شريط الأخبار
حلول سريعة لتشقق الشفاه .. كيف تستعيدين جمال ابتسامتكِ؟ طبيبة تكشف أسباب تساقط الشعر وتحذر من العلاج الذاتي شيرين عبدالوهاب تتهم حسام حبيب بسرقة شيكات بنكية مصر .. نقابة الموسيقيين تحقق مع راغب علامة بعد أزمة حفل مريم حسين تكشف سبب حضورها "زفاف يومي" دون دعوة حياة الفهد تدخل المستشفى ونجوم الكويت يتمنون لها الشفاء لأول مرة .. جينيفر أنيستون تتحدث عن طلاقها من براد بيت نادي الوحدات يتعاقد مع العُماني العلوي وزارة البيئة: الأردن من أكثر دول العالم تأثراً بارتفاع درجات الحرارة وفيات الخميس 14 / 8 / 2025 اتحاد الكرة يثمن قرارات الحكومة الداعمة لمسيرة الكرة الأردنية 15 قرش سعر كيلو البندورة في السوق المركزي العراقيون والسعوديون في صدارة قائمة تملّك العقارات في الأردن فتح باب التجنيد في مديرية الامن العام اليوم - رابط كندا تشكر الأردن على دعمه في إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة النائب الغزاوي: سيادة الأردن خط أحمر أوروبا والولايات المتحدة والناتو توصلوا لأرضية مشتركة بشأن أوكرانيا بالأسماء ... مئات المدعوين للامتحان التنافسي في الحكومة مؤسسات حكومية تعلن عن حاجتها لتعبئة وظائف شاغرة الهيئات التدريسية في المدارس الحكومية تبدأ دوامها الأحد

النزاع المميت....

النزاع المميت....
النزاع المميت ...
القلعة نيوز -
الحماس والإندفاع والتحرك الشعبي العفوي، نعم نريد والأن ولكن، هل من الممكن تحقيق ما نريد، سواء على المستوى الشعبي، او الوطني، او على مستوى الأمة، يقول كيسنجر" حاولنا كثيرا حل المشاكل تحت تأثير الحماس، معتمدين على الدبلوماسية الشخصية، الحماس الذي لا يرتكز على مصالح متبادلة ينتهى خلال فترة من الزمن. العالم مليء بقوى متعارضة، والحكمة الإنسانية، تتوصل غالبا لمنع المنازعات من التحول إلى قتال مميت" النزاع المميت، هناك قوى محلية تتصارع، ومصالح تتضارب، وفرص تظهر هنا وهناك، وتحاول جهات داخلية وخارجية أن تركب الموجة، لتحقيق أهدافها الذاتية، ولكن هل ما حصل في السويداء، يحقق مصلحة لأي طرف؟ هذا سؤال لن تجد له إجابة واحدة، ويبدو أن هذا النوع من الإسئلة كثير جدا، فكل واحد منّا ينظر من زوايته، ويحدد مصلحته، ويضع الشروط لقبول هذه التضحية أو عدم قبولها. وكأن الطوفان من هذا النوع من الإسئلة أيضا.

مات المئات وفي قول أكثر من ذلك، في سبيل نزاع طائفي، جغرافي، إقليمي، مصالحي، سياسي، أو لتحقيق مصالح لقوى خارجية، وربما كل ذلك، وكان من الممكن أن يرتفع العدد، ويتصاعد التوتر ولكن من المستفيد هنا؟ ومن الذي يدفع الثمن؟ وهنا يتضح ان هناك لاعبين ثانويين، هؤلاء حياتهم ومعاناتهم لا تعني شيئا لساسة. ولكن لتلك الفئة التي تبحث عن الحق، الأمر مختلف، العدالة تجبرك على أن تعطي أحيانا وأنت في موقف قوة، وأن تصر على ما لك وأنت في موقف ضعف، لأن الإنسان بطبعه يرفض الظلم، وينتفض على الظالم حتى لو كانت الخسائر كبيرة، وهنا يجب توطين المجتمع والنفس على رفض الظلم، مهما كان هذا الظلم، وعلى أي فئة وقع يجب رفضه، للوصول إلى الحق والعدل. عندها من الممكن الوصول إلى تسويات تدوم وتكون مقنعة للطرفين، إذا كان الطرفان يبحثان عن الحق. او قد تستمر المعاناة لأن طرف يريد ما ليس له. ولكن لو كان هناك سعي للحقوق، ومحاولة للوصول إليها، هنا تنتهي المشكلة. وإلا كما قال عراب السياسة الإمريكية فإن هذه التسويات ستزول خلال فترة وجيزة.

