة مصانة حصينة عصية.
حمى الله الاردن وطنا عزيزا حصينا عصيا على هنات الزمن وكيد من يتربصون
حمى الله قاىدنا المفدى وولي عهده الأمين ذخرا وسندا
حمى الله جيشنا العربي واحهزتنا الأمنية سورا منيعا لوطن يستحق منا كل تضحية وفداء