شريط الأخبار
العدالة والظلم... وزارة الخارجية تعقد جولة مشاورات سياسية مع وزارة الخارجية الباكستانية وزير الزراعة: القطاع الزراعي يسهم بـ 23.5% من الناتج المحلي الإجمالي رئيس هيئة الأركان المشتركة يزور واجهة المنطقة العسكرية الوسطى القضاة: تراجع تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن بعد سقوط الأسد ترامب:نتواصل مع حركة حماس وإسرائيل ونقترب من إعادة المحتجزين في غزة تعديل على ساعات العمل في جسر الملك حسين الأحد المقبل مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي اللوزيين عامر النعيم مدير فرع البيادر بنك الاسكان الشوبكي : لا للإساءة للوطن وجيشه وأمنه وموقفنا مع قيادتنا في دعمها الثابت والراسخ في نصرة أهلنا في فلسطين وقطاع غزة ..فيديو رئيس النواب:الأردن نموذج للدولة الآمنة والراسخة في المنطقة توقيف فتاة بتهمة الاساءة لرجال الامن خلال مسيرة الرابية وزارة الثقافة تعلن تفاصيل الاحتفال بيوم العلم وزير الثقافة : "حملة علمنا عال " تجسد رمزية العلم باعتباره احد رموز السيادة الوطنية الشخانبة يتفقد جاهزية مدينة الأمير محمد للشباب ويطلع على خطط تطويرها وزيرة النقل تبحث مع مجلس محافظة عمان حلول مشكلات النقل بين القرى في الألوية المحيطة بالعاصمة الأمن العام يحتفي بالذكرى الـ 104 لتأسيسه بمعارض واستعراضات في العاصمة والعقبة اللجنة التوجيهية الوطنية لحوكمة البيانات الصحية تعقد اجتماعها الثاني رابطة العالم الإسلامي تدين إغلاق 6 مدارس "للأونروا" في القدس اللواء المعايطة يرعى حفل تخريج دورة تأهيل مستجدات الشرطة النسائية

المهندس عبدالحكيم محمود الهندي يكتب: في شأن الهتافات .. نظرة في العمق

المهندس عبدالحكيم محمود الهندي يكتب: في شأن الهتافات .. نظرة في العمق
القلعة نيوز:

