شريط الأخبار
الفايز: التقدم في أي دولة بوابته الأساسية التعليم الهيئة الخيرية ترد على ادعاءات موقع إلكتروني بلندن وتؤكد شفافيتها ودعمها لغزة زعماء العالم يهنئون بابا الفاتيكان الجديد إعلام إسرائيلي: ترامب يقرر قطع الاتصال مع نتنياهو الملك يبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي مع شركات من ولاية تكساس الكاردينال الأمريكي روبرت فرنسيس بريفوست بابا جديد للفاتيكان الملك يصل إلى تكساس في زيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية العين الساهرة تمنع أكثر من 105 آلاف جريمة مخدرات خلال 4 سنوات الأمير رعد بن زيد يرعى إطلاق مشروع "محاربة فقدان البصر في الأردن" الأردن يوقع مع ليسوتو بيان مشترك لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين العيسوي يستقبل 400 من شيوخ ووجهاء وشباب ونساء من مختلف المحافظات اجتماع بالعقبة لبحث مستجدات مشروع ميناء الشيخ صباح لتأمين الغاز الطبيعي ولي العهد: رحلة مثمرة إلى اليابان ولي العهد يعقد عددا من اللقاءات الاقتصادية في طوكيو رئيس "النواب" يلتقي وفدا من مؤسسة "كونراد أديناور" الألمانية مكافحة المخدرات تحبط محاولة شخصين من جنسية عربية تصنيع مادة الكريستال المخدرة داخل الأردن الجيش يحبط محاولة تسلل وتهريب مخدرات من سوريا ولي العهد يبحث مع رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي توسيع التعاون الاقتصادي والتنموي العيسوي يرعى توقيع اتفاقيات لتنفيذ المرحلة الثانية لمبادرة عربات الطعام رئيس الوزراء يستقبل رئيس مؤسسة كونراد أديناور الألمانية

ترامب وماسك: بين صعود القوة وانحدار الإمبراطورية الأمريكية

ترامب وماسك: بين صعود القوة وانحدار الإمبراطورية الأمريكية

ترامب وماسك: بين صعود القوة وانحدار الإمبراطورية الأمريكية

احمد عبدالباسط الرجوب

قبل 248 عامًا، وتحديدًا في يوليو 1776، وُلدت الولايات المتحدة الأمريكية كدولة "مصنّعة"، نشأت على اغتصاب حقوق الآخرين وإبادة الملايين من البشر. منذ تأسيسها وحتى اليوم، استمرت هذه الدولة في فرض هيمنتها العالمية بالقوة، متجاوزة كل الحدود الإنسانية والأخلاقية. وإلى جانب سياساتها الاستعمارية، أنفقت الملايين على إعادة تشكيل البنية الاجتماعية والطبيعية للبشر، بما في ذلك دعم وتحفيز التغيرات في المفاهيم المجتمعية، ومنها ما يتعلق بالهوية الجنسية، في إطار رؤيتها الليبرالية.

ورغم ذلك، لا بد من التمييز بين وجهين للولايات المتحدة:

1. الإمبراطورية التكنولوجية والاقتصادية: فهي دولة الشركات والاستثمارات، التي استثمرت في الابتكار والتكنولوجيا والتعليم، ما جعلها قوة محورية عالميًا، لكنها تختلف عن الدول الأخرى التي تطورت تاريخيًا عبر تتابع الحقب الزمنية.

2. القوة المهيمنة عالميًا: فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، أصبحت الولايات المتحدة اللاعب الرئيسي في زعزعة الاستقرار العالمي، بافتعال الحروب والصراعات واحتلال الدول، مما جعلها مصدر قلق دائم للمجتمع الدولي.

أما فيما يتعلق بدونالد ترامب، الذي يمكن وصفه بأنه "إعصار سياسي"، فقد أطلق خلال فترة رئاسته مبادرات مثيرة للجدل شملت كندا، قناة بنما، جزيرة جرينلاند، وقطاع غزة الفلسطيني. لم يكن ترامب سوى محرك للضجيج الإعلامي، مستخدمًا تصريحاته لفرض أجنداته السياسية.

وبالنظر إلى غزة، هذه البقعة الصامدة رغم الخراب الذي حل بها نتيجة العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا، فقد برزت في خطط ترامب كهدف لمشروع "التهجير القسري"، حيث تصور تحويلها إلى "ريفيرا" شبيهة بالريفيرا الفرنسية، دون أدنى اعتبار لمعاناة أهلها الذين قدموا أكثر من 50 ألف شهيد و150 ألف جريح ومعاق جراء آلة الحرب الصهيونية. هذا المشروع، الذي يتماشى مع رؤية يوآف جالنت الذي وصف أهل غزة بـ"الحيوانات البشرية"، يعكس العقلية الاستعمارية الحديثة التي تهدف إلى اجتثاث السكان الأصليين وفرض واقع جديد يخدم المصالح الصهيونية والأمريكية، غير عابئين بحقوق الفلسطينيين في أرضهم التي صمدوا فيها رغم كل المحن.

