
مكتب الدوام في المنظمات الحديثة من حراسة البصمة إلى إدارة الوقت بذكاء"
القلعة نيوز
الدكتور محمد الطحان
مكتب الدوام هو الجهة الإدارية المسؤولة عن تنظيم وتتبع حضور وانصراف الموظفين، وضمان الالتزام بساعات العمل الرسمية وفق أنظمة وسياسات المؤسسة.
في المنظمات الحديثة والذكية، لم يعد مكتب الدوام مجرد "سجل توقيع" أو "جهاز بصمة"، بل أصبح نظاماً متكاملاً يعتمد على التكنولوجيا وتحليل البيانات لدعم القرارات الإدارية وتحقيق الانضباط مع الحفاظ على مرونة بيئة العمل.
من المهام الرئيسية لمكتب الدوام في المنظمات الرائدة والحديثة إدارة أنظمة الحضور والانصراف و تشغيل وصيانة أجهزة البصمة أو التطبيقات الذكية بالاضافة الى ربط البيانات بأنظمة الموارد البشرية مباشرة.
كذلك متابعة الالتزام بساعات العمل و تسجيل حالات التأخير والانصراف المبكر والغياب وإرسال تقارير دورية للإدارة. بالاضافة الى تقديم الدعم الفني والإرشادي للموظفين معالجة مشاكل البصمة أو التسجيل.
هل من المنطق إغلاق باب البصمة في أوقات محددة واعادة فتحها في اوقات اخرى في المنظمات الحديثة ؟
في بعض المؤسسات، يتم إغلاق جهاز البصمة بعد مرور ساعة من بداية الدوام، ثم يُعاد فتحه لاحقًا، وهذا يُعد خطأ إداري كبير. في المنظمات الحديثة، هذا الأسلوب غير منطقي للأسباب التالية:
- فقدان المرونة : الموظف قد يتأخر لأسباب طارئة (ازدحام، ظروف عائلية، طقس سيئ)، ومنع تسجيل الحضور يزيد من التوتر ويخلق بيئة غير مشجعة.
- غياب العدالة في المحاسبة: بعض الموظفين قد يلتزمون بالحضور المتأخر لكن يُحرمون من تسجيل وقتهم الفعلي.
- إمكانية القياس الآلي الأنظمة الذكية قادرة على تسجيل التأخير تلقائياً ومحاسبة الموظف بناءً على الوقت الفعلي، دون الحاجة لإغلاق المكتب .
وختامآ:
لا ينبغي أن يقتصر دور مكتب الدوام على مجرد مراقبة أجهزة البصمة، فهذا أسلوب قديم لا يطبق حتى في المؤسسات المتهالكة إداريًا. الأفضل هو إبقاء نظام البصمة مفتوحًا طوال ساعات العمل، مع متابعة دقيقة لأي تأخير أو غياب بناءً على السجلات الفعلية. بهذا الشكل نضمن الشفافية، ونقلل الاحتكاك بين الإدارة والموظفين، كما نمنح المرونة للتعامل مع الظروف الاستثنائية بشكل عادل ومتوازن.