![ورقة عمل استشارية إعادة إعمار غزة وقضية التهجير](/assets/2025-02-11/images/393782_1_1739270262.jpg)
القلعة نيوز:
اعداد المهندس المدني
احمد عبدالباسط الرجوب
مقدمة
أثار تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول تهجير سكان غزة وإعادة إعمار القطاع تحت إشراف الولايات المتحدة موجة واسعة من ردود الأفعال الدولية. حيث اعتبر البعض أن هذا الطرح يمثل حلاً عمليًا لإنهاء الأزمة، بينما رفضته دول ومنظمات حقوقية باعتباره انتهاكًا لحقوق السكان الفلسطينيين في البقاء على أرضهم. وبينما تتباين المواقف الدولية حول هذا الملف، يبقى السؤال الأهم: كيف يمكن إعادة إعمار غزة دون المساس بحقوق أهلها؟
تعاني غزة من تحديات كبيرة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، مما يتطلب حلولاً عملية ومستدامة تضمن بقاء السكان في أرضهم وتعزيز صمودهم. يهدف هذا المقترح إلى تقديم حلول تنموية تسهم في إعادة الإعمار، إضافة إلى استخدام الأدوات القانونية الدولية لمنع أي محاولات للتهجير القسري.
الأهداف:
1. دعم استقرار سكان غزة عبر مشاريع تنموية توفر فرص عمل وتحسن جودة الحياة.
2. تعزيز جهود إعادة الإعمار بشكل يتناسب مع احتياجات السكان.
3. استثمار الموارد الطبيعية، مثل السواحل، لإنشاء مشاريع اقتصادية تعود بالفائدة على سكان غزة.
4. استخدام الضغط القانوني الدولي لحماية حقوق السكان ومنع أي مخططات تهجير قسري.
محاور المشروع:
1. المشاريع التنموية وإعادة الإعمار:
o إطلاق مشاريع بنية تحتية حديثة تدعم الاقتصاد المحلي.
o بناء وحدات سكنية مستدامة للأسر المتضررة.
o تطوير مشاريع زراعية وصناعية لتعزيز الأمن الغذائي.
o تنفيذ مشاريع للطاقة البديلة مثل الطاقة الشمسية لتحسين استدامة الموارد.
2. المشاريع الاستثمارية على الساحل المقترح:
o إنشاء مناطق استثمارية على الساحل المقترح قبالة غزة لدعم الاقتصاد المحلي.
o تطوير مشاريع سياحية صديقة للبيئة توفر فرص عمل جديدة.
o إقامة مناطق صناعية حرة تساهم في زيادة الإنتاج المحلي والصادرات.
3. مشروع شاطئ الاستجمام لسكان غزة:
o تخصيص شاطئ خاص لأهل غزة للاستجمام والترفيه.
o تطوير مرافق سياحية وبنية تحتية داعمة تضمن راحة السكان.
o تعزيز السياحة الداخلية لرفع مستوى المعيشة.
4. الضغط القانوني الدولي:
o توثيق الانتهاكات التي تستهدف تهجير السكان قسريًا.
o التعاون مع المنظمات الحقوقية الدولية لرفع القضايا القانونية لحماية حقوق سكان غزة.
o تقديم تقارير دورية إلى الجهات المعنية لضمان المتابعة القانونية المستمرة.
الأولويات:
1. القطاع الصحي:
o إعادة بناء وتشغيل المستشفيات والمراكز الصحية.
2. قطاع المياه:
o إعادة تشغيل وصيانة محطات وآبار مياه الشرب وتأمين نوعية مياه صحية.
3. قطاع الصرف الصحي:
o إعادة إنشاء خدمات الصرف الصحي للحفاظ على الصحة العامة ومنع انتشار الأمراض.
النتائج المتوقعة:
تعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي لسكان غزة.
الحد من البطالة من خلال المشاريع التنموية والاستثمارية.
تأمين سبل العيش الكريم وتحسين البنية التحتية.
رفع مستوى الوعي الدولي حول قضايا سكان غزة ومنع أي مخططات تهجير.
أولًا: إعادة إعمار غزة واستغلال الركام في التنمية
تتمحور الفكرة حول تقسيم غزة إلى محافظات (التسميات الحالية)، بحيث يتم توزيع أعمال إعادة الإعمار بين عدة شركات. أما الركام الناتج عن الحرب، فيمكن الاستفادة منه بعدة طرق:
1. ردم البحر المقابل لشاطئ غزة: يتيح ذلك زيادة المساحة العمرانية، كما حدث في مشاريع ناجحة مثل اللؤلؤة ولوسيل في قطر، وكاسر الأمواج في أبوظبي.
2. اعادة تدوير ركام المنازل الاسمنتية واستخدامها في اعمال البناء.
3. إعادة تدوير الحديد المستخرج من الأنقاض: يمكن استخدامه في صناعة الحديد عبر عمليات التدوير، مما يعزز الاقتصاد المحلي.
