
القلعة نيوز- في مناسبة وطنية غامرة بالحضور والانتماء، التأمت القلوب قبل المقاعد، واجتمعت الوجوه من كل صوب، في فعالية حاشدة حضرها عدد من الوزراء، والأعيان، والنواب، إلى جانب جمع غفير من أبناء الشركس والفعاليات الاجتماعية والخيرية في محافظة العاصمة. وفي هذه الأجواء التي امتزج فيها التاريخ بالمسؤولية، ألقى السيد إبراهيم إسحاقات، رئيس الجمعية الخيرية الشركسية المنتخب حديثًا، كلمة وضع فيها ملامح المرحلة المقبلة، مؤكّدًا أن الجمعية تمضي بثبات على نهج العطاء، وتجدد أدواتها لمواكبة متطلبات المجتمع، وتُوسّع حضورها بما يليق بمكانتها وعمق رسالتها.
"نحن لا نبدأ من فراغ، بل من إرثٍ عريق يمتد منذ عام 1932. سنواصل ما بدأناه، نُطوره بما يتلاءم مع تحديات العصر، وننطلق لتحقيق أهداف جديدة تعبّر عن طموحات مجتمعنا وتليق باسم الجمعية الخيرية الشركسية."
وفي موقفٍ مشبع بالانتماء والولاء، وجّه إسحاقات تحية إجلال ووفاء إلى حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، مشيدًا بمواقفه الثابتة والراسخة في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وبدوره القيادي في حماية القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، والوقوف الشجاع إلى جانب الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال، في كل المحافل الإقليمية والدولية. وأكد أن الجمعية الخيرية الشركسية، قيادةً وأعضاءً، تقف صفًا واحدًا خلف جلالته، وتعتز بما يُجسّده من حكمة، وثبات، وإرث هاشمي لا يلين في الدفاع عن الحق والكرامة.
تأسست الجمعية الخيرية الشركسية عام 1932، وهي من أقدم وأعرق مؤسسات العمل المدني في المملكة الأردنية الهاشمية. وتعمل الجمعية عبر سبعة فروع عاملة موزعة في مختلف مناطق ومحافظات المملكة، مستهدفة بناء مجتمع متماسك، متكافل، ومنتج. وتتمثل رسالتها في تقديم الدعم الإنساني للمحتاجين في المجالات المادية، والعينية، والصحية، ومساعدة الطلبة غير القادرين على متابعة تعليمهم، وتعزيز أواصر التعاون الاقتصادي، والثقافي، والاجتماعي بين أبناء الشركس، والحفاظ على الهوية الشركسية داخل النسيج الوطني الأردني الجامع.
بصفتها هيئة إدارية جديدة منتخبة، تعمل الجمعية بمنهجية قائمة على الاستمرارية الذكية، والتحديث المسؤول. ومن أبرز الأهداف المستمرة التي تلتزم بها الجمعية: صون اللغة والعادات والتقاليد الشركسية كجزء لا يتجزأ من التاريخ الأردني، وتعزيز الدور الوطني للمجتمع الشركسي بوصفه ركيزة من ركائز التعددية الأردنية، ودعم اللجان والصناديق الفاعلة، وعلى رأسها صندوق التكافل الاجتماعي، من خلال تنمية الموارد وتوسيع أثرها. كما تسعى الجمعية إلى تطبيق اللامركزية الإدارية لربط المركز بالفروع وتفعيل الشراكة مع المجتمع المدني الشركسي، واستقطاب الكفاءات الشابة وتمكينها من صناعة القرار داخل الجمعية، وتحديث البنية المالية والإدارية بما يواكب التحول الرقمي وعصر الذكاء الاصطناعي، إلى جانب توسيع المشاريع الإنتاجية والتعليمية، مثل المطبخ الإنتاجي "سماور" ومدرسة الأمير حمزة، لتكونا نموذجًا للتعليم المهني والمجتمعي الحديث.
أما الأهداف الطموحة التي تسعى الجمعية لتحقيقها في المرحلة القادمة فتتمثل في استكمال مشروع القاعة متعددة الأغراض واستثمارها كمصدر دخل مستدام ومنصة لخدمة المجتمع بكافة فئاته، إلى جانب استثمار أرض "حنوطيا" بشكل استراتيجي يعود بالنفع المالي والاجتماعي على الجمعية والمستفيدين من خدماتها.
"الجمعية الخيرية الشركسية ليست مؤسسة تقليدية، بل كيان نابض بالتاريخ، وبالعطاء، وبالمسؤولية. نحمل في قلوبنا همّ الناس، وفي عقولنا رؤى التحديث، وفي ضمائرنا انتماء لا يتزعزع لهذا الوطن وقيادته الهاشمية. نعدكم أن نكون على قدر الأمانة، وعلى موعد دائم مع العمل والإنجاز."