
القلعة نيوز : كتب حمزة الخطاطبه
عيد الاستقلال هو أكثر من مجرد مناسبة وطنية نحتفل بها في الخامس والعشرين من أيار إنه يوم محفور في وجدان كل أردني وأردنية، يوم نرفع فيه رؤوسنا عالياً، فخورين بما تحقق على أرض وطننا منذ أن نال استقلاله عام 1946 وأنا كأردني، أشعر في هذا اليوم بمزيج من الفخر والتقدير والامتنان، إذ نستذكر فيه رحلة كفاح طويلة خاضها أجدادنا وقيادتنا الهاشمية الحكيمة من أجل أن نحيا اليوم في ظل دولة مستقلة ذات سيادة، تسير بخطى واثقة نحو المستقبل.
في مثل هذا اليوم، أعلن الملك المؤسس عبدالله الأول بن الحسين استقلال إمارة شرق الأردن عن الانتداب البريطاني، لتبدأ مرحلة جديدة من تاريخ الأردن، مرحلة عنوانها الحرية والسيادة، وأركانها الأمن والبناء والتقدم فالاستقلال لم يكن نهاية الطريق بل بدايته، فقد شهدت البلاد بعده تحولات كبيرة شملت بناء المؤسسات الوطنية، وترسيخ مفهوم الدولة الحديثة، وتطوير القطاعات التعليمية والاقتصادية والصحية، حتى أصبح الأردن اليوم، بفضل الله وحنكة قيادته الهاشمية، نموذجاً في الاستقرار رغم ما يحيط به من تحديات إقليمية وظروف دولية متغيرة.
وفي كل عيد استقلال، أستشعر كأردني واجبي تجاه وطني أكثر من أي وقت مضى فالاستقلال ليس فقط حدثاً نحتفل به، بل مسؤولية نحملها جميعاً للحفاظ على مكتسبات الوطن، والدفاع عن هويته، والعمل من أجل ازدهاره وتقدمه إنه تذكير سنوي بأن الحرية التي ننعم بها لم تكن منحة، بل نتيجة تضحيات جسام بذلها رجال مخلصون نذروا أنفسهم في سبيل هذا الوطن. كما أن عيد الاستقلال يشكل مناسبة لتعزيز الوحدة الوطنية واللحمة المجتمعية، فنحن في هذا اليوم نذوب في هوية واحدة، ونتجاوز كل الخلافات، ونقف صفاً واحداً خلف قيادتنا وجيشنا وأجهزتنا الأمنية.
من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، ينبض قلب الأردن في هذا اليوم حباً وانتماءً تتزين الشوارع بالأعلام، وتعلو الأناشيد الوطنية، وتقام الفعاليات احتفاءً بهذا الإنجاز العظيم، لكن في داخل كل بيت أردني، وفي قلب كل فرد، هناك شعور أعمق شعور بالمسؤولية تجاه ما تحقق، ورغبة صادقة في المساهمة بالمزيد فالأردن وطن يستحق أن نحميه، ونخدمه، ونفخر به، لا سيما وأنه بقي على مدى العقود، رغم قلة الموارد وصعوبة التحديات، منارة للسلام وملاذاً للأشقاء، وداعماً للقضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
عيد الاستقلال بالنسبة لي، هو وعد متجدد بأنني سأبقى مخلصاً لوطني، محافظاً على إرث أجدادي، وساعياً نحو مستقبل أفضل لأبنائنا.إنه ذكرى تملؤني بالعزيمة، وتغمرني بالطمأنينة، لأني أعلم أن الأردن، رغم كل شيء، ماضٍ في طريقه بثبات، يحمل رايته الأحرار، ويصونه الأوفياء.