
القلعة نيوز: كتب الدكتور محمد الطحان
تُعدّ
مناقشة الأطروحة من أبرز المحطات الفارقة في المسيرة الأكاديمية للطالب، فهي لا تمثّل
نهاية لمرحلة بحثية طويلة فحسب، بل تُشكّل انطلاقة جديدة نحو آفاق علمية ومهنية ويكمن
جوهر النجاح في هذه اللحظة في مدى جاهزية الطالب من الناحية العلمية والنفسية، والتقنية
والمظهرية.
في هذا
المقال، سيتم استعراض مجموعة متكاملة ومختصرة من الإرشادات العملية التي تُمكِّن طلبة
الماجستير والدكتوراه من خوض تجربة المناقشة بثقة واحترافية:
1-
إتقان محتوى الأطروحة (حجر الزاوية)
من الضروري
أن تكون ملمًا بكافة تفاصيل أطروحتك العنوان، الإشكالية، الأهداف، المنهجية، النتائج،
والتوصيات. أعد قراءتها عدة مرات، ودرّب نفسك على عرضها بأسلوب علمي مبسط يمكن لأي
شخص حتى من خارج تخصصك أن يستوعبه.
2. التحضير
للأسئلة المحتملة
توقّع
طبيعة الأسئلة التي قد تُطرح عليك، ومعرفة طبيعة كل استاذ من لجنة المناقشة ويكون
ذلك بحضور مناقشات عديدة تكسبك جانب من الخبرة. والاستعداد للاسئلة لاسيما تلك المتعلقة
بصلب العمل البحثي، مثل: ما أسباب اختيار عنوان الدراسة؟ كيف حددت مجتمع الدراسة وعينته؟
ما الفجوة العلمية التي عالجتها؟ ما المنهج المعتمد؟ ولماذا هو الأنسب؟ ما المصادر
النظرية (كتب وابحاث)التي استندت إليها؟
تدرّب
على الإجابة بثقة ووضوح. وفي حال واجهت سؤالًا غير متوقع، لا تتردد في قول سأقوم بمراجعة
هذه النقطة لاحقًا، فهذا يُظهر صدقك واحترافيتك.
3. إعداد
عرض تقديمي فعّال
جهّز
عرضًا بصريًا باستخدام برامج مثل PowerPoint، يركّز على النقاط الجوهرية عنوان الدراسة ،
مشكلة الدراسة، منهجيتها، أبرز النتائج، والتوصيات فقط . درّب نفسك على تقديم العرض أكثر من مرة، ويفضّل أن تؤديه أمام الأصدقاء
أو العائلة، أو حتى أمام المرآة، لتقوية الحضور الذهني والصوتي.
اجعل
العرض موجزًا (5–10 دقيقة كحد أقصى) مدعومًا بجداول ورسوم بيانية واضحة، وتجنّب الحشو
النصي. درّب نفسك على تقديمه أمام جمهور تجريبي أو أمام المرآة لضبط الأداء الصوتي
والذهني.
4. المظهر
الخارجي يعكس المهنيّة
اختر
زيًا رسميًا لائقًا، واعتنِ بلغة الجسد ونبرة الصوت. حافظ على الابتسامة، واحترم الوقت
والمكان، واستمع جيدًا دون مقاطعة أثناء الحوار مع اللجنة.
5. استقبال
النقد برحابة صدر
تعامل
مع الملاحظات كمداخل لتحسين العمل، لا كأحكام شخصية،أظهر استعدادك لتعديل أي جزئية
عند الاقتضاء، فهذا يعكس نضجك الأكاديمي وانفتاحك على التطوير.
6. التهيئة
النفسية والبدنية
نم جيدًا
في الليلة السابقة للمناقشة، وتناول وجبة خفيفة وصحية صباحًا. مارس تمارين الاسترخاء
والتنفس العميق لتخفيف التوتر وتعزيز التركيز.
7. فحص
الجاهزية التقنية
تحقّق
مسبقًا من سلامة الأجهزة (الحاسوب، العرض، جهاز الإسقاط)، واحتفظ بنسخة احتياطية من
العرض على أكثر من وسيط (USB، بريد إلكتروني).
8. تفاصيل اللحظة الحاسمة قبل وأثناء العرض
-
اشرب كمية كافية من الماء، واحتفظ بزجاجة قريبة.
-
لا تمسك أوراقًا أثناء التقديم، بل استخدم قلمًا لتثبيت حركة اليد وتعزيز الثقة.
-
استبدل أي فكرة سلبية بعبارات تحفيزية: "أنا مستعد"، "أنا أستحق هذا
الإنجاز".
-
احضر إلى القاعة مبكرًا، وابدأ بابتسامة وصافح اللجنة بأدب.
-
استخدم تمارين التنفس مع ضحكة خفيفة لتخفيف التوتر قبل دخول القاعة.
-
افتتح العرض بكلمة ترحيبية مختصرة (لا تتجاوز 5 دقائق) ابدأ بحمد الله، ثم شكر اللجنة
والمشرف والجامعة ومجتمع الدراسة.
اختم
العرض بجملة من التواضع: الكمال لله، وكل عمل لا يخلو من النقص، ثم والسلام عليكم ورحمة
الله وبركاته.
ختامآ: تذكّر أن لجنة المناقشة ليست خصمًا، بل
جمهور علمي يقدّر الجهد ويسعى لفهم مشروعك البحثي. تعامل مع المناقشة كمنصة لإظهار
نضجك، وليس مجرد اختبار. استمتع باللحظة، واعتزّ بالرحلة التي خضتها لقد أنجزت الكثير،
وما تبقى إلا أن تتوّج هذا الجهد كما يليق به.