
نسرين الصبيحي | مخرجة أردنية
لسنا دولة نفطية، ومواردنا محدودة، لكننا نمتلك ما هو أندر وأقوى، ما لا يُشترى ولا يُستعار : جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، قائد يدرك ثقل رسالته؛ ويعرف أن الأردن ليس دولة عابرة في الجغرافيا، بل مركز توازن في إقليم مضطرب
وجيش عقيدته راسخة في الدفاع عن الأرض والحق؛ وشعبٌ واعٍ أثبت، مرارًا، أنه الحصن الأول في وجه الفتنة والتشكيك
منذ نكبة عام 1948، ثم نكسة 1967، وما تبعهما من موجات لجوء فلسطيني كبرى، والأردن يتحمّل عبء القضايا الإقليمية رغم إمكاناته المتواضعة.
وفي سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، انعكست تداعيات الحرب الأهلية في لبنان علينا مباشرة، ثم جاءت حرب الخليج عام 1990 لتضيف عبئًا اقتصاديًا وسياسيًا جديدًا على كاهل الدولة.
دخلنا الألفية الجديدة وقد أثقلت حرب العراق عام 2003 كاهلنا من جديد بموجات لجوء أخرى، وزادت ثورات "الربيع العربي” منذ عام 2011 الأوضاع تعقيدًا، خصوصًا مع الأزمة السورية التي جلبت أكثر من مليون لاجئ إلى أرضنا، إلى جانب تحديات أمنية واقتصادية هائلة.
ورغم كل ذلك، بقي الأردن صامدًا بقي قويًا لأن قيادته ثابتة وواعية، وجيشه منيع، وشعبه متماسك ويدرك حجم التحديات من حوله.
أما الأصوات الغوغائية أمام سفاراتنا، فلا تمثل إلا نفسها. يرفعون شعارات رنانة دون وعي، ويطلقون اتهامات باطلة لا تستند إلى فهم للواقع ولا تقدير لحجم الجهود التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني في دعم القضية الفلسطينية على كل المنابر الدولية.
إن الأردن، برغم كل الضغوط، سيبقى الصوت العربي العاقل، والحامل الأمين لقضايا الأمة، وفي مقدمتها فلسطين.