
د.نسيم ابوخضير
ثواب الرباط وحراسة الوطن
قال النبي ﷺ:
"رِباطُ يَومٍ في سَبيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيا وما عَلَيْها ، ............."
(رواه البخاري ومسلم)
يؤكد الإسلام على أهمية الدفاع عن الوطن ، ويعد ذلك من أعظم الأعمال التي يتقرب بها الإنسان إلى الله . ومن خلال القرآن الكريم والسنة النبوية ، نجد أن حماية الأوطان من الأعداء واجب شرعي ، وأن من يضحي في سبيل وطنه فهو في منزلة الشهداء . وهذا يُلزم كل مسلم بأن يكون حريصًا على أمن وطنه ، وأن يدعم كل الجهود التي تسعى إلى حمايته وصيانته من أي خطر داخلي أو خارجي .
فمنذ فجر التاريخ ، كانت حماية الأوطان مسؤولية عظيمة تقع على عاتق الرجال المخلصين الذين نذروا أنفسهم للذود عنها . وفي التأريخ الإسلامي ، ظهر دور العيون الذين كانوا يكشفون المؤامرات قبل وقوعها لحماية الدولة الإسلامية من المندسين والأعداء . واليوم ، تواصل أجهزة المخابرات هذه المهمة ، لكنها باتت أكثر تعقيدًا وأهمية ، حيث تحمي الأمن الوطني من التهديدات الداخلية والخارجية ، ليبقى الوطن حصينًا ، والمواطن آمنًا .
المخابرات الأردنية.. حصن الوطن المنيع
تُعد دائرة المخابرات العامة الأردنية واحدة من أكثر الأجهزة الأمنية كفاءةً واحترافيةً على مستوى المنطقة ، إذ لعبت ولا تزال تلعب دورًا بارزًا في حماية الأردن من التهديدات الإرهابية ، والتصدي للمؤامرات ، وكشف شبكات التجسس ، ومنع محاولات زعزعة الأمن والاستقرار .
وتكمن أهمية المخابرات الأردنية في دورها الإستباقي ، حيث تعمل على كشف التهديدات قبل وقوعها ، وإجهاض المخططات التي تستهدف الوطن . ومن خلال عملياتها الإستخباراتية الدقيقة ، تمكنت من إحباط العديد من الهجمات الإرهابية والمخططات التخريبية التي كانت تستهدف الأردن ، مما جعلها نموذجًا يُحتذى به في العمل الأمني والإستخباراتي .
ووراء كل ليلة ينام فيها الأردنيون مطمئنين ، يقف رجال المخابرات في مواقعهم ، يسهرون على حماية الوطن ، يعملون بإخلاص بعيدًا عن الأضواء ، يواجهون المخاطر بصمت ، ويضحون براحتهم وأرواحهم في سبيل الحفاظ على أمن الدولة . فهم لا يبحثون عن شهرة ، ولا يسعون إلى المجد الشخصي ، بل يؤدون واجبهم بكل إخلاص وتفانٍ .
لقد شهد التاريخ الأردني العديد من التضحيات التي قدمها أبطال المخابرات ، حيث تمكنوا من إختراق أخطر الجماعات الإرهابية وكشف مخططاتهم قبل تنفيذها ، وأحبطوا عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات ، وواجهوا شبكات التجسس التي حاولت إختراق الأمن الوطني .
الإعتزاز برجال المخابرات الأردنية :
ما يقوم به رجال المخابرات الأردنية هو عملٌ وطنيٌ مشرف ، يجب على كل مواطن أن يعتز ويفتخر به ، فهم خط الدفاع الأول عن الأردن ، وأحد أهم أسباب إستقراره وأمنه . فوجود جهاز مخابرات قوي وفاعل هو عامل أساسي في بقاء الأردن واحةً للأمن في منطقة مضطربة ، وهو ما تحقق بفضل كفاءة أجهزتنا الأمنية ووعي قيادتنا الهاشمية الحكيمة .
أهمية دعم المواطنين لأجهزة المخابرات .
إن دعم المواطنين للمخابرات الأردنية يعزز من قدرتها على أداء مهامها بكفاءة ، فالأمن مسؤولية مشتركة ، ويجب أن يكون كل فرد جزءًا من منظومة الأمن الوطني ، سواء بالإبلاغ عن أي نشاط مشبوه ، أو بعدم الإنسياق خلف الشائعات التي تستهدف زرع الفتنة والتشكيك في الأجهزة الأمنية .
رجال المخابرات الأردنية هم الجنود المجهولون الذين يعملون بصمت ، ويبذلون الغالي والنفيس لحماية الوطن . إنهم درع الأردن وسياجه المنيع ، وعملهم لا يقتصر على مطاردة الأعداء فقط ، بل يشمل بناءإستراتيجيات لحماية الدولة من كل تهديد محتمل . إن أقل ما يمكن أن نقدمه لهم هو تقدير تضحياتهم ، والوقوف صفًا واحدًا خلفهم ، والإعتزاز بهم ، والتصدي لكل من يشكك في دورهم وأدائهم فهم رمز القوة والفداء ، وسند هذا الوطن الغالي .