
القلعة نيوز:
سلط برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، الضوء على الحصار الشديد الذي تتعرض له مدينة القدس وقراها، والانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك.
ووفقا لتقرير البرنامج المعد في القدس، فإن عشرات الآلاف من الفلسطينيين في قرى شمال غربي القدس المحتلة يتعرضون لعقاب جماعي يتمثل في منعهم من العودة إلى منازلهم ودخول قراهم لعدة أيام، بعد أن قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بوضع حواجز على مداخل قراهم.
وأضاف التقرير أن سلطات الاحتلال لم تكتف بهذه الإجراءات، بل قامت بتوزيع الكثير من أوامر الهدم لمنازل الفلسطينيين في بلدتي القبيبة وقطنة، بالرغم من حصول غالبيتهم على تصاريح للبناء من الجيش الإسرائيلي منذ عقود، وفقا لأحد أصحاب البيوت المهددة بالهدم، نصار عنباوي.
وأشار التقرير إلى أن الحصار المفروض على قرى شمال غربي مدينة القدس ليس جديدا، إذ بدأ منذ عقود من خلال الحواجز العسكرية، وجدار الفصل العنصري، والسياج الفاصل، وبناء المستوطنات، وشق الطرق التي تفصل القرى عن بعضها البعض من جهة، وعن المدينة المقدسة من جهة أخرى.
وقال رئيس بلدية القبيبة، نافذ حمودة، إن إسرائيل تستخدم القوة والعنف في قرى شمال غربي القدس، وبالذات في قريتي قطنة والقبيبة، بدءا بمنع التجول فيهما، ومن ثم اقتحام حرمة البيوت وتفتيشها وتخريبها.
بدوره، أوضح المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة، الدكتور وصفي الكيلاني، أن هذه القرى تعد من أجمل البقاع في فلسطين، نظرا لإطلالتها المميزة على اللد والرملة وباب الواد ويافا والبحر والساحل، مشيرا إلى أن أهالي هذه القرى شاركوا في جميع المعارك الفلسطينية منذ الفتح العمري وحتى معارك الجيش العربي.
وقال إن ما يمارسه الاحتلال ضد هذه القرى وغيرها من قرى القدس يمكن تسميته "عقابا جماعيا وتمييزا عنصريا وتوسعا استيطانيا"، حيث يحاول الاستيلاء على هذه القرى من جديد وضمها إلى القدس بحجج وذرائع كثيرة، مشيرا إلى أن كل قرية في القدس والضفة الغربية تمثل سجنا كبيرا، مع وجود أكثر من ألف حاجز عسكري على مداخلها.
وأشار الكيلاني إلى أن المسجد الأقصى المبارك أيضا يتعرض لانتهاكات "فظيعة" من قبل سلطات الاحتلال، كمنع مشاريع الإعمار الهاشمي، وإبعاد عشرات الموظفين والحراس والأئمة عنه، إضافة إلى منع مئات الآلاف من الفلسطينيين من الوصول إليه، وسط تعتيم إعلامي وصمت عالمي مطبق. مثمنا صمود موظفي أوقاف القدس بدعم من الوصاية الهاشمية والحكومة الأردنية، من خلال استمرارهم في تنفيذ بعض المشاريع في المسجد القبلي، وبعض أعمال الترميم في المرواني، إضافة إلى بعض أعمال التبليط في أنحاء المسجد.
ولفت الكيلاني إلى أن المسجد الأقصى كان على رأس الأولويات في خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي لقاء الرئيس ترمب مع قادة بعض الدول العربية والإسلامية، حيث قام جلالته بنقل قضية الأقصى من مفهوم الوصاية الهاشمية وشارك هذه المسؤولية مع جميع قادة الدول الإسلامية، الأمر الذي كان واضحا في خطاباتهم وحديثهم في أروقة الأمم المتحدة وجميع المداولات في نيويورك.
من جهته، قال المستشار الإعلامي لمحافظ القدس، معروف الرفاعي، إن الاحتلال لديه خطة لضم ثلاثة تكتلات استيطانية في محيط مدينة القدس من أجل ضمها إلى ما يعرف بـ"حدود بلدية القدس"، بهدف "التهام" 10 بالمئة من أراضي الضفة الغربية، مشيرا إلى إعلان وزير المالية الإسرائيلي المتطرف سموتريتش قبل عدة أشهر عن توسيع مستوطنة "معاليه أدوميم" وبناء 3412 وحدة استيطانية فيها باعتبارها إحدى هذه التكتلات، فيما يشكل تكتل "جفعات زئيف" شمال غربي القدس تكتلا آخر من هذه التكتلات، والذي يقع على أراضي قرى شمال غربي القدس البالغ عددها 16 قرية، ويقطنها أكثر من 70 ألف مواطن فلسطيني، حيث يحاول الاحتلال السيطرة عليها وتهجير سكانها من خلال فرض عدد كبير من المضايقات عليهم، وإجبارهم على العيش ضمن ظروف لا يستطيع أحد تحملها.