حتى من يحاول أن يصل إلى "حدود" الحديث عن المسيرات والتظاهرات الداعمة لفلسطين، والمستنكرة للإبادة الصهيونية التي تعبث ليل نهار بدماء الأهل الطاهرة في قطاع غزة، فإنه بات لزاماً عليه أن يؤكد في مقدمة ما سيقول بأنه وبكل جوارحه ضد هذه الجريمة المروعة ومع الأهل في غزة، وفي كل فلسطين لنيل حقهم في مستقبل تعيشه كله شعوب الأرض عنوانه الاستقلال والكرامة وحقن الدماء والحياة التي وهبها الله لكل من دب على وجه هذه البسيطة، تلك مقدمة تخطت أن تكون تعبيراً عن حقيقة المشاعر، لتصبح حائط صد ودفاع عن الكاتب نفسه، خاصة إذا كان أردنيا حد النخاع، فقد بات الدفاع عن الوطن والصراخ بحتمية المحافظة عليه، في ظل هذا الشطط العالمي الذي يعيشه العالم عن بكرة أبيه مع كل التطورات التي تشهدها الدنيا من حرب أوكرانيا إلى حرب السودان وإلى اليمن وإلى لبنان وإلى سورية، وقبل ذلك العراق، وما جرى في تونس ومصر، ثم عودة رئيس أمريكي في قناعاته، أو في حساباته أن يعيد العالم إلى مربع مجهول، فإن الأردن وفي خضم كل تلك النار ما زال صامداً، وما زال أهله يعون بأن الإقدام على أي تحركات غير مدروسة، سيكون هو الانتحار بعينه، ولكن هناك من يرى بأن حق الأردنيين في الحفاظ على بلدهم هو وكأنه بمثابة "خيانة"، فأي خيانة تلك التي تعمل فيها على حفظ بلدك، وأي خيانة تلك التي تهدف من خلالها إلى حقن دماء أطفالك وإلى صون شرفك وعرضك، وإلى قراءة المشهد بتمعن وبروية وبعقلانية حتى لا ترمي بأهلك إلى أتون النار.
أن يصل الأمر بالدعاء على أطفالنا بأن يصيبهم ما يصيب أطفال غزة، وأن يصل الأمر إلى شتم جيشنا العربي الذي ما زال يحمل صفة "العروبة" منذ نشأته وحتى الآن، وأن يصل الأمر إلى الاعتداء على رجال أمن في الشارع بهدف إشعال جبهة الأردن داخليا، فإن كل هذا يضعك أمام مسؤولية تاريخية حين تشعر بأنك مستهدف وبأن المطلوب أن يُراق دم أبنائك وأطفالك في الشوارع، وأن تهدم البيوت وان تحرق البلد، فهذا ليس إلا الخيانة بعينها!
وبالمقابل فهناك من يخاطبك بسياسة وبعقلانية، ليقول لك بأنك إذا لم تتحرك الآن لتنهي العدو، فإن هذا يعني خطراً وجودياً على وطنك، وقد يقبل هذا في المنطق السياسي، وقد يقبل في المنطق العسكري، ولربما يحتاج إلى أكثر من محلل سياسي وعسكري، وإلى أكثر من قراءة سياسية وعسكرية، لكن الكارثة حين تشعر بأنه كلام يُغلّف بالمنطق، وأنه لا يهدف إلا لدفعك نحو تلك المواجهة التي يحلمون بها ويريدونها حتى يصلون بك إلى الخراب الذي يتخيلونه، بل ويريدونه على أرض الواقع!
وإذا ما قلت إن الأردن القوي هو حصن وعمق آمن وأمين لفلسطين وأهلها، قالوا لك إن تلك قراءة ناقصة، فلا قراءة دقيقة، بحساباتهم، إلا أن تدخل في أتون المعركة، وإذا ما سألت لماذا يطلب من الأردن أن يدخل تلك المعركة وأن يواجه الدمار وحده لأن دولة الاحتلال ليست دولة واحدة بل هي أميركا وأوروبا وكل العالم (الكبير والقوي) ، فهل من العدل أن يُطلب من الأردن لوحده أن يخوض هذه "المجازفة"، ولماذا لا يُطلب من كل الوطن العربي، مصر وسوريا ولبنان والعراق والخليج العربي والمغرب العربي، أن يدخلوا تلك المعركة حتى يكون هناك هبة عربية واحدة، بل وإسلامية، لتحرير فلسطين ولإنهاء هذا الاحتلال، فإن هذه التساؤلات ستضعك حتماً في دائرة الخيانة والانهزام، وستتلقى، ما تتلقى، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر (كتائب إلكترونية) الله وحده يعلم أين تعمل وفي أي عواصم ، ومن يصول ويجول بها.
نعود ونؤكد بأن الأردن هو من ساند الأهل في غزة، وبأن الجيش الأردني هو من بدأ الانزالات التي نرى الآن كم هي (عزيزة) لتعود، وهو من أرسل المستشفيات الميدانية، وواجه أبناءه هناك الرصاص ليقوموا بواجبهم الإنساني الذي يُحتم عليهم مساعدة الأهل في قطاع غزة، بل وفي الضفة الغربية أيضا.
الأردن الآن أمام حقيقة لا تُقرأ ولا توضع خططها من على متن الحافلات أو "البكمات"، فالأردن الآن أمام حقيقة يُخطط لها ويقودها، وينفذها أبناؤه في المؤسسات السياسية والعسكرية والأمنية "المؤتمنة" على هذا البلد، وهي القيادة والمؤسسات التي كفلت بقاء الأردن وأمنه واستقراره عبر مائة سنة مضت.
الأردن تخطى أعتى المؤامرات حتى فيما عرف بالربيع العربي والذي ثبت فيما بعد بأنه كان وبالاً على الأمة العربية، هو نفسه الأردن الذي سيصمد الآن بوجه كل تلك الأحقاد والأحلام التي ستذهب في مهب الريح، فهنا قائد عربي هاشمي، وولي عهد هاشمي أمين يحملان أمانة ثورة عربية كبرى وحّدت الأمة في يوم ما، وستبقى على العهد في حفظ الوطن وأهله ومستقبلهم وأحلامهم.