القلعة نيوز: كتب / قاسم الحجايا
على امتداد تاريخ هذا الأردن العظيم ، الكبير بأهله وقيادته ، كان وما زال عروبيا مخلصا لأشقائه من محيطهم حتى خليجهم ، وهو الذي لم يتوانى يوما عن نصرة كل مظلوم ، والذي يقف دوما إلى جانب الحقوق العربية ، مدافعا صلبا عنها ، لا بل ويحملها لمختلف محافل العالم وكأنها قضيته .
وتمثّل القضية الفلسطينية شأنا داخليا أردنيا ، هي قضية كل أردني ، يدرك معنى فلسطين والقدس ، عاصمة العرب والمسلمين الروحية ، والتي على درجات مسجدها الأقصى سالت دماء الملك المؤسس عبد الله الأول ، الذي حمل راية الدفاع عن فلسطين حتى توفاه الله في القدس ذاتها .
وخلال الحرب الصهيونية على غزة وشعبها ، وقف الأردن بصلابة في وجه العدوان ، وطالب منذ اللحظة الأولى بوقف العدوان الهمجي وحرب الإبادة ، واستمر في نقل صورة ما يحدث للعالم أجمع ، من خلال جولات جلالة الملك في مختلف عواصم القرار العالمي أو من خلال مواقف الحكومة والشعب التي يمثلها وزير الخارجية الذي مثّل قلقا كبيرا لليمين الصهيوني المتطرف .
وحين يقدّم الأردن المساعدات ، فهذا واجبه ، فنحن الأقرب للشعب الفلسطيني ، نحن السند الحقيقي والداعم المستمر له ، ومن ينكر ماقام به الأردن منذ اليوم الأول ، فهو بالتأكيد يخضع لأجندة مشبوهة لا تختلف عن الأجندة الصهيونية التي أقضّ مضجعها التحرك الأردني في كل اتجاه .
وحين يكون الجحود ممن يرون في أنفسهم قادة من قيادات الشعب الفلسطيني ، فهذا نكران للجميل ، لا يمكن قبوله أبدا ، وهم يعلمون كم هي التضحيات الأردنية في سبيل فلسطين وأرضها وشعبها ومقاومتها ، وهم لا يرون إلّا من تحت أقدامهم ، وحسب الإرشادات والأوامر التي يتلقونها ، وهذا بات واضح للعيان .
الأردن لا يحتاج لشهادات من أي كان ، فشعبنا الفلسطيني في غزة يعرف الأردنيين جيدا ، ويدرك عظمة قيادته التي لم تتخلى عنه لحظة ولن تفعل أبدا ، مهما ارتفع صوت الأبواق الرخيصة التي بات صوتها مزعج للفلسطيني نفسه قبل الآخرين .