
آيات أبو طعيمة
تبدو هادئةً منَ الخارج، متماسكةً، متوازنةً في تفاصيلِ حياتها، وكأنّ لا همومَ لديها.
يحسدها البعض على مواجهتِها لحياتها رغم صعوباتها.
ولا أحد يعلم أنّ رأسها تكادُ تنفجرُ من الضجيج الذي في داخلها، دون أن يسمعه أحد.
تدفنُ أوجاعها، وصراخها، وأنينها داخل قناعٍ مُزيّف، قناعٌ لا يرى وجهه الحقيقي غير مِرْآتها تخرجُ بقناعٍ هادئ كأنهُ صنمٌ لا يتحرّك، حتى لا يُظهر للآخرين ما فيه من ألم. جميعنا مُحمّلون بالهموم المثقلة، لكننا نخرجُ ونواجه العالم بوجهٍ مبتسمٍ، متفائل، قوي لا يهزمه أحد.
ولكن عندما نستفرد بأنفسنا، نضعف، وكأن العالم غرفة صغيرة لشدةِ الضيق الذي نشعر به
كلٌّ منا لديه حكاية لا يرويها لأحد. يبقى محتفظًا بها في عقلهِ وقلبهِ.
كالسجين الذي يعيش عمره داخل السجن، دون أن يعرف ماذا يُخبئ العالم الخارج حوله.
فلا يحق لغيرنا أن يعرف تفاصيلنا، لكن لنا الحق على أنفسنا أن نساعدها، لنتخلص من آلامنا وأوجاعنا، حتى لو كلّفنا هذا عمرًا طويلًا.