
د.عزالدين عبدالسلام الربيحات
في العاشر من حزيران من كل عام، يستذكر الأردنيون بفخر واعتزاز محطتين وطنيتين مجيدتين: يوم الجيش وذكرى الثورة العربية الكبرى. هما مناسبتان غاليتان تجسدان الروح الوطنية، والولاء للقيادة الهاشمية، والتاريخ المشرف الذي خطه الأجداد بدمائهم وتضحياتهم، من أجل نهضة الأمة وكرامتها وحريتها.
لقد انطلقت الثورة العربية الكبرى عام 1916 بقيادة الشريف الحسين بن علي، طيب الله ثراه، حاملة رسالة العروبة والوحدة، ورافضة للظلم والاستعمار، فكانت صرخة مدوية في وجه الطغيان، ونقطة تحول في تاريخ العرب الحديث. وقد كان لهذه الثورة أثر كبير في ولادة الدولة الأردنية الحديثة، حيث تولّى أبناؤها المخلصون بناء كيان وطني مستقل يقوم على الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية.
ومن رحم تلك الثورة، ولد الجيش العربي الأردني، الذي حمل منذ نشأته راية الدفاع عن الوطن والأمة، وظل وفياً لمبادئ الثورة، محافظًا على العهد، ثابتًا على القسم. ويُعد يوم الجيش مناسبة للاعتزاز بهذا الجيش الباسل، الذي سجل عبر تاريخه مواقف بطولية في ميادين القتال، بدءًا من معارك فلسطين والكرامة، وصولًا إلى دوره الحديث في حفظ الأمن والاستقرار، والمشاركة في قوات حفظ السلام الدولية، وتقديم العون الإنساني في كل مكان.
إن الجيش العربي ليس مجرد مؤسسة عسكرية، بل هو رمز للسيادة الوطنية، وعنوان للفداء والانتماء. إنه المؤسسة التي تحظى بثقة الأردنيين جميعًا، بما تمثله من انضباط ومهنية وولاء مطلق للوطن والقيادة الهاشمية. ويقود جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، القائد الأعلى للقوات المسلحة، مسيرة التطوير والتحديث في هذا الجيش، ليبقى في طليعة الجيوش احترافًا وكفاءة وقدرة على مواجهة التحديات، والتصدي لأي خطر يهدد الوطن أو يمس أمنه واستقراره.
في هذه المناسبة العزيزة، نقف إجلالًا وإكبارًا لأرواح الشهداء الأبرار، الذين رووا تراب الوطن بدمائهم الطاهرة، ونرفع القبعة لكل جندي وضابط في مواقع الشرف والبطولة، ممن يواصلون الليل بالنهار دفاعًا عن حدود الوطن وأمنه وسلامة مواطنيه. كما نستذكر بفخر الإرث الهاشمي الممتد، الذي جعل من الأردن واحة أمن واستقرار، ومن جيشه مدرسة في الانتماء والولاء.
في يوم الجيش وذكرى الثورة العربية الكبرى، نجدد العهد على المضي قدمًا خلف قيادتنا الهاشمية، وعلى صون إنجازات الوطن، وحمل رسالته النبيلة بكل أمانة واقتدار. عاشت الثورة العربية الكبرى، وعاش الجيش العربي الأردني، وعاش الأردن حرًا أبيًا تحت ظل القيادة الهاشمية الحكيمة.
وكل عام وجيشنا وقيادتنا ووطننا بألف خير.