شريط الأخبار
الرواشدة : العلاقات الثقافية الأردنية العُمانية لها ارث تاريخي مصادر: واشنطن تضغط على لبنان لإصدار قرار رسمي ينزع سلاح حزبالله الاستخبارات الروسية: أميركا وبريطانيا تبحثان آفاق استبدال زيلينسكي تل أبيب ردًا على بريطانيا: مكافأة لحماس الملك يهنئ العاهل المغربي بذكرى الجلوس على العرش وزير الخارجية يثمن اعلان بريطانيا عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية الأردن يرحب بإعلان رئيس الوزراء البريطاني عزم بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية السفير العضايلة يلتقي رئيس جامعة القاهرة ويحضر تخريج الطلبة الأردنيين بكلية طب الأسنان الملك يعود إلى أرض الوطن وزير الخارجية يؤكد أهمية مؤتمر حل الدولتين لدعم حقوق الشعب الفلسطيني ترحيب فرنسي بإعلان بريطانيا عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية "الجرائم الإلكترونية" تحذر من حسابات تستخدم الذكاء الاصطناعي لانتحال صفة شخصيات عامة بيب غوارديولا يوجه رسالة مؤثرة للعالم بسبب فلسطين صندوق النقد الدولي يرفع توقعات النمو العالمي لـ2025 مع تحذيرات من مخاطر تصريح ماكرون حول أوكرانيا يتسبب بموجة غضب في فرنسا صدور حكم نهائي في النزاع القانوني بين عبد الله السعيد والأهلي "تفاؤل حذر".. تقرير لصندوق النقد الدولي يوضح آفاق نمو الاقتصاد المصري محكمة روسية تفرض غرامة بقيمة 6 ملايين روبل على "تيك توك" لعدم التزامها بالقانون "كأنه قديس يخوض معركة نبيلة".. أسطورة الكرة الأمريكية لالاس يشن هجوما لاذعا على ميسي ولي العهد يفتتح مركز الصحة الرقمية الأردني في السلط

الشرفات يكتب: كي لا تكون خيانة الوطن وجهة نظر !

الشرفات يكتب: كي لا تكون خيانة الوطن وجهة نظر !
د.طلال طلب الشرفات
حديثُ جلالة الملك مع رفاقِ السِّلاح من المتقاعدين العسكريين، والغضبُ الهاشمي "الممزوج بالحزنِ والإدانةِ" الذي تَبدّى على مُحيَّاه السَّامي يُميط اللثامُ عن مشروعيةِ التَّحذيرِ الدائمِ من مخاطرِ أعداء الدَّاخلِ الذين لا يَرقبونَ في الوطن إلّاً ولا ذمَّة؛ في وقت يشهد الوطن أخطرَ مراحلِ الاستهدافِ، ومحاولات تقويض السِّيادة الوطنيَّة، ومؤآمرات التَّهجير.

مظاهرُ الاستجداء، والعلاقاتُ المشبوهة مع السَّفارات، ومراكز الرَّصد الأجنبي؛ سلوك "وضيع" يُثير التَّقيؤ والاشمئزاز، ويُوقِعُ اللوم على الدَّولةِ ومؤسساتها؛ لتباطؤ اجتثاث هؤلاء من المشهدِ العامِ في أوقاتٍ مبكرةٍ من بروزِ سلوكهم المُشين، والقوى والأشخاص الذين يتلقونَ أوامر من خارجِ الوطن؛ هم مجرمون بحق الدولة والدستور، والشُّروع بمحاكمتهم العادلة والحازمة واجب لا يعلو عليه واجب، وضرورة لا يُخلطها ريب.

الخيانةُ ليستْ وجهةُ نَظر، والمكانُ الطبيعيُ لهؤلاء السُّجون التي تلجم ضلالهم، والقبور التي تئد خياناتهم حال ثبوت اقترافهم لتلك الجرائمِ، والأردنُ الذي بُنِيَ بالصَّبرِ، ودماء الشهداء، وتضحيات البُناة الأوائل، وعرق الأردنيين المُكلل بالكرامةِ والشَّرفِ الوطني لا يقبلُ ترابهُ المُقدس أن يطأهُ العملاءُ، والخونةُ، ودُخلاءُ الدَّار؛ فألفُ عدوٌ خارج البيت، ولا واحد داخله.

في فقه وقيم الأحرار يتقدم الشَّرف الوطني على الشَّخصي، وغياب الشَّرف يعني الانزلاق نحو مساحات الانحدار، و"الخِسَّة"، والعَمالة، والنَّقيصة، والشَّعوب التي تقبل أنْ يكونَ بين ظهرانيها أحد من هؤلاء؛ هي شعوب خائرة مُنهكة مُستكينة ركنت إلى الدِّعة، والذُّل، والخنوع، وهذا ما ليس بشعب هم أحفاد الكرامة، وباب الواد، والسَّموع ينتفضون كالبركان عندما يُحل بالوطن خطر أو ضيم.

لا أستطيع أن أجزم بمن قصدهم البوح الملكي الغاضب والسَّامي، وتلك مسؤوليّةُ الدولةِ وأجهزتِها، وقضاؤنا العادل النَّزيه، ولكن التَّسامحَ مع هؤلاءِ هو تكريس وترسيخ لازدواجية الخطاب والسُّلوك، وخطيئة بحق الوطن، ودمجهم في مواقع القرار مَثْلمة لا تُغتفر في وطنٍ هو بين الرِّمش والعين من كلِّ الأردنيين الأحرار الذين جاعوا وما باعوا، وعانوا وما خانوا؛ لسبب بسيط هو أنَّ الكرامةَ والشَّرفَ في المعايير الوطنيّة ليس لهما ثمنٌ.

"في فمي ماء"، ولكن الوقت أضحى مُلِحَّاً لمُراجعةٍ شاملةٍ لخياراتنا الوطنيّة الحقيقية في الإدارةِ، والإعلامِ، والسِّياسة، والاقتصاد، وقد بات واجباً تخليصنا من بعض الخيارات "الباهتة" و"المهترئة" التي أثقلت كاهلِ الأردنيين، و"داست" على أنفاسِهم المُتخمةِ بالقلقِ، والمُترعةِ بالصبرِ، ولعل لسان الحال يَشي بأن الأردن يستحق.