شريط الأخبار
الأردن يؤكد ضرورة الالتزام باتفاق وقف النار في غزة وإنهاء الحرب ترامب: سأتوجه إلى مصر لحضور توقيع اتفاق غزة 4 شهداء وعشرات المفقودين والجرحى في قصفٍ منزلٍ بغزة وزير الثقافة يرعى حفل تخريج طلبة مركز الفنون بمسرح مركز الحسن الثقافي ترامب: بعض الحاصلين على نوبل للسلام لم ينجزوا شيئًا مقارنة بي وزير خارجية فرنسا: أمن غزة ستحققه شرطة فلسطينية مدربة الرواشدة يزور الباحث في التراث حامد النوايسة ترامب: أنهينا الحرب في غزة وأعتقد أنه سيكون هناك سلام دائم ولي العهد يشيد بموقف فرنسا الداعم لإنهاء حرب غزة والاعتراف بفلسطين ماكرون: توسع الاستيطان في الضفة يتعارض مع خطة ترامب ولي العهد يلتقي مع رئيس أركان الجيش الفرنسي ويزور مقرا للدرك وزراء إسرائيليون يجتمعون لوضع اللمسات الأخيرة على وقف إطلاق النار بغزة رئيس حركة حماس في غزة: الاتفاق يتضمن فتح معبر رفح من كلا الاتجاهين الأمن العام يوضّح ملابسات الفيديو جرى تداوله يظهر إطلاق نار على منزل داخله سيدة في إربد ذوي الطفل محمد الخالدي يناشدون الديوان الملكي الهاشمي العامر الحية: الاتفاق يضمن الإفراج عن جميع النساء والأطفال المعتقلين ولي العهد عبر انستقرام: اليوم الثاني من الزيارة الرسمية إلى فرنسا حمدان: إسرائيل ستفرج عن 250 أسيرًا من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية بوتين: لا حل لملف النووي الإيراني الّا بالدبلوماسية والمفاوضات "السفير القضاة "يواصل حراكه الدبلوماسي في دمشق ويعقد عدة لقاءات

الرواشدة يكتب : تل أبيب ‏تتحدث من فوق "برج ميلاد"

الرواشدة يكتب : تل أبيب ‏تتحدث من فوق برج ميلاد
حسين الرواشدة

‏النتيجة التي انتهينا إليها ،منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الآن ، تبدو واضحة ، "المنطقة ، برعاية أمريكية ، أصبحت في قبضة تل أبيب"، او هكذا ستكون حتى إشعار آخر.

قبل نحو 15 عاماً كتبت في هذه الزاوية "إيران تتكلم من فوق برج ميلاد "، كان ذلك بعد زيارة صحفية طويلة قمت بها إلى إيران، همس المرافق آنذاك في أذني : نحن الآن نقف فوق برج ميلاد( ارتفاعه 435 متراً) ، أمامك طهران بالكامل ، وأمام "آيات الله" المنطقة كلها مكشوفة ، كانت نبرة صوته استعلائية ، لكن ما فعلته طهران منذ ذلك الوقت أكد حجم الانكشاف، طهران مدت نفوذها إلى خمس دول عربية ، وأصبحت تحركها بكبسة زر من الإمام الغائب.

‏الآن ، انكشفت (انقلبت ) الصورة تماماً، تل أبيب هي من تجلس فوق برج ميلاد ، وهي من قطعت أذرع طهران في الدول التي حولتها إلى وكالات تحارب بالنيابة عنها ، وهي من تتحدث باستعلاء أمام الجماهير التي صفقت لضرب إيران واغتيال قادتها وعلمائها ، أو الآخرين الذين نعوا الشهداء ومازالوا يراهنون على عودة الفقيه أو صحوة " قم" لمواجهة الشيطان الأكبر ، تل أبيب تُلوّح باشارة النصر ، وتستعد لتتويج نتنياهو" أسداً صاعداً " على قائمة أباطرة الآباء المؤسسين للدولة اليهودية.

‏كيف حدث ذلك ، وكيف تلعثمت طهران في أول لحظة مواجهة حقيقية ؟ الإجابة في التحليل السياسي تبدو طويلة ، وربما نتفاجأ، لاحقاً، بمستجدات خبيئة( خبيثة إن شئت ) لا نعرفها الآن ، لكن السر الذي يكمن وراء هذا الانهيار والاختراق وصدمة الهشاشة عنوانه ( سطوة قُم ) التي حولت المجتمع الإيراني ، باسم الدين الذي اختلط بالبازار وأحلام إمبراطورية "أم القرى" ، إلى مجتمع كراهية ، سقط الجدار الحقيقي الذي حكمت به الثورة ثم اعتصمت به الدولة ، أقصد جدار الداخل الذي يبدو أنه تم اختراقه حراسه، أو جرى العبث في مكوناته ونواميسه.

‏فشلت طهران منذ أن قامت ثورتها (1979 ) مرتين على الأقل ؛ مرة حين طوت صفحة مشروع الحكومة العالمية الذي وضعه الخميني استناداً إلى فكرة تصدير الثورة بالقوة الناعمة، ومرة أخرى حين رسبت في امتحان مشروع الحكومة العملية التي اعتبرها علي لاريجاني نقطة الانطلاق للتمدد الجغرافي بالقوة خارج حدود إيران ، المرة الأولى للفشل كانت بمثابة نهاية للثورة بعد حرب العراق ، والمرة الثانية كانت بمثابة افول لنجم الدولة القائدة بعد الحرب على غزة، الآن ليس أمام طهران إلا الانكفاء إلى الداخل ، وليس أمام الإيرانيين سوى البحث عن نظام بديل لولاية الفقيه، وهذا أحد أهداف الحرب الراهنة على المدى المنظور.

‏صحيح ، أخطأت إيران حين تمددت في الفراغ العربي الرخوّ ، وحين انتصرت لأنفاسها الإمبرطورية على حساب دماء جيرانها العرب ، أخطأت ، أيضا ، حين استخدمت العرب لمواجهة تل أبيب ثم تخلت عنهم في اللحظة الأخيرة، أخطأت ، ثالثاً، حين اعتمدت على صبرها الإستراتيجي ،وسياسة الحيلة ، وحسابات التقية ، في تقدير الموقف مع واشنطن وتل أبيب ، ربما لم تصدق أن رأسها هو المطلوب ، وأن ترتيب خرائط المنطقة سيبدأ منها.

‏لكن مع ذلك ، نخطئ نحن العرب إذا اعتبرنا أن هزيمة طهران على يد إسرائيل ستصب في مصلحة أي طرف عربي، نخطئ ،أيضا، إذا لم نملأ فراغ طهران بمشروع عربي لا يخضع لهيمنة اسرائيل وهيلمانها، نخطئ ، ثالثا، إذا لم نبدأ باستدارات داخلية في بلداننا، تستند إلى الاستفادة من دروس ما حصل ، لتحصين جبهاتنا الداخلية ، وتعظيم مشتركاتنا الوطنية ، وإعادتنا للاعتماد على ذاتنا ، لكي نصبح جزءاً قوياً من "الكل" أو الحلم ، أو المشروع العربي المنتظر والمأمول .