واليوم، يثار التساؤل: هل تعيش أمريكا مرحلة "شيخوخة القوة" كما حدث مع الاتحاد السوفيتي؟ وهل يمكن أن تسرّع عودة ترامب وإيلون ماسك في انهيارها؟

الولايات المتحدة: بين قوتها وضعفها

1. إمبراطورية التكنولوجيا والاستثمار

- تعد أمريكا قوة اقتصادية وعلمية رائدة في مجالات التكنولوجيا، التعليم، والاختراعات.

- قامت على أساس الشركات العملاقة والاستثمارات الضخمة، مما جعلها مركزًا للابتكار العالمي.

- تختلف عن الدول التقليدية التي نشأت عبر حقبات تاريخية طويلة، فهي "دولة مصنّعة" تطورت بسرعة بفعل الرأسمالية.

2. قوة عالمية مصدّرة للصراعات

- تدخلاتها العسكرية والسياسية جعلتها مصدرًا لعدم الاستقرار في العديد من مناطق العالم.

- افتعال الأزمات والحروب والتدخل في شؤون الدول الأخرى سمة أساسية لسياستها الخارجية.

- بعد الحرب العالمية الثانية، تحولت إلى شرطي عالمي، لكنها تواجه اليوم تحديات تهدد هذا الدور.

عودة ترامب وتأثيرها على الولايات المتحدة

1. تصاعد الاستقطاب الداخلي

- سياسات ترامب الشعبوية قد تؤدي إلى تفاقم الانقسامات بين الأمريكيين، مما قد يضعف استقرار البلاد.

- زيادة نفوذ الجماعات المتطرفة قد يؤدي إلى إضعاف المؤسسات الديمقراطية الأمريكية.

2. تراجع الدور الدولي لأمريكا

- سياسة "أمريكا أولاً" قد تؤدي إلى انسحاب الولايات المتحدة من تحالفات واتفاقيات هامة، مما يضعف نفوذها.

- قد تستغل قوى مثل الصين وروسيا هذا الفراغ لتعزيز دورها العالمي.

3. مخاطر اقتصادية متزايدة

- زيادة الديون العامة نتيجة التخفيضات الضريبية الكبيرة وزيادة الإنفاق العسكري.

- تبني سياسات اقتصادية غير متزنة قد يعرض الاقتصاد الأمريكي لأزمات أعمق.

إيلون ماسك: هل يمكن لرجل الأعمال أن يدير دولة؟

1. إيجابيات محتملة:

- قد يساهم في تسريع الابتكار التكنولوجي والطاقة المستدامة.

- إمكانية تقليل البيروقراطية الحكومية.

2. مخاطر كارثية:

- توجهه نحو خصخصة القطاعات الحيوية قد يؤدي إلى تعميق الفجوة بين الطبقات الاجتماعية.

- إدارته للدولة بمنهج "الشركة" قد يؤدي إلى فقدان الثقة بالنظام السياسي الأمريكي.

- قرارات قد تخدم الشركات الكبرى على حساب المواطنين العاديين.

هل تواجه الولايات المتحدة خطر الانهيار؟

ليس من الضروري أن تنهار الولايات المتحدة كما حدث مع الاتحاد السوفيتي، لكنها تواجه مرحلة ضعف طويلة قد تستغلها القوى المنافسة. الجمع بين ترامب (المثير للجدل سياسيًا) وماسك (المثير للجدل اقتصاديًا) قد يعجل من فقدان أمريكا لنفوذها العالمي، ويدفعها نحو اضطرابات داخلية تهدد استقرارها.

الخاتمة

بينما تستمر الولايات المتحدة في لعب دور القوة العظمى، فإن سياساتها الداخلية والخارجية قد تحدد مستقبلها. عودة ترامب إلى الحكم ومنح ماسك نفوذًا واسعًا قد يؤدي إلى تحولات جذرية، بعضها قد يكون مفيدًا، لكن البعض الآخر قد يكون مدمرًا. هل ستتمكن أمريكا من إعادة التوازن، أم أن هذه الأحداث ستدفعها نحو التراجع؟ الأيام القادمة ستكشف لنا الإجابة.

باحث ومخطط استراتيجي