ميساء أحمد المواجدة
من راقب مراحل العملية الانتخابية لمجلس النواب ال20 يدرك تماماً بأن الدولة الأردنية نجحت بإدارة العملية الانتخابية، وهو أمر حظي بإشادة المراقبين الدوليين.
حصول حزب جبهة العمل الإسلامي على 31 مقعداً في مجلس النواب، شكّل 22 بالمئة من مجموع عدد مقاعد المجلس التي تبلغ 138 مقعداً.
حصول هذا الحزب على هذا الرقم هو في الواقع أقل من نسبة حصولهم على المقاعد مقارنة بانتخابات مجلس نواب عام 1989؛ إذ حصلوا فيه على 22 مقعداً؛ أي ما نسبته 25 بالمئة إذا ما أخذ بالاعتبار بأن عدد مقاعد المجلس في ذلك الوقت كان 80 مقعداً !
حصد الإخوان المسلمين من خلال ذراعهم السياسي على 17 مقعداً ضمن القائمة الحزبية، و14 مقعداً ضمن القوائم المحلية، من بينهم 8 سيدات، وهو أقصى ما يمكن الحصول عليه من مقاعد في البرلمان.
كما أن النتائج بينت أن نسبة المشاركة في الانتخابات للعاصمة عمّان كانت كما هي في الانتخابات السابقة، وهي نسبة ليست مرتفعة مقارنة بمجموع عدد الناخبين في العاصمة عمّان؛ وهو ما يعود إلى اهتمام أهالي عمان من أصحاب المال في انتخابات الغرفة الصناعية والأخرى التجارية.
وبلغت نسبة الاقتراع في الانتخابات النيابية 32.25%؛ إذ بلغ عدد المقترعين 1638351 من أصل 5.080858 مليون ناخب وناخبة، ممن يحق لهم الانتخاب والمسجلين في السجلات النهائية للدوائر الانتخابية في المملكة.
ومن النتائج التي يمكن ملاحظتها بأن نسبة الاقتراع في الانتخابات الحالية ارتفعت بزيادة 250640 صوتاً مقارنة في الانتخابات النيابية التي سبقتها وبنسبة تصل إلى نحو 18%، في وقت ارتفعت فيه نسبة الذين يحق لهم المشاركة في الانتخابات مقارنة بانتخابات عام 2020.
ومن الملاحظات المهمة في العملية الانتخابية أن نسبة المقترعين من الذكور بلغت 52% فيما بلغت 48% من الإناث، في وقت شهدت الانتخابات تراجع بمشاركة الإناث. جرت الانتخابات التي ترشح لها 1634 مترشحاً ومترشحة للدوائر المحلية والعامة (الحزبية)؛ في أجواء من النزاهة والشفافية.
وترشح للقائمة العامة، ضمن القوائم الحزبية والتحالفات الحزبية، 697 مترشحاً ومترشحة، بواقع 505 من الذكور، و192 من الإناث، في حين بلغ عدد المترشحين في الدوائر المحلية 937 مترشحاً ومترشحة، من بينهم 747 مترشحاً من الذكور، و190 من الإناث.
كما شهدت الانتخابات شذرات وجب الإشارة اليها، فمجلس النواب العشرين سيكون عدد اعضائه 138 نائبا من بينهم 41 نائباً جاءوا ضمن كوتا خصصت للأحزاب، كما أن عدد السيدات البرلمانيات سيرتفع في مجلس النواب .
كما شهدت الانتخابات مفارقة إذ أن اكبر دائرة محلية على مستوى المملكة والذي يبلغ عدد الناخبين فيها بحدود 850 الف ناخب وناخبة وهي الدائرة الثانية في عمان، حصلت على أدنى نسبة تصويت على مستوى المملكة اذ لم تتجاوز النسبة 19% من عدد الناخبين.
وافرزت النتائج عودة عدد من النواب من مجلس التاسع عشر، كما عاد نواب شاركوا في مجالس سابقة، واستطاع الدكتور إبراهيم الطراونة حصد مقعد له وهو الوحيد الذي استقال من عضوية مجلس الاعيان لخوض الانتخابات النيابية، كما تم تجديد دماء السيدات في المجلس السابق، وارتفع عدد النواب المسيحيين في المجلس الى 10 نواب وحصلت سيدة على المقعد في القائمة الحزبية من خلال التنافس، وليس عبر الكوتا النسائية.
أفرزت انتخابات المجلس فوز عدد لا بأس به من المهنيين سواء أطباء أو أطباء أسنان أو محامين أو صحافيين أو مهندسين، أو معلمين، كما كان نصيب لمتقاعدين عسكريين في الحضور.
كما تمكنت 27 امرأة من الوصول إلى مجلس النواب العشرين بعد إعلان الهيئة المستقلة للانتخاب اعتمادها "النتائج الأولية" للانتخابات البرلمانية 2024 "نتائج نهائية" في رقم يشكل "ضعف عددهن" تقريبا مقارنة مع المجلس السابق في 2020.
ووصلت هؤلاء النساء إلى البرلمان عبر الدائرتين العامة (9 نساء) والمحلية (18 وجميعهن على مسار المقاعد المخصصة للنساء "الكوتا"). فوز 27 امرأة في الانتخابات "يشكل تقريبا ضعف عدد المقاعد التي كانت موجودة في مجلس النواب السابق" في 2020 وكان عددهن 15 نائباً بعد إعلان نتائج الانتخابات حينها لكن العدد ارتفع إلى 18 بعد التحاق 3 نائبات جدد لاحقا لظروف مختلفة في المجلس التاسع عشر.
وفي الانتخابات البرلمانية للمجلس النواب العشرين، بلغت نسبة المقترعات من النساء 47.8%. وفاز 104 حزبيين بمقاعد في مجلس النواب منهم 41 على القائمة الحزبية و63 على القوائم المحلية. كما أن نسبة المقترعين من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما بلغت 43.5% من إجمالي عدد المقترعين.
كما أن عدد الفائزين في الانتخابات ممّن تقل أعمارهم عن 35 عاما، 6 بينهم 3 في القائمة العامة وعدد مماثل في القائمة المحلية.