
آيات أبو طعيمة
سَلِمت أناملك التي خاضت معارك الحياة بصمت، ووجهك الشاحب الذي حمل همّ الأيام ليمنحنا راحة، وعيناك الذابلتان اللّتان سهرتا على أحلامنا، وشفاهك الزرقاء التي ابتسمت رغم الألم، ويدك المرتجفة المتعبة، وقدماك المتشققتان اللّتان لم تعرفا الراحة من أجل سعادتنا.
يا أبي ؛يا رمز الثبات والعطاء، أنت السند الأول في حياة ابنتك، والكتف الذي يُسندها حين تميل. أنت حبّها الأول، وملاذها الأخير، الذي لا يبدّله عمرٌ ولا زمان. أنت الظل الذي نحتمي به من شمس الحياة اللاهبة، والمعطف الذي يدفئنا في صقيع الأيام.
أنت نعمةٌ لا نرجو زوالها، فأدامك الله سندًا في كل حين، يا من علّمتنا كيف نحلم، وسعيتَ لتحقيق تلك الأحلام، دون ضجر ولا شكوى. كان خلف ابتسامتك تعبٌ دفين، وصراعٌ صامت مع الزمان، لتضمن لنا كرامة العيش.
فحروف الأبجدية تعجز عن وصفك، فكل أبٍ هو بطلٌ في عيون أبنائه، ومنهم تعلّمنا الحياة ومعناها.
حفظك الله يا أبي، وحفظ آباءنا جميعًا، فهم من يحمون قلوبنا من عواصف الأيام، ويمنحون أرواحنا دفء الأمان