شريط الأخبار
بمشاركة الأردن.. إسطنبول تحتضن الاثنين اجتماعا حول مستجدات وقف النار في غزة الرئيس الإيراني: سنعيد بناء منشآتنا النووية بقوة أكبر بعد انقطاع عامين ونصف .. وصول أول رحلة عارضة بولندية إلى العقبة الصليب الأحمر يبدأ البحث عن رفات إسرائيليين خلف الخط الأصفر نتنياهو: لن نسمح بأن تعود جبهة لبنان مصدر تهديد "لإسرائيل" النائب الظهراوي يدعو الحكومة لتركيب 5500 كاميرا "تراقب الفقراء" بدلًا من مخالفات السير وزير الداخلية يزور دار محافظة العقبة ويجتمع مع مجلسها الأمني مندوبًا عن رئيس الوزراء.. وزير الثقافة يفتتح برنامج مكتبة الأسرة الأردنية 2025 الامن يعلن القبض على 13 متورطاً بحوزتهم كميات كبيرة من المواد المخدرة في سبع قضايا نوعية المومني: المرأة العربية كانت وما زالت حاضرة في قلب المشهد الإعلامي جندي إسرائيلي عائد من غزة: أحلم بأن أتلقى رصاصة بين عيني فأنا جثة تمشي القاضي وعطية في زيارة لرئيس مجلس النواب السابق أحمد الصفدي وزير التربية يؤكد أولوية تطوير التعليم المهني والتقني الاحتلال يواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار ويكثف عمليات نسف المنازل في غزة وزارة التربية جهّزت 1079 مختبرا إلكترونيا لامتحانات التوجيهي خلال عام الخارجية تتسلم نسخة من أوراق اعتماد السفير السعودي الأردن يرفع سعة تخزين الحبوب في الغباوي والموقر والقطرانة والمفرق الاتحاد الأوروبي يعتمد حزمة لدعم الأردن بقيمة 228 مليون يورو لـ 3 أعوام مندوبة عن الملك، الملكة رانيا تحضر افتتاح المتحف المصري الكبير تزامناً مع الزيارة الملكية للكرك ... العيسوي يفتتح مصنع الزي للألبسة الجاهزة بالموجب ومدرسة الربة الثانوية للبنين

العولمة تكتب: استعمار ناعم بثوب أنيق

العولمة تكتب: استعمار ناعم بثوب أنيق
هيفاء غيث
في عصرٍ كنا نظنه مفتاحا للحرية والانفتاح، تسللت العولمة إلى تفاصيل حياتنا اليومية حتى غدت استعمارا ناعما، لا يرى بالعين ولا يحارب بالسلاح، لكنه يسلب أشياء من أغلى ما نملك، يسلب وعينا وهويتنا، لم تعد العولمة اليوم مجرد تبادل ثقافي أو انفتاح اقتصادي، بل تحولت إلى سلسلة ذهبية نرتديها طوعًا تلمع في ظاهرها لكنها تحكم الخناق على رقابنا دون أن نشعر.
هل توقفت يومًا لتسأل نفسك من أين جاءت فكرتنا عن الجمال؟ لماذا أصبحنا نرى لغتنا ثقيلة وموسيقانا قديمة، وطعامنا تقليدي، لقد تمت برمجة وعينا الجمعي على أن النجاح له صورة واحدة تتجسد في حياة غربية، لغة إنجليزية، ملابس موحّدة، أفكار مستوردة.
نحن لا نستهلك المنتجات فقط نحن نستهلك القيم أيضا ، والأنماط، وحتى الأحلام، نعيش عبودية رقمية نستيقظ على إشعارات من منصات لم نصنعها، نأكل وصفات شاهدناها من مؤثرين لا نعرفهم، نضحك على نكات لا تنتمي لثقافتنا، وننفق المال في متاجر إلكترونية لا نعلم حتى في أي قارة توجد، تحكمت في أوقاتنا، أذواقنا، وحتى مشاعرنا، صرنا نسعى للاعتراف من خوارزميات تُكافئ من يُقلّد، لا من يُبدع، حتى أصبحت عقولنا قيد الأسر
روّجت العولمة لفكرة السوق الحر، لكن الحقيقة أن هذه الحرية لأقوياء معينين فقط، اليوم، تُغلق المصانع المحلية، ويُستهلك الإنتاج الأجنبي، وتُفرض علينا أنظمة بيع، ضرائب، وقوانين تجارية تُناسبهم، لا نحن، أصبحت دولنا مجرد أسواق استهلاك لا إنتاج، نستورد كل شيء... حتى القيم.
تتآكل الهوية تُنسى اللهجات، تُهمّش العادات، تُقصى الأديان من المجال العام، ويُعاد تعريف التقدّم بعيدًا عن جذورنا، نتباهى بالانفتاح، بالسرعة، بالوصول لكل شيء بضغطة زر، لكننا، في الحقيقة، مُراقَبون، مُوجَّهون، ومُستَغلّون. لا نختار كما نعتقد، بل نُدفَع للاختيار عبر خوارزميات مصممة لتقود سلوكنا في خضم اقتصاد استعماري.
لسنا ضد الانفتاح أو التعاون العالمي، بل ضد أن نفقد أنفسنا فيه، نحتاج إلى مقاومة فكرية، إلى وعي نقدي يميز بين ما يفيدنا وما يفرّغنا من محتوى إنسانيّنا وثقافتنا، لنعيد بناء مناعتنا الثقافية، لنروّج للجمال في اختلافنا، لا في تشابهنا مع الغير.
في زمن العولمة، أكبر مقاومة هي أن نحتفظ بهويتنا، أن نقول لا في وجه تيار يطالبنا أن نكون نسخة مكررة من غيرنا، لأننا إذا فقدنا أنفسنا، فماذا سيبقى لنا؟