الحياة توازنات، قائمة على معرفة من الطرفين وإلتزام من الطرفين، وليست معتمدة على جهة واحدة. القوة ومن يملك القوة، ومن يستطيع توظيف هذه القوة للحصول على حقوقه. وأحيانا للحصول على حقوق الأخرين وسرقة مقدراتهم وأموالهم وووو وتطول القائمة جدا. ولذلك كان إعداد القوة وفهم أسبابها هو مسعى من جميع الأطراف. والكل يعمل على زيادة قوته وتعظيم أثرها لتحقيق مفهوم الردع عند الأخر. وهذا المفهوم ينطبق بين الحاكم والشعب، وبين الدول وبين التحالفات، وحتى بين الزوج وزوجته أحيانا.

يقول كيسنجر "ليس لدى الزعماء وقت كاف للتفكير، هم في عراك دائم من حيث العاجل له دوما أفضلية على المهم" ولذلك تنخرط الحكومات في مواجهات دائمة مع القضايا العاجلة، وفي محاولة دائمة لتفكيك هذه المشاكل والسيطرة عليها. وعندها تظهر الكثير من المشكلات الجانبية، التي تحتاج إلى الحكمة والقدرة على إدراة الملف مع هذه الشعوب المتحفزة. طبعا الشعب لا يرى إلا من زاوية محدودة متعلقة بالتكلفة والمنفعة المتحققة والصور الظاهرة. ولكن الحكومات عليها أن تضع الأمر في جملة كبيرة من التوازنات، فمن السهل على المواطن القيام بفعل فردي. دون الإلتفات إلى اثر هذا الفعل على الأخر. ولكن الدول لا تستطيع القيام بذلك، خاصة إذا كان هناك ملفات عالقة. والشعب لا يستطيع إدراك طبيعة العلاقات المعقدة في النظام الدولي، وفي إدراة الدول، وما تتحمل الحكومات من تبعات نتيجة لهذه القرارات.

يقول كيسنجر "إن التاريخ لا يعرف وقت للراحة ولا التوازن، ورجل الدولة يتصرف بحدود قيادية بين الصدفة والحقيقة، وخياراته هي التي تصنع الأهداف لأمته" او قد تورد أمته المهالك. نعم قرارات الساسة مرتبطة بالكثير من المتعلقات، وهو قد يذهب يريد إرضاء الشعب فيحصل على سخطهم ، وقد يأخذ قرارا يريد به رفع الضنك عنهم فيحصل العكس. الساسة محكمون بمدى صوابية المعلومة التي يمتلكونها، ومدى قوة وقدرة الدولة على التحمل، وعليه أن يضع مصلحة الشعب بين عينيه، وإلا كانت الخسائر كبيرة. فالشعب الساخط لا يرى المحاسن ولا يدرك الإيجابيات، ولا يرى إلا المساوىء.

يقول كيسنجر "إن الشعوب الحديثة أظهرت مهارة فائقة في تحدى القوى العظمى" نعم الشعوب أسقطت وتسقط وستسقط ، ومن لا يدرك قوة الشعوب وقسوتها عليه ان يقرأ التاريخ جيدا. فكم هي الأجساد التي علقها الساسة على حبال المشانق، وتم تعليقهم بعدها على نفس الحبال من قبل الشعوب. هناك مرحلة معينة تستطيع الشعوب تحملها، وتخضع هذه لبعد زمني يطول ويقصر. ولكن إذا إنفجرت الشعوب خسر الجميع، وظهرت القسوة المفرطة والطيش الكبير. وعندها يقف الحكيم حيران، فقد كان يقدر على الكلام والإصلاح قبل اليوم، أما اليوم فلا مجال إلا للمراقبة. الحياة قائمة على تلك الحدود، هذه الحدود هي التي تصنع علاقات سوية بين البشر. بين ما هو لك وما هو عليك، وما يمكن أن تكسبه وما يمكن أن تخسره. هي تلك المعادلة التي يجب أن نفهم مدخلاتها ومخرجاتها.

إبراهيم أبو حويله ...