
القلعة نيوز- انطلقت في العاصمة عمّان، اليوم الأحد، فعاليات ورشة العمل الإقليمية الفنية بعنوان "تطوير المناهج المدرسية من منظور المساواة بين الجنسين"، برعاية رئيس المجلس الأعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج، الدكتور مُحي الدين توق، وبمشاركة عدد من الدول العربية.
وتأتي الورشة، التي تنظمها منظمة المرأة العربية بالتعاون مع اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة والمركز الوطني لتطوير المناهج، لتكون منصة حوار وتعاون بين المنظمة ووزارات التربية في الدول العربية والآليات الوطنية المُختصة بملف المرأة، بهدف تبادل الخبرات وبحث سُبل عملية لتعزيز إدماج منظور المساواة بين الجنسين في المناهج الدراسية.
ويشارك في الورشة الإقليمية، التي تستمر يومين، ممثلون وممثلات عن تطوير المناهج الدراسية في وزارات التربية والتعليم، وممثلون وممثلات عن الآليات الوطنية المعنية بالمرأة في الدول العربية من الأردن، ومصر، وتونس، والسودان، وعُمان، والعراق، وفلسطين، ولبنان، وليبيا واليمن.
وقال رئيس المجلس الأعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج إن قضية المساواة في الفرص بين الجنسين تعد إحدى القضايا ذات الأهمية في فكر ورؤية المركز الوطني لتطوير المناهج.
وأوضح أن رؤية المركز انطلقت باتجاهين، الأول أن تكون المباحث التي جرى البدء بإعدادها أكثر حساسية ومُستجيبة للمساواة بين الجنسين من حيث الأمثلة، وتوزيع الشخصيات والصور، واللغة المُستخدمة، وتعديل الصورة النمطية للمرأة في الكتب المدرسية، أمّا الاتجاه الثاني فينطلق من ضرورة تضمين مفاهيم المساواة بين الجنسين بصورة مباشرة من خلال المباحث الحاضنة.
وأكّد أن موضوع حقوق الإنسان بوجه عام وحقوق المرأة بوجه خاص، أحد أهم الموضوعات المهمة في فكر ورؤية المركز الوطني لتطوير المناهج، مبينا أن هذا الأمر أكد عليه الإطار العام للمناهج الصادر عن المركز الوطني وعززته الأطر الخاصة لجميع المباحث، وهو ما سينعكس من خلال ترجمته لمحتوى تعلميٍّ يُقدم للطلبة.
وبين أن المركز الوطني لتطوير المناهج قام بترجمة تلك الرؤية عبر عدة إجراءات نفذها المركز، وكان منها، إعداد مصفوفة القضايا المشتركة والمفاهيم العابرة للمواد الدراسية التي تناولت عدة محاور أحدها محور القضايا الإنسانية الذي تضمّن عدة قضايا مشتركة من بينها المساواة بين الجنسين، وكانت رؤية المركز تشمل تضمين هذه المفاهيم في جميع المباحث مع وجود تباين في مستوى التضمين يتبع طبيعة المبحث؛ لوجود مباحث حاضنة لتلك المفاهيم أكثر من غيرها.
وأكد توق، أن المركز قطع شوطا كبيرا في هذا المجال، الا انه مستمر في هذا النهج؛ لإيمان المركز المُطلق بأهمية هذه القضية، وأهمية الكتاب المدرسي ودوره المحوري في بناء شخصية الطالب المعرفية والتربوية والثقافية.
من جانبها، أكدت الأمينة العامة للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة، المهندسة مها علي، أهمية الورشة الإقليمية في تبادل الخبرات بين الدول العربية؛ لتعزيز إدماج منظور المساواة بين الجنسين في المناهج الدراسية.
وبينت أن المناهج الدراسية ليست مجرد أدوات تعليمية لنقل المعرفة، بل هي رافعة أساسية لتشكيل الوعي المجتمعي وبناء قيم العدالة والمساواة؛ فتطوير المناهج المدرسية من منظور المساواة بين الجنسين يُشكّل استثماراً طويل الأمد في المستقبل، كما يدعم الجهود الوطنية للوقاية من العنف ونبذ التنمّر، من خلال تجذير مفاهيم احترام حقوق الانسان، بما ينسجم مع الدستور وقيمنا الوطنية وموروثنا الثقافي والاجتماعي.
وبينت أن تطوير المناهج المدرسية من منظور المساواة بين الجنسين، يأتي منسجماً مع الاستراتيجية الوطنية للمرأة في الأردن، ومع الخطة الوطنية الثانية لتفعيل قرار مجلس الأمن 1325 حول المرأة والسلام والأمن، والتي من أهدافها تشجيع أنماط مجتمعية داعمة لدور فاعل للمرأة في التنمية الوطنية المستدامة ونبذ العنف والتمييز بجميع أشكاله.
وأثنت على الجهود التي يقوم بها المركز الوطني للمناهج ووزارة التربية والتعليم في هذا الإطار، حيث بدأت الوزارة في تطبيق الموازنات المستجيبة لاحتياجات كلا الجنسين، كما أن وزارة التربية والتعليم الأردنية حصلت على جائزة التميّز المؤسسي من منظمة المرأة العربية في مجال المساواة بين الجنسين عن نسخة المؤسسات التعليمية للعام 2024.
بدورها، قالت المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية، الدكتورة فاديا كيوان، إن ميدان التربية يُشكّل مجالا مهما جدا بالنسبة للناشئين من أجل تغيير الذهنيات والسلوكيات الاجتماعية إزاء مبدأ المساواة بين الجنسين، مضيفة ان اهتمام المنظمة بالمجال التربوي، معطوف عليه الاهتمام بالمجالين الثقافي والإعلامي، يعود لإيماننا بأن هذا الثلاثي هو الذي قد يُحدث الفارق ويدفع باتجاه التغيير في الذهنيات والسلوكيات.
وأشارت كيوان، إلى أن اختيار منظمة المرأة العربية لعقد هذه الورشة الإقليمية مع كبار الاختصاصيين في وزارات التربية والتعليم الوطنية وفي الوزارات والآليات الوطنية الخاصة بالمرأة في العاصمة الأردنية عمان، جاء ليكون تحية تقدير لجهود الأردن في هذا المجال؛ حيث تكلّلت جهود الأردن بفوز وزارة التربية والتعليم بجائزة التميّز التي خصصتها المنظمة في العام 2024 لأفضل مؤسسة عامة تتخذ تدابير وإجراءات وتعتمد برامج ذات صلة بموضوع المساواة.
وتتناول جلسات الورشة عددا من الموضوعات أبرزها، عرض ومناقشة تجارب الدول المشاركة في مراجعة وتطوير المناهج من منظور المساواة بين الجنسين مع تبادل الخبرات وأفضل الممارسات، التعرّف على برنامج منظمة المرأة العربية في موضوع التربية والتعليم، وبناء توافق إقليمي حول الأولويات والخطوات المستقبلية لتطوير المناهج العربية بما يضمن بيئة تعليمية أكثر عدلا وشمولا.
يُشار إلى أن الورشة تأتي في إطار أنشطة برنامج (التربية والثقافة والإعلام)، وهو أحد برامج العمل الرئيسية لمنظمة المرأة العربية، وتعمل من خلاله على التأثير في الثقافة المجتمعية لصالح ترسيخ قيم العدالة والمساواة وقبول الآخر، وتمثل العملية التعليمية أحد أهم عناصر اهتمام هذا البرنامج كونها تقوم ببناء وتكوين شخصية الأطفال والناشئة.
-- (بترا)