4. تحويل المناطق المستصلحة إلى مشاريع استثمارية: تشمل مناطق سكنية، تجارية، ومساحات ترفيهية، مما يخلق فرص عمل ويعيد تنشيط الاقتصاد.
هذا المشروع يتطلب دراسات جيولوجية وهندسية لضمان استقرار التربة وسلامة المناطق الجديدة، بالإضافة إلى دعم دولي من الجهات المانحة مثل الاتحاد الأوروبي والدول العربية.
ثانيًا: قضية تهجير أهل غزة
هناك ضرورة لتثبيت سكان غزة في أرضهم، حيث يشكل التهجير خطرًا سياسيًا وإنسانيًا. الأبعاد الرئيسية لهذا الملف هي:
1. البعد القانوني:
o تشريعات الأمم المتحدة تحمي حقوق الشعوب في البقاء في أراضيها.
o القوانين الدولية تجرم التهجير القسري باعتباره انتهاكًا لحقوق الإنسان.
o التجربة التاريخية لنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، والذي انتهى مع نيلسون مانديلا، تؤكد أن الحلول العادلة تقوم على التعايش وليس التهجير.
2. البعد الإنساني:
o التهجير يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وزيادة معاناة السكان.
o اللاجئون يواجهون تحديات كبيرة في الدول المستقبلة، من فقدان الهوية الوطنية إلى صعوبات اقتصادية واجتماعية.
o الاستقرار لا يتحقق بترحيل السكان، بل بضمان حقوقهم وتوفير سبل العيش الكريم في وطنهم.
المخاطر المحتملة التي قد تعيق إعادة الإعمار:
1. ضرورة التأكد من أن الركام لا يحتوي على مواد سامة تؤثر على نوعية المياه عند تحليتها وكذلك التأثيرات على الحياة البحرية.
2. مراقبة جودة المياه وأخذ عينات دورية من الرواسب البحرية وفحص التنوع البيولوجي.
3. وضع خطة لإزالة القنابل التي لم تنفجر لضمان سلامة السكان.
4. معالجة تدهور الأراضي الزراعية وإعادة تأهيل البساتين والحقول الزراعية وقطاع الثروة الحيوانية.
5. تنفيذ خطة لإعادة تأهيل المجتمع، وخاصة الأطفال، من صدمة الحرب.
الخلاصة:
o يمثل هذا المقترح خارطة طريق لتنمية مستدامة تحمي حقوق سكان غزة، وتوفر لهم فرصة العيش بكرامة. من خلال الجمع بين المشاريع الاقتصادية والضغط القانوني الدولي، يمكن ضمان بقاء السكان في أرضهم وتعزيز صمودهم، بما يساهم في إعادة الإعمار وتحقيق تنمية مستدامة.
التوصيات:
o تكثيف الجهود الدبلوماسية لحشد الدعم الدولي لإعادة الإعمار.
o إنشاء تحالف عربي ودولي لضمان تنفيذ خطة إعادة الإعمار بشكل عادل ومستدام.
o متابعة المسار القانوني عبر المحاكم الدولية لمحاسبة الجهات المسؤولة عن الدمار.
o هذه الاستراتيجية توفر رؤية متكاملة تجمع بين التنمية والضغط القانوني لضمان حقوق سكان غزة وتعزيز صمودهم في أرضهم.
o ضمان بقاء السكان في أرضهم: يجب التركيز على الحلول التي تضمن استقرار سكان غزة، سواء عبر مشاريع تنموية تدعم إعادة الإعمار أو من خلال تحركات قانونية على المستوى الدولي لمنع أي محاولات للتهجير القسري.
o الضغط القانوني الدولي: يتعين على السلطة الفلسطينية والمنظمات المجتمعية رفع قضايا في المحاكم الدولية لإجبار إسرائيل والولايات المتحدة على تحمل المسؤولية القانونية والمالية عن إعادة إعمار غزة، نظرًا لدورهما المباشر في تدمير القطاع.
o التجارب العالمية: تؤكد تجارب النزاعات الدولية أن الحلول العادلة والمستدامة تقوم على ضمان الحقوق وليس التهجير القسري، مما يستدعي تحركًا قانونيًا وسياسيًا لحماية حقوق الفلسطينيين.
آلية التنفيذ:
o تمتلك الدول العربية القدرة على تنفيذ خطة إعادة الإعمار خلال فترة تتراوح بين 5 إلى 7 سنوات، في حال تقسيم القطاع وفق المحافظات الرئيسية.
o يتم إسناد عمليات الإعمار إلى شركات متعددة في كل محافظة لضمان سرعة التنفيذ وكفاءته، مع وضع رقابة فنية ومالية لضمان تحقيق أعلى معايير الجودة والشفافية.
o إنشاء صندوق عربي ودولي مخصص لإعادة إعمار غزة، بإشراف لجنة متخصصة لضمان توجيه الأموال بشكل فعال ومتابعة مراحل التنفيذ.
o تعزيز الاستثمار في مشاريع البنية التحتية والقطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم والطاقة، لضمان تحقيق تنمية طويلة الأمد.
باحث ومخطط استراتيجي
والله ولي التوفيق،،،