القلعة نيوز:
بمناسبة مرور سبعين عاما على رحيل شاعر الأردن مصطفى وهبي التل «عرار»، نظمت في مضافة آل التل مساء أول أمس، محاضرة للأستاذ يوسف طلفاح تحدث فيها عن عدد من المحطات في حياة عرار الشعرية، في حين أدار المحاضر الناقد د. عبد الرحيم مراشدة وسط حضور كبير من مثقفي المدينة والمواطنين.
واستهل د. مراشدة المحاضرة بالقول: عندما تتحول بيوتات ومضافات الأردن إلى بيوت للثقافة هذا يدل على تعطش الناس للثقافة، وأن تحتفي هذه البيوت بأهم شخصيات المجتمع من مفكرين وسياسيين وشعراء سنة حميدة، لأن المبدع الشاعر يعيش عمرا آخر في العمر ويعيش كونا أخر في الكون حتى بعد الرحيل، فمثلا عندما نقرأ المتنبي نجده ماثلا أمامنا ويعيش بيننا فنكون معه بفكره، وها هو عرار يعيش معنا ويضيء لنا هذه العتبات بعد سبعين عاما من الرحيل.
إلى ذلك تحدث المحاضر طلفاح عن «حب الوطن، المرأة، الخمرة، ومتفرقات» في شعر عرار، وعن «حب الوطن» في شعره ذكر مجموعة من القصائد في هذا الجانب والقصائد:أشرق الصبح، قد بكى، أحن إلى البلاد، قالوا تدمشق، لقد تبوهم، يقول عبود»، وغيرها من القصائد كتبها مصطفى وهبي التل في الشأن، والملاحظ حفظ السيد طلفاح لهذا الكم من القصائد غيبا.
من قصيدة لعرار «قالوا تدمشق» حيث قرأ:»قالوا تدمشق قولوا ما يزال على/علاته إربدي اللون حوراني/فليتق الله بي شعب محبيه/كانت وما رحت ديني وديداني/وليتق الله بي شعب وفيت له/ حق الوفاء وبالنكران كافاني/يا أردنيات إن أوديت مغتربا/فانسجنها بأبي أنتن أكفاني/وقلن للصحب واروا بعض أعظمه/ في تل إربد أو في سفح شيحان».
ومن قصيدة أخرى بعنوان «يقول عبود» تلاها غيبا طلفاح وجميع القصائد تلاها غيبا تقول القصيدة:»يقول عبود جنات النعيم على/ أبوابها حارس يدعوه رضوانا/ من ماء راحوب لم يشرب وليس/ له ريح بجلعاد أو حي بشيحانا/ولا تفيأ في عجلون ورأفة/ ولا حدا بهضاب السلط قطعانا/ ولا أصاخ إلى أطيارنا سحرا/ بالغور تملأه شدوا وألحانا».
وفي محطة أخرى من محطات عرار الشعرية فيما يتعلق «بالمرأة» ذكر المحاضر مجموعة من القصائد من مثل:»ربات الأساور، مي، سلمى، ليلى، شكوت اليوم، يا بنت في أسبال جفنك، خداك يا بنت من دحنون ديرتنا روحي..وغير ذلك من القصائد».
من قصيدة «ربات الأساور» تلا علينا حيث تقول القصيدة «أهلا بربات الأساور/الحائزات على المفاخر/الماحيات بنورهن /هذي الدياجر/المالكات بحسنهن/ قلوبنا والحسن آمر/لولا الجمال لما غدوت تراني هذا اليوم شاعر».
وقرأ أكثر من قصيدة تمثل أكثر من محطة وشأن عايشه الشاعر عرار وكتب عنه، فكان الشاعر الثائر والمثقف.
من جهته قال الشاعر محمود فضيل التل بأن عرار كان يعيش فينا جميعا وتحدث عنا وعن قضايانا، عرار يمتاز عن الكثير من الشعراء حيث ذوّب نفسه وروحه العميقة التي وسعت الأمة، ولو استعرضنا شعر عرار لوجدناه مفعما بالحزن والألم على ضياع الإنسان العربي وعلى ما ضاع من وطننا العربي العزيز، ربما في حديثي عن عرار مبالغة لا حدود لها؛ لأنني أحبه حبا عظيما لأنه يستحق ذلك ولأن له مزايا وريادات كثيرة في شتى المجالات، مشيرا إلى أنه تأثر بعرار جدا إلى أبعد الحدود.
ثم قرأ قصيدة قال فيها:»عم الغناء وزاد الشعر والطرب/عم الخطاب على الأنصاب والحرم/ما بال قومي إذا ما الخطب واهمهم/ صاغوا القرار وقالوا هيئة الأمم».