شريط الأخبار
الشرع: واشنطن لا تضغط على دمشق للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل ولي العهد يعقد لقاءات مع أعضاء من الكونغرس الأمريكي في واشنطن ترحيب عربي ودولي واسع بخارطة الطريق الأردنية السورية الأميركية بشأن السويداء الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على إسرائيل السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك سفيرة الأردن في المغرب تستقبل نائبة رئيس مجلس جهة فاس / مكناس خديجة حجوبي الأردن يشارك في الاجتماع التنسيقي العربي للقمة العربية الروسية الأردن يدين فتح سفارة لجمهورية فيجي في القدس 3 شهداء في غارة لمسيّرة إسرائيلية على البقاع اللبناني البابا: أعرب عن قربي من الشعب الفلسطيني في غزة الأردن وقطر: شراكة متجددة بإرادة سياسية ورؤية اقتصادية مشتركة وزير الزراعة: "المهندسين الزراعيين" شريك استراتيجي في تحديث القطاع جامعة البلقاء التطبيقية تحصد المركز الأول في هاكاثون "نبتكر لسلامة الأغذية" بالرياض عبر مبادرة Basket of Life ريال مدريد يخسر خدمات أرنولد لفترة طويلة الأسواق العالمية في حالة ترقب.. استقرار الأسهم وتراجع الذهب قبل قرار الفيدرالي الأمريكي بوتين يمدد العقوبات المضادة المفروضة على الدول غير الصديقة حتى نهاية عام 2027 الأهلي المصري يصدر بيانا حاسما بعد انتشار إشاعات "طلب زيزو" المثير للجدل وزير روسي: اقتصادنا سينمو رغم أسعار الفائدة المرتفعة "لن نسمح بتمزيق أمريكا": لماذا يسعى ترامب لمحاكمة سوروس؟ مبابي يكشف سر فوز ريال مدريد على مارسيليا

اسطواناتنا واسطواناتهم

اسطواناتنا واسطواناتهم
اسطواناتهم..واسطواناتنا.
القلعة نيوز -د.صبري اربيحات
عندما ولدت شركة مياهنا ظننت انها شركة محلية تدير الموارد المائية في الاردن ففرحت كثيرا لأعرف لاحقا انها شركة فرنسية تدير الموارد المائية الاردنية فاستغربت من تسميتها مياهنا " . اظن ان الأنسب للشركة" مياههم" وليس مياهنا . هذه المقدمة قد تبدو غير متصلة بالعنوان لكني احببت ان استهل خاطرتي هذه بها .

جدلية الثلج واللاثلج التي استنفذت معظم وقت الجلسات التي جمعت االاردنيين وشكلت مادة اساسية للحوار والنقاش والتندر في الايام الاخيرة ليست هي القضية الوحيدة التي اشغلتنا فهناك اسطوانات الغاز الجديدة التي قيل انها ستطرح قريبا في الأسواق ليصبح المستهلكون للغاز بين خيارين ، فاما ان يبقوا على اسطوانات اباءهم واجدادهم واما ان يبدلوا هذا الخيار بخيار بلاستيكي يوصف بأنه خفيف وآمن وشفاف .

بالنسبة لي فانا متعلق بالماضي وخياري محسوم ومنسجم مع الاغنية التراثية التي تقول " قالوا بدل ما ابدل ...قلت ما أرضى البديلا ...كيف ابدل خياري ..يا العقول الهبيلة" .

اسطوانات الغاز المعدنية قديمة وكبرنا معها كما يكبر ابناء المتعمين مع حليب النيدو . بدأنا باستخدامها منذ ستينيات القرن الماضي بعد ان خففنا من الاعتماد على الكاز وبعد ان حلت الافران محل الطوابين وطباخ الغاز محل ابريموس الكاز .وبعد ان استقدمت البيوت افران الطهي وصوبات التدفئة وقيزرات تسخين المياه واصبح الغاز اكثر المشتقات استخداما في الوقود المنزلي .

لاسطوانات الغاز المعدنية تاريخ فقد تطور بيننا وبينها علاقة تعاقدية بنيت على الالفة والوفاء والتفهم والتعاون . فهي ثقيلة الوزن ونحب صلابتها تشعرنا بنفاذ محتواها بالتدريج وتقبل ان تعطينا ما في جوفها واقفة ومائلة فتستجيب لنا اذا ما سدحناها مع قليل من الرجاء فتكمل معنا غلوة القهوة قبل ان تعلن النفاذ الكامل لمحتواها.
في كل مرة تجتمع لجان التسعير لرفع اسعار المشتقات تقف اسطوانة الغاز موقفا صلبا رافضة الرفع ومبدية تعاونها مع الطبقة التي تعاني واحترامها لكل الذين لا يهمهم الرفع حتى وان حصل .

بقيت الاسطوانة الحديدية الصلبة لعقود حاضرة في مستودعات التخزين وصناديق السيارات ومخازن التموين وبيوت الموأن ....في ثمانينيات القرن الماضي كان يزعجنا صوت الموزعين وزوامير عرباتهم فنجح احد وزراء الداخلية بحل المسألة بعدما منح لسيارات توزيع الغاز نوتة موسيقية ولحنا يميز حضورها في الأحياء عن اصوات سيارات البطيخ وتجار الخردوات وباعة الخضار .

من بين كل مشتقات البترول حافظت أسطوانة الغاز على السبعة دنانير فبقيت كما البندورة على العهد صديقة للمواطن في متناول اليد مهما علت اسعار الديزل والبنزين والكاز .

مع كل أسطوانة تتبدل تأتي اخرى لتحل محلها دون ان تكترث للون وقدم وجاذبية من سبقتها فتكمل المشوار مؤمنة بانها سترحل كما رحلت كل سابقاتها.
في كل المرات التي بدلت فيها اسطوانات الغاز التي لدي يحرص معاون الموزع ان ينتقي لي اسطوانات بطلاء جديد ويستبعد تلك التي يعلوها الصداء ليركبها في مطابخ المطاعم والاماكن العامة
نعرف ان المعدنية ثقيلة الوزن وصعبة التركيب وغير شفافة وربما غير آمنة ولكننا نحبها و لا نريد التخلص منها فقد الفناها واعتدنا على جسمها الصدىء وطلاءها المتآكل.