شريط الأخبار
استقرار أسعار الذهب في الأردن وفق تسعيرة اليوم محمد صلاح يدخل تاريخ ليفربول ويحقق إنجازا جديدا بعد الفوز على أستون فيلا الحرس الملكي.. الولاء وصناعة الهيبة التمر الطازج أم المجفف.. أيهما الأفضل لصحتك؟ علامات تسبق النوبات القلبية والسكتات الدماغية السكر الأبيض .. خطر صامت يُهدّد القلب والمناعة ويُدمّر صحة الأطفال .. نصائح الأطباء أغذية تحمي من السرطان.. قائمة ذهبية للوقاية وتعزيز المناعة فوائد صحية للكراث لا غنى عنها .. تعرف عليها كيف تخسر وزنك بأمان دون أدوية أو جراحات؟ وصفة طبيعية بدون عمليات طريقة عمل التشيز كيك البارد بدون فرن المكونات النشطة المُغلّفة.. تكنولوجيا جديدة للعناية بالبشرة طريقة صنع الكحل في المنزل .. وصفات طبيعية 4 خطوات لاختيار الإكسسوارات المناسبة بين الذهب والفضة 5 أسباب تجعل زيت الفلفل الحار من أكثر التوابل الصحية في مطبخك - تعديل "الضمان" حتمي ويجب أن يطبخ على نار هادئة أجواء معتدلة في معظم المناطق وفيات اليوم الأحد 2-11-2025 غوشة: الشراكة مع القطاع الخاص مفتاح لحل أزمة السكن وتحريك السوق العقاري الحكومة تبدأ تطبيق قرار إعادة هيكلة قطاع المركبات وحظر استيراد السيارات غير المطابقة للمواصفات بالأسماء .. مدعوون لإجراء المقابلات الشخصية

نتنياهو يعلن الحلم التوراتي … والأردن أمام اختبار التاريخ

نتنياهو يعلن الحلم التوراتي  … والأردن أمام اختبار التاريخ
نتنياهو يعلن الحلم التوراتي … والأردن أمام اختبار التاريخ

احمد عبد الباسط الرجوب

إسرائيل الكبرى تطرق الأبواب … والأردن أمام معركة وجود

لم يعد مشروع "إسرائيل الكبرى " حبيس أدراج الفكر الصهيوني المتطرف أو مجرد شعار انتخابي في تل أبيب.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع شبكة i24، أعاد إطلاقه بلهجة واثقة، واصفًا إياه بـ"المهمة التاريخية والروحانية" لتحقيق الحلم التوراتي.

هذه ليست كلمات عابرة، بل إعلان صريح عن سياسة توسعية ترى في حدود ما بعد 1967 مجرد بداية، لا نهاية.
وسط حرب غزة، وتصعيد في الضفة الغربية، واضطراب على الحدود السورية، يجد الأردن نفسه في قلب العاصفة، يواجه تهديدات تتجاوز الأمن المباشر لتطال وجوده وهويته.

الأردن بين فكيّ المشروع التوسعي والاضطرابات الإقليمية

شبح "الوطن البديل"
كل تدهور في الضفة الغربية يعيد إلى الواجهة خطاب توطين الفلسطينيين في الأردن، بما يحمله من تهديدات ديموغرافية وسياسية تمس صميم الكيان الأردني.
تصريحات نتنياهو الأخيرة، مع الاستيطان المتسارع، تعزز هذه المخاوف.
الحدود الشمالية الملتهبة
الجنوب السوري تحول إلى ساحة تصفية حسابات بين إيران وحلفائها من جهة، ودولة الكيان الصهيوني من جهة أخرى، فيما يستمر تهريب المخدرات والسلاح نحو الأردن.
أي انفجار في هذه الجبهة قد يرتد فورًا على الداخل الأردني.
الضغط الاقتصادي المتراكم
اللجوء السوري، وغياب الدعم الدولي الكافي، وارتدادات الحرب في غزة، كلها تضغط على البنية الاقتصادية للدولة.

