شريط الأخبار
العرموطي: قرار الكنيست بإلغاء قانون الأراضي الأردني "باطل" ويشكّل اعتداءً مباشرًا على الأردن اختفت عن الرادار الإسرائيلي والأمريكي .. الإعلام العبري يلاحق مقاتلة "سوبر" صينية في مصر مشهد خيالي لـ"جيش آلي" صيني يشعل جدلا عالميا "وادي الأردن": العمل جارٍ لإنشاء منطقة تنموية اقتصادية في وادي عربة وزير العدل:بدائل العقوبات نهج إصلاحي يعزز العدالة التصالحية مسؤول أميركي: نتنياهو يرى أشباحا في كل مكان الحيصة: علاقاتنا المائية مع سوريا في أفضل حالاتها استشهاد فتى برصاص الاحتلال في مدينة الخليل دعوى على إسرائيل في باريس بتهمة "عرقلة" عمل الصحافيين في غزة تركيا تعلن تعرض سفينة شحن لهجوم في البحر الأسود وزير العدل: أكثر من 14 ألف حكم بديل عن العقوبات السالبة منذ تطبيقها الحكومة تقيد في سجلاتها "عمرة" كأول ولادة لمدينة ذكية خضراء بالكامل وسط الصحراء مستقلة الانتخاب: جاهزون لاجراء الانتخابات البلدية المياه: حملة أمنية كبيرة قرب سد الكفرين لردم آبار مخالفة واعتداءات على مصادر المياه لغز النظارة السوداء.. لماذا يتمسّك فضل شاكر بارتدائها؟ اختراع جديد يعيد الأمل لفاقدي حاسة الشم 5 وصفات طبيعية لشد البشرة وتعزيز نضارتها .. أبل تعزز مزايا "Vision Pro" عبر تحديثات جديدة المالية النيابية تواصل مناقشة موازنات العدل والتنمية والزراعة والخارجية تركي آل الشيخ يزور استديوهات الحصن والقدية لمتابعة تحضيرات فيلم خالد بن الوليد

القطامين يكنتب: عورات السياسة القبيحة .. ما الذي يؤخر حلول الموت في غزة؟

القطامين يكنتب: عورات السياسة القبيحة .. ما الذي يؤخر حلول الموت في غزة؟

د. نضال القطامين

يقترب أتون المُقْتَتَل الدائر في غزة من شهره السادس، ولا ضوء في النفق الطويل ينتهي معه ما اعترى الناس من موت مغلّف بالجوع.


العالم صامت، ويد البطش التي تفتك بالأطفال وبالحضارة تسترسل في القتل، ولا أحد في امتداد هذا العالم السخيف المتواطىء، يجرؤ على التفريق بين جيش معبأ بمبادىء الصلف وقواعد المحرقة، وبين نساء وأطفال تنزل الصواعق والصواريخ والبراميل على رؤسهم في الوقت الي يتدافعوا فيه على طابور مذل لوجبة غذاء ولكيس دقيق.

توزع الولايات المتحدة مشروع قرار لهدنة في الشهر الفضيل الذي سيحل على الناس في غزة قريبا. ما الذي تخشاه واشنطن من حلول الصيام على شعب مشرّد جائع أضحى في غياب العدالة والمنطق هدفاً مباحا ومتاحا للقصف والقتل؟ من يحفل بقرار من مجلس الأمن وافقت عليه دول الفيتو أم خرقته بحق النقض الباطل ؟
لن يقرر نتنياهو ولا بن غفير ولا بقية الآثمين السفاحين، قبول الهدنة من عدمها حتى ترتوي أفواههم من دماء الأطفال والنساء، لن يذعن أحد في هيئة الحرب لكلام الدبلوماسية الواهن، ولن يقبل وقفاً لمجازره حتى يجف على شفاههم وأنيابهم الآسنة، لُعاب القتل وشهوة الدماء.

مؤكد أنهم لن يحفلوا بقرار ولا بغيره، هم في الواقع كمن وضع العالم كله في جيبه، ولم يعد يأبه بكل ساسته الذين تجردوا بشبهة وريبة من كل ما أشبعونا به كذبا وتدليسا.

لن تقف آلة الموت في غزة، حتى تستقيم لمرشحي الرئاسة في واشنطن دعائم اللوبي الصهيوني، ولن تصمت المدافع ولا الطائرات حتى يستيقن هولاكو تل أبيب أن ثارات السابع من اكتوبر قد هدأت وأن تأثيراتها المحتملة على حزبه وعلى حكمه وحياته السياسية والشخصية قد تلاشت. حين ذاك، سيجد القتلة ألف سبب وذريعة لوقف الموت ووقف الحرب.

لكنها الحرب، نارٌ مستعرة إذا ما نشبت في طرف الحقل المضطرب، ستلتهم الأخضر واليابس وسيشتعل الإقليم ويلتهب الحوض، ولن يكون حينها بوسع كل حقوق النقض ولا كل حلفاء تل أبيب، رتق الخرق، ولا حصار النيران.

هذا ما يقوله جلالة الملك كل يوم، وإن كان قد اجترح إرسال الممكن من المساعدات من السماء، بعد أن أحكمت السياسة إغلاق القطاع وعزله عن الدنيا، فقد فعل خيراً وقدم جهد الممكن، فيما يعلم أهل غزة المنصفون، أن هذه الإنزالات التي قادها الملك ونفّذها الجيش، إنما كانت رسالة واضحة الرؤية والهدف، أننا معكم ولستم وحدكم.
مقبول من دولة مثل الأردن أن تجترح ما يمكنها غوث الأهل في غزة، لكنه بالنسبة للدول التي تتفاخر بالدفاع عن حقوق الإنسان، وتملك قوة ضغط على دولة الإحتلال، ليس سوى جهد خجول، وهي تعلم أن العالم يعلم، أن حلول وقف الموت في القطاع المكلوم ممكنة، لكن الخوض في تبرير تأخيرها سيحدث مزيدا من عبث التداعيات..

ستتوقف هذه الحرب اللعينة يوما، لكنها ستكون قد نزعت في نتائجها كل الأقمشة البالية التي يستر بها العالم عوراته القبيحة….