غزة… صراع يغيّر قواعد اللعبة

الحرب على غزة تجاوزت فكرة "عملية عسكرية" لتصبح عملية إعادة هندسة للواقع الفلسطيني.
أي فراغ سياسي أو أمني في القطاع سيشعل الضفة الغربية، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا للأردن.

سيناريوهات محتملة:

· انهيار السلطة الفلسطينية يعني ضمًا صهيونيا تدريجيًا للضفة، ما يفتح الباب واسعًا أمام عودة خطاب "أردنة الفلسطينيين".

· فرض حلول صهيونية أحادية الجانب يفرض على الأردن البحث عن تحالفات عربية فاعلة لتفادي انعكاساتها.

سوريا… الجبهة الصامتة التي قد تنفجر

منذ عودة دمشق إلى الجامعة العربية، لم تتوقف لعبة النفوذ على أراضيها.
تركيا، إيران، وروسيا يتحركون وفق مصالحهم، فيما تواصل دولة الاحتلال الصهيوني ضرباتها الجوية.

أمام الأردن خياران أحلاهما مرّ:

· الانخراط في تحالف أمريكي–خليجي لاحتواء إيران.

· البحث عن ضمانات روسية لإبقاء الجنوب السوري بعيدًا عن الانفجار.

مجلس النواب… من منصة الخطابة إلى منصة القرار

الأحداث تفرض أن يتحول البرلمان الأردني من مجرد متلقٍ للتقارير الحكومية إلى شريك في صياغة الاستراتيجية الوطنية.

متطلبات المرحلة:

· تشكيل لجنة أمن قومي دائمة تضم خبراء عسكريين وسياسيين.

· تفعيل الدبلوماسية البرلمانية مع العواصم المؤثرة عربيًا ودوليًا.

· ممارسة رقابة صارمة على الملفات الأمنية والاقتصادية المتصلة بالتهديدات الإقليمية.

القيادة البرلمانية الاردنية في اختبار المصير
رئيس المجلس هنا ليس مجرد مدير جلسات، بل قائد سياسي يجمع بين الشرعية الشعبية، والخبرة الدبلوماسية، والرؤية الاستراتيجية ، تتعقد المهمة في ظل حاجة القيادة البرلمانية إلى:

· قاعدة شعبية صلبة تمنحها الحصانة السياسية

· خبرة دبلوماسية عميقة لإدارة الملفات الشائكة

· رؤية استراتيجية تضع الأمن الوطني فوق كل الاعتبارات

الخيار الأردني… المبادرة لا الانتظار

الشرق الأوسط يدخل مرحلة إعادة رسم الخرائط. من يكتفي بالمراقبة سيجد نفسه خارج الحسابات.
الأردن قادر على أن يكون لاعبًا أساسيًا إذا:

· ربط أي ترتيبات في غزة بالضفة ضمن إطار دولي واضح.

· حافظ على ثوابته الوطنية (القدس، اللاجئون) وهو يدير علاقاته مع الغرب.

· عزز تحالفاته العربية، خاصة مع مصر والمغرب، لخلق جبهة سياسية موحدة أمام التمدد الصهيوني.

الخلاصة

المشروع التوسعي الصهيوني يضع الأردن أمام امتحان استراتيجي لم يشهد مثله منذ عقود.
التهديدات حقيقية، لكن الفرص موجودة لمن يملك الشجاعة السياسية والرؤية الواضحة.

السؤال الحاسم:
هل يتحرك البرلمان والحكومة معًا لصياغة رد وطني استباقي، أم يكتفيان بالردود الانفعالية وبيانات الشجب؟

الإجابة ستحدد موقع الأردن في "الشرق الأوسط الجديد" الذي يُصنع الآن… ليس فقط في ميادين القتال، بل خلف الأبواب المغلقة لغرف المفاوضات.

باحث ومخطط استراتيجي - الاردن